الأحد، 30 يونيو 2013

وداعاً محمد عباس




         
لم يعد مهماً في بلاد الرافدين, أنْ تعرفَ من مات في صبيحة هذا اليوم ومن ينتظر الموت ,ولم يعد مهما أيضا انْ تعرفَ عدد الذين ماتوا ,وليس مهما انْ تعرفَ كيف ماتوا ولماذا ؟؟  
فأنت مولود في العراق وهذا وحده كاف ,كي تنتظر دورك في قطع التذكرة الاخيرة دون عودة ..هكذا هي التذكرة الحمراء التي قطعها محمد عباس حين عاد للعراق من اغتراب دام 15 عاما في هولندا ,لم يخطر في باله ولا لثانية واحدة ان تنهال عليه الهراوات من كل جانب لتحطم راسه وتلقيه ارضا ؛ لاسباب لايعلمها الا الله ,وهكذا تنتهي احلامك بلجنة تحقيقية ,هي في الحقيقية أكذوبة ,يضحك بها الساسة على الشعب العراقي ,والشعب ينتظر الفتوى لكي ينادي بإنسانيته,وان لم تصدر الفتوى فالنوم عنده اجمل من كل شيء.. هراوة من أيد آثمة هشمت رأسك الجميلة التي تداعب بها الكرة ,وتعشعش فيها خططك للفوز على الخصم ,هكذا نخسر المباراة كل يوم..خسرناها حين سكتنا عن جلاد استباح العرض والمال لعقود من الزمن..خسرناحين تركنا اولادنا وذهبنا الى جبهات القتال , خسرنا حين عرينا والقصور العباسية تنتشرفي شرق البلاد وغربه ,خسرنا حين احتكمنا لامر الحاكم العسكري الامريكي ,خسرنا حين رأينا العقود الوهمية ,خسرنا حين رأينا الاطفال في الشوارع تقطعهم المفخخات ,حين رأينا اللص يتسيد علينا ويعتلي منصة التزوير ونحن ننتقل بفضله وحمده من الرفيق الى سماحته ..خسرنا حين رأيناك مضرجا بالدماء وقبلنا اللجنة التحقيقية..وسنخسر مجددا و سيكون القادم ميتا بلون أخر وقميص أخر ,وسوف نشجب وندين ونستنكر وننتظر الاحالة الى القضاء غير العادل ..                                           t

مبروك معالي الوكيل








مبروك لمعالي الوكيل

عبد الحمزة الخزاعي

   خبر مهم جدا ، للاسف الشديد لم يحظى بالاهتمام المطلوب والذي يستحقه، وقد نشرته صحيفة الزمان في زاوية داخلية صغيرة، بينما كان من المفروض ان تقوم هي وبقية الصحف بأبرازه على شكل عنوان رئيسي في صدر الصفحة الاولى، وان تقوم القنوات الفضائية ببثه في الشريط المتحرك.. انه خبر حصول الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية الفريق-او اللواء عدنان الاسدي (ابو حسنين) على شهادة الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم العائدة لجامعة الدول العربية في القاهرة عن بحثه المعنون ( حظر مقاومة رجل الشرطة في الدفاع الشرعي / دراسة مقارنة ) .
من المفرح جدا ان يعرف العراقي ان قادته ومسؤوليه من الناس الذي يحبون العلم والمعرفة، وكان الاحرى بالذين عرفوا خبر حصول معالي الوكيل الاقدم على شهادة الماجستير ان يحتفلوا، والذين لم يعرفوا عليهم ان يعرفوا، وان يدعو له الحصول على شهادة الدكتوراة. علما انه بحسب معلوماتي بحكم ارتباطي الحزبي سابقا بحزب الدعوة وارتباط السيد الوكيل الاقدم بالحزب ايضا، ان الرجل خريج معهد الصحة، اي انه حاصل على دبلوم صحة، ويقولون انه ممرض صحي، ولااعرف كيف درس الماجستير في القانون، ربما كان درس سابقا في مرحلة البكالوريوس واكملها.
ولكن المشكلة ان ابناء الشعب العراقي لايستطيعون ان يحتفلون بحصول معالي الوكيل على شهادة عليا لان بعضهم حصدته العمليات الارهابية، وبعضهم الاخر منشغل بالبكاء والعويل على ذويه من الضحايا.... تصوروا معالي الوكيل الاقدم منشغل بالدراسة والناس يقتلون بالعشرات !!.. هذا امر طبيعي جدا ، اذا كانت الماجستير اهم بالنسبة لمعالي الوكيل من ارواح الناس الذين يفترض انه يتفرغ للمحافظة على ارواحهم فعلى الامن السلام في العراق، ولنترقب المزيد من انهار الدماء والجثث المقطعة ، وليتهنى السيد الاسدي بشهادته العليا.

