من جميل صدقي الزهاوي الى السّيد نوري المالكي

ماهكذا تورد الابل...                          ما كرهت في حياتي امراً اكثرمن الاصطفاف الصباحي الذي عانيت منه كثيرا أيام الدراسة في العراق ولاسباب كثيرة وفي مقدمتها ان فكرة الاصطفاف الصباحي هي فكرة مخيفة وتزرع الرعب مبكرا في قلوب الطلبة الجدد القادمين لاول مرة للمدرسة ..ثم تطورت هذه الكراهية كثيرا حين رايت الرفاق{بالزيتوني طبعا} يتوسطون المدرسة منتفخين كالديكة ..حاملين رشاشاتهم التي قتلت كل الامال في خلق مجتمع مدني معاصر..ثم انتقل الامر الى ساحة العرضات التي هي اكثر العقد تركيبا في حياتي .       ومع ذالك تستطيع ان تضيف لتلك الامور ماتشاء من تاريخ امتد لاربعين عاما في نفق مظلم لم تكن نهايته واضحة ولا في الاحلام...إلا أنّ ثمة امور اخرى بقيت في ذاكرتي المهشمة من صور الاصفاف الصباحي , ومن هذه  حبنا الواضح لدرس الموسيقى والنشيد { الله يرحمه} ولاسيما ان مدرس هذه المادة لايظهر جليا الا في رفعة العلم ..ويظهر جهده واضحا في علو الاداء وقيادته ومن هنا تنطبع الذكرى الاولى للعلم في ذهن الطفولة ,وهي من أهم علامات الوطنية التي حاول مرتزقة النظام البائد تحويلها عن مسارها الصحيح عشرات المرات وما فلحوا ولن يفلحوا. فكان العلم للشعوب قاطبة رمزا عظيما تراق له الدماء وما نزلت الرايات عن رمحها الامكسورة...وشاعرنا المرحوم جميل صدقي الزهاوي وضع اجمل بصماته في قصيدة رائعة تقول:ـ   عش هكذا في علو أيها العلم فاننا بك بعد الله نعتصم جاءت تحييك هذا اليوم معلنة افراحها بك فانظر هذه الامم ان العيون قريرات بما شهدت والقلب يفرح والامال تبتسم ان احتقرت ..فان الشعب محتقر أو احترمت فان الشعب محترم الشعب أنت , وأنت الشعب اجمعه وأنت أنت جلال الشعب والعظم فإن تعش سالما عاشت سعادته وإن تمت ماتت الآمال والهمم هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه جميعه لك , فاسلم أيها العلم.  وهذه القصيدة لابد ان يكون معالي السيد رئيس الوزراء نوري المالكي المحترم قد رددها في مدارسنا عشرات المرات كما هو حال اي مواطن في العراق... والان وهو يحمل الرمح وفي راسه العلم الذي يضم كل اطياف الشعب العراقي ومسؤوليته حقيقية بعد الاصوات الجماهيريه المؤيدة له في الانتخابات الاخيرة2010 ,فلم سيدي معالي رئيس الوزراء تستقبل عند الجارة ايران بلا علم لبلادك إنّها لعمري كبيرة ..وعتبي عليك شديد فما كان لك أنْ تقبلَ أبدًا ابا أسراء ..ففي قلبة لوعة من الحديث اليك و أهدي في نهاية المقال بعض الصور لمسؤولين من دول اخرى في زيارة للجارة ايران وقد رفعت اعلامهم!!! فلم العراق لا....بلى سيبقى علم العراق خافقا مرفرفا بيد كل الشرفاء من الفاو الى زاخو  جمال حسين مسلم