السبت، 29 يونيو 2013

التشيع وكيفية مواجهته


التشيع بمعناه الاعلامي المستحدث اليوم ,هو الانتقال من  أحد المذاهب الاسلامية الى مذهب محبي آل بيت رسول الله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام , فيقال قد تشيع فلان ,أي انتقل من مذهب اسلامي كان يعتنقه الى مذهب محبي آل بيت  ,على الرغم من أقراري بإن محبة آل البيت عليهم صلاة الله وسلامه ليست حِكراٌ على فرد معين أو طائفة معينة دون أخرى ...فمحبة سبطي الرحمة الحسن والحسين عليهما السلام وأمهما البتول بضعة رسول الله فاطمة الزهراء وأبوهما الكرار علي بن أبي طالب عليه السلام..مباحة لكل المسلمين دون قيدٍ أو شرطٍ , ولا أشك بأن مسلما عاقلا يستمتع بعدائهما أو كرههما !!! لذا فإن أشكالية الانتقال من مذهب الى أخر في ضمن الحدود الكبرى والخطوط الاساسية للاسلام ؛ لاتشكل خطراً حقيقياً ,مادام المرء يشهد بأن لا آله الا الله ومحمداً رسول الله  , وما بعد ذلك من الاختيارالفكر, ضمن حدود تلك الجملة الايمانية التوحيدية , لايتعدى كونه انتقالة ثقافية فكرية ,لشخص بعينهِ أو مجموعةٍ بعينها.. وأنْ حدثَ العكس في الانتقال من مذهب التشيع الى مذهب أسلامي أخر..فهو كسابقه لايتعدى الانتقالة الثقافية والفكرية ..والطرفان ملزمان بأطاعة الله ورسوله ,تحت دستور القرآن الكريم الذي يقول ,بوضوح كامل { لاأكراه في الدين } ,وإنْ تمكن المرءُ من تشخيص بضعة أمور يعيبها على الاخرين , والحديث داخل أروقة المذاهب الاسلامية , فهذه ظاهرة فكرية ؛ تستوجب النقاش المدعم بالادلة العقلية والنقلية ,ولكل أنسان ماهوى ونوى ..وحديث الاعلام اليوم حول خطر التشيع في الدول العربية ذات الاغلبية السنية , حديث حول خطر محدق بتلك المجتمعات يتوجب التصدي له , بحراسة الثغور والقتال في داخل المدن والشوارع ,إن تطلب الامر عندهم ,فكأنك تواجه خطر الاحتلال العسكري الخارجي... بل ذهب الناس مذاهب اخرى تمثلت في صورٍ وحشية قمعية قلّ نظيرها في تاريخ البشرية ..اثارت تحفظات كبيرة في نفس المثقف والمتعلم الغربي أو العربي من غير المسلمين , حول جوهر هذا الدين وحقيقيته (( هل هو دين البطش والفتك والاستباحة وقطع الرؤوس ؟,هل اقتدوا بقرآنهم ونبيهم ؟ هل كان محمد مثالا لتلك الوحشية ؟؟؟ انْ كانوا كذالك كيف يجب التصدي للمسلمين , أذن ؟ ومن سيتصدى لهم ؟؟ )) كلها اشكاليات حقيقية بدأت تطرح نفسها في أرجاء المعمورة ؛ ولاسيما مع التقدم الاعلامي التكنلوجي الكبير , الذي أخذ يؤرخ لكلِ كبيرةٍ أو صغيرةٍ, فيما تضائلت فرص التعريف بالقيم الانسانية الاخرى للدين الاسلامي , بشكل واضح وكبير ؛ والامر لايتعلق بالاعلام كلياً ,ولكن هناك أسباب أخرى لامجال لذكرها في معرض الحديث..                                          
وأمر انتقال التشيع الى عديد الاشخاص في دولٍ تتسم بطابع المذهب السني , لايمكن حصره الا في ظاهرة الانتقالة الفكرية والثقافية .. فهو لم يحدث بشراء الذمم أو الغزو العسكري أو التأثير الاقتصادي ..وانما الاطلاع والمتابعة  ؛ كفلتا هذا التوجه ,فَلِمَ يعامل على انه خطراً يجب التصدي له بكلِّ السُبل , وفي مقدمتهِا ,السَبل العسكرية ,والوسائل الوحشية من تقتيل وتهجير وذبح واستباحة للعرض والمال ,وحرق للجثث , وتقطيع للاحشاء ويعلو ذالك كله , صراخ و كلمة { تكبير } .    
تلك الاعمال المروعة والصادمة للانسانية , مسندة بأحاديث من كبار الجُهال وآنْ سادوا قومهم ,تحثهم على المزيد ثم المزيد !!! مع تحفظ عامة الناس على الفعل المشين ,والداعم له ,و على الاحاديث الواردة الذكر ؛ لان موضوع الحديث النبوي وتاريخ التدوين والمساند والصحاح والسنن وبقية من كتب في  هذا الموضوع , ما زالت في دائرة الجرح والتعديل والاحتجاج على كثيرٍ منها ؛ لاسباب كثيرة في مقدمتها تاريخ التدوين والظروف السياسية المحيطة بالمدون للحديث ,والتقاطع الحاصل فيما بينها في كثيير من الاحيان ... ولاسيما أن عُرضِت على القرآن الكريم والعقل ,ومعرفة الناقل من سلسلة الرواة . وتصنيف الاحاديث ؛فضلا عن بلوى كبيرة أبتلت بها الامة ,الا وهي تعويم الفتيا ,و لبس العمامة لكل من هبَّ ودب ,على وجه البسيطة .وفي مقدمتهم متصدروا الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي , من الذين ,توهموا بأنهم الاعلم الذي لايجارى في علمه ؟؟                               

يتصدر شعار لا آله الا الله محمد رسول الله الفريقين ,ويختلفون في مسائل الفروع ,وفي تقييم بعض المواقف التاريخية من مثل الامامة و أحقية الخلافة والصحابة والعصمة . ونرفض كلنا التشهير والسب والتعريض بشرف الاخرين , والمساس بشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خط أحمر لايمكن تجاوزه ابداً.....فما الذي يدفع اولئك لاعتماد منهج الذبح والتقتيل , لتثبيت قولهم بحد السيف والارهاب . هل الجهل سيد الموقف , أم الاحقاد الشخصية والقبلية والتاريخية , أم لعبة الامم الكبرى لتمرير المخططات , بيد العرب والمسلمين أنفسهم من أجل انقسامات وأنقسامات اخرى ؛ تصب في صالح جهة معينة معروفة جداُ !!! ولِمَ لايقابل الفكر بالفكر ,والكتاب بالكتاب ,والناس أحرار فيما يحبون ويريدون..ان الخيار الاخير هو خيار العظماء , الذي لايخافون الحقيقية التاريخية , والخيارات الاخرى هي خيارت من القرون المظلمة , إن دلتْ على شيْ ,إنما تدل على ضعف الفكر المقابل ولجؤه الى وحشية قلّ مثيلها في التاريخ ؛ سيجعله في محلِ شكٍ دائم ,فيما يقول ويُنظر ؛ لانه إنْ كان متمكننا من حجته وعقيدته ,ماخاف أبدا من أي توجه فكري مقابل له .. والله غالب على أمره ..وإن بُعد الزمن واشتد البلاء وتمحص الدين .                      

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الشيخ القرضاوي وآيات البر بالوالدين

 { ليتها ما نزلت }  
                             
الشيخ يوسف القرضاوي رئيسا لاتحاد علماء المسلمين في العالم ,وهو مصري الجنسية ويحمل شهادة الدكتوراة في العلوم الشرعية ,وله  عشرات المطبوعات الورقية فضلا عن صفحات الانترنيت وخطب يوم الجمعة واللقاءات المتلفزة ...وهو الى الان يسكن في دويلة قطر !!!!!  
والشيخ الطاعن في الكبر يتصدر المشهد الاعلامي اليومي , بشكل يثير الانتباه , فتراه يتصدر القنوات الفضائية والصفحة الاولى من الاصدارات الورقية ,وتفوق في  ظهوره على كثير من النجوم الفن والمشاهير ,وصار الرجل على استعداد ان يبت في كل صغيرة وكبيرة ..من اختصاصه او ليس من اختصاصه ,واختصم الناس في شأنه وانقسموا قسمين ..منهم من يراه فضيلة الشيخ....وقسم لايراه كذالك...والخصام جاء في امور يختلف فيها الناس كثيرا , وفي مقدمتها الوضع السياسي الراهن ,او ماورد في بطون الكتب التاريخية من وضف للملل والنحل والمذاهب ...وكان الدكتور الشيخ يغوص في اعماق الحديث موجها المتلقي الى مايريد ويرغب دون كلل أو ملل .. برجب اوشعبان او رمضان..كلها شهور رحمة عنده  ولافرق بينهن مادامت الجزيرة تدفع كل أول شهر بالاحسان ..فضلا عن معاملات الحياة اليومية لديه ولعائلته, فهي  ماشية والحمد لله في كل بقاع الارض ..                                                              
الا ان المتصد لهذا الرجل , يرى بعض { التقفصيات } القفشات العجيبة الغريبة , في فكر وثقافة واخلاق سماحة الدكتور الشيخ الرئيس...وهي للمهتم مضحكة مبكية في آن واحد....
وهنا نتناول واحدة منها...الشيخ الدكتور, يصول ويجول في احاديثه اليومية من على شاشات الفضائيات وصفحات الانترنيت ..فيما يتعلق بالوضع السياسي الراهن..محرضا ومكفرا وشاتما وسابا ولاعنا ..متناغما الى حد الاشمئزازمع سياسات بعض دول البترو دولار المتصهينة الى حد اللعنة...وفي مواقف اخرى تراه ..الشيخ ..مفسرا ومحدثا عن الاسلام والمسلمين..ولكنه بالتأكيد لايمر في حديثه ابدا على الايات القرانية التي تتحدث عن البر بالوالدين , على الرغم من أهميتها القصوى في التربية الاسلامية الصحيحة..وعلى الرغم من عديدها في القران الكريم.. قال تعالى في محكم تنزيله العزيز ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]
والمشكلة بالتأكيد لاتكمن في الايات القرانية ولكن في الشيخ نفسه..لانه ان تحدث عنها .زكيف سيواجه ..موقف أمير قطر حمد بن خليفه ال ثاني من أبيه..ذاك الموقف اللااخلاقي ؛ المتمثل بطريقة عزله ونفيه خارج ارض الاسلام والمسلمين..وليس غريبا على قطر او حكامها مثل هذا التاريخ المعيب ومثل هذه الاخلاق ؟؟؟ ولكن الورطة في شيخنا ومراوغته في هذا الموضوع.. مضحك ان تقضي حياتك بعمامة رسول الله واخلاق زياد ابن ابيه.. ومبكي ان تطعن في علماء الزهد والتقوى والصلاح من محبي ال البيت..وتقطن في الوقت نفسه في قصور الفساد والفسق..متناسيا ملايين الفقراء من المسلمين...مضحك ان تكفر وتسب وتلعن ابطال هذه الامة ,ممن لقنوا المعتدي دروسا في الشهادة والنبل..ومبكي ان تهرول خلف صبية جزائرية , في ضاحية من ضواحي باريس في ليلتها الاخيرة من الزواج الاسود... مضحك ان تنادي بحي على الجهاد ..ومبكي ان ترى المقاتلات الاميركية في قاعدة السيلية الجوية القطرية تقاطع صوت الاذان من الفجر الى العشاء..وهي تبعد عن بيتك بضعة امتار !!! مضحك ان تفسر القران على هواك وبما يرغب السلطان  وابن السلطان ..ومبكي ان تغادر آيات البر بالوالدين ..وكأنك تقول ليتها ما نزلت...لانك لاتستطيع ان تتحدث عن البر بالوالدين بحضور امراء قطر!! , مجموعة من التناقضات الاخلاقية شوهت وجه التاريخ المسود أصلا ,,فأن كنا في عصر الرقي الاعلامي , نعاني من سخف القول في التاريخ..ترى مالذي حمله لنا في بطون الكتب , من عصر السياف والخليفة المحاط بالجواري والطغاة  , صدق الباري عز وجل حين قال  فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ                   
جمال حسين مسلم

Jamlleksumery.blogspot.co.at

الاثنين، 24 يونيو 2013

الاغنية العراقية وأثرها في بناء أو تخريب الذائقة

المطرب الكبير المتألق قحطان العطار

*****
الاغنية العراقية رافد من أهم روافد المشهد الثقافي العراقي , ولاسيما المتعلق بالفنون السمعية والبصرية , والحقيقية ان المشهد العراقي الثقافي كله يؤثر تأثيرا مباشرا في بناء الذائقة الفنية , لكل ماهو نبيل وجميل في عالمنا المحسوس هذا..ولكن الاغنية العراقية  كونت  بناء خاصا بها في الشارع العراقي ,والحديث عن الاغنية , هو الحديث عن الاغنية العراقية بأركانها المكتملة من المؤلف الى الملحن الى الفنان المغني الى التوزيع والفرقة الموسيقية ومن ثم الاستوديو والفنيين العاملين خلف الكاميرا والاجهزة الى الناقد الموسيقي,, ,, كلهم وحدة واحدة,وقد أُترفَ العراق في مرحلة من مراحل الزمن , بحلقة ذهبية أن لم نقل ماسية , كتبت بسطور من ذهب حقبة مهمة من تاريخ الفن العراقي تلك الحقبة الستينية و السبعينية والثمانينية وماقبلها ايضا ولاشك في ذلك ..غير أنني متردد في قبول التسعينيات وما بعدها لاسباب كثيرة ,ومع ذلك لايمكن التعميم والاطلاق..                            
الاغنية العراقية في عقودها الخمسينية والستينية والذهبي في السبيعنيات , رسمت ذائقة المستمع العراقي وأوصلتها الى مرحلة النضج الكلي والقدرة الكافية على تميز العمل الجيد من الرديء , وبعد ذالك جعلت منه متذوقا يستطيع ان يبني شخصه  وعلاقته ضمن مفاهيم جميلة ونبيلة ترسخت في طبيعته الانسانية بصورة تلقائية..  حيث يتعلم الحب النبيل للاخرين . وحملوا رسائله للمجتمع وكان ذالك التعليم دون مقابل ؛ لانك وببساطة تستمع لعشرات الروائع الموسيقية والكلمات الراقية والاصوات العذبة حد الطرب والتغني معها ,وايضا دون مقابل ,وتعددت الاسماء في سماء المشهد العراقي وصاغوا قلادة ذهبية على جيدٍ من المرمر... وأنت تستمع الى ياس خضر , سعدون جابر , فؤاد سالم ,حسين نعمة , رياض أحمد, قحطان العطار , كمال محمد , فاضل عواد , احمد نعمة , اسماعيل قاسم , كريم حسين , انور محمود ,وحيد علي , كاظم الساهر, محمد السامر, الشامي ,ومائدة نزهت , امل خضير , وسيتاهاكوبيان وانوار عبد الوهاب, سهام , اديبة, سيناء , فريدة,  ومن قبلهم نجوم زاهرة وكواكب لامعة من القبنجي الى الغزالى الى سليمة مراد  , زهور حسين ,لميعة توفيق ,  عفيفة اسكندر..{ مع كامل اعتذاري لباقي مطربي المرحلة وملحنيها واهلها لعدم اتساع الموضوع لذكر الجميع } ؛ والمسألة ببساطة , تعتمد على الاستماع اليومي تقريبا لمشهد ثقافي متكامل ومتنوع بجماله , يعتمد على مدارس صوتية وتلحينية مختلفة ,,فكأن المستمع  يدرس في مدارس متعددة في يوم واحد ,وبعد شيء من الزمن يكون قد تخرج من عدة مدارس في آن واحد , وقد حمل شهادة عالية في الذوق وبناء الشخصية , وكل ذلك مجان , ودون مقابل ,  وهو عبارة عن عطاء  وجهد كبير في بناء الانسان والتاريخ  وقد يتطلب في بعض الاحيان التضحية من الفنان في مقابل استمرار هذا العطاء دون اي مردود مادي الا ماتطلب للعيش .                                                                     
وجاء الانقلاب العسكري السخيف على ذائقة المجتمع العراقي من خلال طرق عدة ومن أهمها الاغنية العراقي مع مجيء اذاعة الشباب العائدة لنجل الدكتاتور السابق في العراق.. وكان تسعينيات القرن الماضي تشهد انعطافا تاريخيا كبيرا في الذائقة الفنية العراقية..حيث انقطاع التواصل بين الموروث العراقي الفني الذهبي وبين الاجيال الجديدة , وتم خلط الاوراق وفساد الذائقة كان نتيجة حتمية ,محسوب لها ان تكون هكذا ..فقد تم تحويل المشاهد والمستمع العراقي المتذوق للفن الجميل الى هوية مجهولة قائمة على سماع ارذل الاصوات وابشع الكلمات ,وحتى اللحظة يدفع المستمع العراقي الثمن غاليا ؛ ولايدري كيفية الخروج من هذا المأزق الثقافي الكبير.. ولكن الذي خطط للموضوع لايعي , بأن الشعوب لاتموت وان التاريخ يكتب من جديد مهما استطال الظلام..فلابد من انامل خيرة تتصدى لهذا المشهد وتعيد العراق وفنه الى جادة الصواب ,وان تطلب ذالك ثمنا كبيرا , والمشكلة الكبرى التي ترهق المتتبع والمثقف العراقي في ان واحد ,تتمثل في كوننا , نعتبر ان فترة الغناء العراقي الذهبي , تعتبر الان من الفلكلور والموروث الثقافي , فهل ستصبح اغنية اليوم { كبد بد او باك محفظتي } مثلا بعد عقدين من الزمن موروثا عراقيا ؟؟؟؟انها كارثة حقيقية ,ام سنصبح بدون موروث وهي كارثة ايضا ؟؟؟؟ وكيف نعيد العراق الى خارطة الطريق الصحيح للاغنية العراقية بحيث تعيش حالة التطور الطبيعي , كما عاشته في دول الجوار العربي ,ووصلته اليه الان بسلسلة زمنية محترمة لم تتعرض فيها الى هجوم الاوباش , الذين تسلطوا على رقاب الشعب العراقي ,وهدموا كل مقتنياته الجميلة.. اظن مع وجود المثقف العراقي وعمالقة الفن وثلة من الشباب الواعي ,ارى املا يلوح في الافق لاعادة ذائقة المستمع العراقي الى ما كانت عليه , ان اردنا ذالك ووفرنا الامكانيات الحقيقية للوصل الى الهدف النبيل , الهدف الاسمى..                                      
جمال حسين مسلم


السبت، 22 يونيو 2013

( غسل ) و ( لبس )

رويتر توزع صورة للنصاب السعودي محمد العريفي بعد العلقة الساخنة في لندن


June 21 2013 21:15
عرب تايمز - خاص
وزعت وكالة رويتر قبل قليل صورة للنصاب السعودي محمد العريفي وهو في فراش المستشفى التي نقل اليها بعد ان اكل علقة ساخنة في وسط لندن على يدي شابين عراقيين ووفقا لسعوديين رافقوا العريفي فان النصاب حمد الله ان العلقة جاءت على يدي عراقيين ( وليس سوريين ) غير مسلحين وقال احد الشهود ان الشاب العراقي الذي ركب على العريفي واشبعه ضربا بالحذاء لاكثر من عشر دقائق كان بامكانه ببساطه قطع رقبة العريفي لو كان مسلحا بسكين وسخر الشهود من حراس العريفي الثلاثة الذين اكلوا بدورهم علقة ساخنة من الشاب العراقي الثاني الذي تمكن من جندلة الثلاثة ارضا حتى يتفرغ زميله للمهمه
الشهود ذكروا ان الشابين العراقيين كانا يأكلان في المطعم عندما دخل اليه العريفي مع حراسه وقد عرفاه فورا من لباسه ومن لحيته القميئة فخرجا الى الشارع وانتظراه
الاطرف ان العريفي الذي اكل علقة ساخنة بعد خروجه من ماكدونالد كان من ضمن الشيوخ الذين افتوا بان لحوم مكدونالد ليست مذبوحة حلال ولا يجوز اكلها  
المصدر
عرب تايمز
العدد
22/6/2013

الخميس، 20 يونيو 2013

مبعوث الشيخ القرضاوي الى واشنطن

مبعوث الشيخ القرضاوي الى واشنطن يطالبهم بالتدخل في سوريا...!!!!!!!!
المصدر
http://www.syriatruth.org/

امل طه ..متهمة من وجهة نظر الحكومة العراقية




           
بالامس كان الفنان المهذب المثقف المطرب الدافيء أحمد نعمة يطل علينا من برنامج الشاعر الرائع عادل محسن بصحبة القدمة فيان..وكان أحمد نعمة يداعب بانامله الرقيقة آلة العود وهو يغني بكل احاسيسه { ايصبرني } ,وقد بدت الجلسة بادارتها ومتصليها وكادرها أكثر من رائعة ,وبعد رومانسية قل نظيرها وقبيل انتهاء البرنامج , قدم الفنان احمد نعمة رجاء شفويا بطلب من الاخ الفنان احسان دعدوش , وكانت الصدمة كبيرة ومازلت كذالك , فقد توسل الفنان احمد مطرب الجهات المختصة واصحاب الخير وكل من له قدرة على الفعل الكريم . ان يمدوا يد المساعدة للفنانة العراقية الكبيرة { امل طه } , والتي كما ذكر الفنان احمد نعمة لاتملك ثمن شراء الدواء !!! وان مجموعة من الفنانين العراقيين الاصلاء يقومون شهريا بمساعدتها في شراء الدواء !!!                                                  
انقلبت على نفسي متكدرا حزينا بدرجة لاتصدق ..ترى كيف تنظر الحكومة العراقية بتعريفاتها المختلفة :- {{ ساسة يقطنون المنطقة الخضراء لاعلاقة لهم بالشارع العراقي ...مازق امني متكرر ..بنى تحتية تكاد لاتذكر ...تغطية شرعية على كافة وسائل الاختلاس والنصب والاحتيال ...مساومات علنية على المناصب ....مهرجانات مليوينية ومؤتمرات بائسة مليونية ايضا لاتعد ولا تحصى ...سفرات وايفادات بالجملة ... مناصب فضائية ... شعب يسكن العشوائيات وقادته يتجولون في لبنان نهارا وليلا في اسطنبول  , مشاريع وهمية .وامال ضائعة وفرص عمل باهتة ,,ووووو}}                                                                    

ترى كيف ينظر المسؤول العراقي الى الفنان من خلال الفنانه القديرة امل طه أو غيرها ..اعتقد ان الامر سيان عنده ,فالمتهم واحد برمز وشخص امل طه او الفن العراقي او المشهد الثقافي العراقي برمته .. اذا لم تكن امل طه فنانة قديرة تستحق كل الرعاية والاهتمام..فانها عراقية لها حق العيش بكرامة ..فأين تلك الكرامة ؟؟؟ ان الفنانه القديرة متهمة بعين السلطات العراقية وتهمتها انها ساهمت في صناعة الفن النبيل والابتسامة على شفاه العراقيين الذين غادروا تلك الابتسامة من عقود طويلة ..ترى اي واجهة اناشد او اي جهة تتحمل مسؤولية مواطن ,مجلس رئاسة الوزراء او وزارة الثقافة والاعلام او البرلمان العراق او وزارة الصحة او الرعاية الاجتماعية او وزارة شؤون المرأة العراقية او مكاتب السيد والمرجع الفلاني ... وبقي سؤال يحيرني.. من ذا الذي يقراء ما نكتب ..                                                 جمال حسين مسلم     

الأربعاء، 12 يونيو 2013

ماذا يقول الرجل ؟؟؟

القرضاوي: "لو بعث "محمد" من جديد لوضع يده بيد الناتو

إتهم محمود الهباش "وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية" الدكتور يوسف القرضاوي "رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بأنه يناقض نفسه دائماً عندما يلقي بتصريحات ونسب "الهباش" إلي القرضاوي قوله: "لو بعث محمد من جديد لوضع يده بيد "الناتو"
وأضاف وزير الأوقاف الفلسطيني:القرضاوي لم يتحدث عن قضية الأسرى، ولم يتطرق لقضيتهم إطلاقا، ولكن عندما يكون الأمر يتعلق بخلاف فلسطيني- فلسطيني يستل سيفه لينحر طرف لصالح طرف، ولكن لا يتحدث عن الاحتلال، مذكرا بفتوى القرضاوي حول تحريم زيارة القدس.
إتهامات الهباش جاءت خلال خطبة الجمعة أمس بمسجد التشريفات في مقر الرئاسة بمدينة رام الله في وجود رئيس السلطة الفلسطسنية محمود عباس أبو مازن - حسب ما نقلته وكالة وفا الرسمية الفلسطينية اليوم السبت

 بعث "محمد" من جديد لوضع يده بيد 

السبت، 8 يونيو 2013

الشريف الرضي






أبو الحسن، محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين  .




ياضبية البان ترعى في خمائله = ليهنئك اليوم أنّ القلب مرعاك

الماء عندك مبذول لشاربه = وليس يرويك إلا مدمع الباكي

حكت لحاظك مافي الرئم من ملح = يوم اللقاء وكان الفضل للحاكي

كأن طرفك يوم الجزع يخبرنا = بما طوى عنك من أسماء قتلاك

انت النعيم لقلبي والعذاب له = فما أمرّك في قلبي وأحلاك

عندي رسائل شوق لست أذكرها = لولا الرقيب لقد بلّغتها فاك

هامت بك العين لم تبتغ سواك هوى = مَن أعلم العين أنّ القلب يهواك

كمال محمد / نسيتك بعد من بالي


الثلاثاء، 4 يونيو 2013

صوت الشعب كيف نفهمه



ليس غريبًا على الله سبحانه وتعالى أنْ يخوضَ في حوارٍ مع عصاةِ أمرهِ , على الرُغم من قدرتهِ الكبيرة على بطشهمِ بأمرٍ واحدٍ كلمحِ البصرِ؛ ولكن لاسباب تتعلق برأفته ورحمته وحكمته جلّ جلاله ,نسب الى نفسه الحوار اولا{قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العالين}. ومن ثم العقاب...وكذلك الامر نسبة الى أشهر رموز الطغيان فرعون الفاسق ,فقد وصفه الله سبحانه وتعالى , بأنه طغى..وهذا قرار ووصف رباني عظيم من حيث بيان ماهية فرعون في التاريخ ورمزيته...ومع ذالك فان فرعون قد قبل الحوار مع موسى عليه السلام , الذي قاد ثورة علنية ضد فرعون.{قال فرعون وما ربّ العالمين 23 قال رب السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين }....           
وأمثلة كثيرة مستوحاة من التاريخ العربي والاسلامي القديم والحديث..حول أمكانية الحوار والاستماع للاخر, كفرد أو مجموعة, وفي العصر الحديث ساس الشعوب في منطقتنا بعض الساسة من العرب والمسلمين , ولاسيما العسكر منهم وغير العسكر, ومصيبتنا الكبرى أن جل هؤلاء الذين حكموا أو مازالوا في سدة الحكم قد توهموا بأنهم حكماء وقادة لن يتكرروا في التاريخ وأجدادهم وورثتهم يحملون الصفات القيادية نفسها ؛ لذا هم مؤهلون بالفطرة لقيادة هذه الامة الى الهلاك طبعا وخراب ابدي ولاشك في ذالك....                                                       
أما الحديث عن كيفية استماع هؤلاء القادة لاصوات الشعب ,الشعب كأفراد ومجاميع , فيعد من الغرائب والعجائب التي تخطت الحوار ومحاولة فهم الاخر على الاقل ..فهم لايكادون يفقهون قولا, وكل ما مر عليهم حديث مختلف في الرأي او التوجه ..نسبوه الى مقولات عجيبة غريبة , ومن بينها..الغوغاء لصدام المقبور والجرذان للقذافي المكرود....ومؤامرة خارجية ومؤامرة داخلية وهكذا , أما في دول الامراء والملوك العربية ,فلا رأي أومعارضة ولاهم يحزنون , لان السياف بجوار الباب يطبق علينا حد الشريعة وقول الفقيه المتفيقه ,المتنعم بأموال المسلمين الفقراء سرا وعلانية !!! والمؤلم في الامر بأن هؤلاء الدكتاتوريات الورقية لاتستطيع ان تفهم صوت الشعب ؛ ويأخذها العُجب , فتبدأ تتأول ثم تتمنطق ثم تحسب أولئك من رعاع الناس لايستطيعون فهم فكر القائد الضرورة!!! وهم من السذج الذين خدعهم موقع التواصل الاجتماعي !!!!                                                            

وهكذا تخوض منطقة الشرق والشرق الاوسط هذه التجربة المريرة.منذ أكثر من خمسين عاما.ولا استثناء ولاميزة لحاكم على أخر..... ففهمَ صوت الشعب على قلة عدده أو كثرتها مستعصي عندهم..وعلى الرغم من تجارب التاريخ والتي لم ترحم كل الطغاة ,الذين ذهبوا الى مزبلة التاريخ , قديمهم وحديثهم...حيث قانون العدالة الالهية وطبيعة  الحياة الدنيوية.. السؤال الذي لازمني كثيرا هو ان الله سبحانه وتعالى وصف فرعون بأنه طغى ومع ذالك رضي فرعون بالحوار أولا مع موسى عليه السلام ..فكيف يصف القران الكريم هؤلاء القادة على شعوبهم والنعاج عند سيدهم... بماذا سيصفهم لو قدر للعقل ان يتخيل ذلك... صوت الشعب ليس صعبا فهمه, شريطة ان يفهم المسؤول نفسه أولا , وأن يستذكر نهاية الطغاة ثانية , وأن يدرك أن الامر زائل لامحال والحساب قادم ولا جدال في ذالك.والايام دول بين الناس , قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي                               

الاثنين، 3 يونيو 2013

ابو فراس الحمداني / في حب ال البيت

















  1. الدين مخترم والحق مهتضمُ **** وفئ آل رسول الله مقتسمُ

    والناس عندك لا ناس فيحفظهم ****سوم الرعاة ولا شاء ولا نعمُ
    إني أبيت قليل النوم أرقني** *قلب تصارع فيه الهم والهممُ
    وعزمة لا ينام الدهر صاحبها *** إلا على ظفر في طيه كرمُ
    يصان مهري لامر لا أبوح به **** والدرع والرمح والصمصامة الخذمُ
    وكل مائرة الضبعين مسرحها **** رمث الجزيرة والخذراف والعنمُ
    وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا **** يوما ورأيهم رأي إذا عزموا
    يا للرجال اما لله منتصف **** من الطغاة؟ أما لله منتقم؟
    بنو علي رعايا في ديارهم **** والامر تملكه النسوان والخدم
    محلؤون فأصفى وردهم وشل *** عند الورود وأوفى شربهم لمم
    فالارض إلا على ملاكها سعة **** والمال إلا على أربابه ديمُ
    فما السعيد بها إلا الذي ظلموا *** وما الغني بها إلا الذي حرموا
    للمتقين من الدنيا عواقبها *** وإن تعجل فيها الظالم الاثم
    لا يطغين بني العباس ملكهم **** بنو علي مواليهم وإن رغموا
    أتفخرون عليهم لا أبا لكم * حتى كأن رسول الله جدكم
    وما توازن يوما بينكم شرف **** ولا تساوت لكم في موطن قدم
    ولا لكم مثلهم في المجد متصل **** ولا لجدكم مسعاة جدهم
    ولا لعرقكم من عرقهم شبه **** ولا نثيلتكم من امهم أمم
    قال النبي بها يوم الغدير لهم **** والله يشهد والاملاك والامم
    حتى إذا أصبحت في غير صاحبها *** باتت تنازعها الذؤبان والرخم
    وصيروا أمرهم شورى كأنهم **** لا يعلمون ولاة الحق أيهم
    تالله ما جهل الاقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا
    ثم ادعاها بنو العباس ملكهم **** ومالهم قدم فيها ولاقدم
    لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا **** ولا يحكم في أمر لهم حكم
    ولا رآهم أبو بكر وصاحبه*** أهلا لما طلبوا منها وما زعموا
    فهل هم يدعوها غير واجبة؟ **** أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟
    أمّا علي فقد أدنى قرابتكم **** عند الولاية إن لم تكفر النعم
    أينكر الحبر عبد الله نعمته *** أبوكم أم عبيدالله أم قثم؟!
    بئس الجزاء جزيتم في بني حسن *** أباهم العلم الهادي وامهم
    لابيعة ردعتكم عن دمائهم *** ولا يمين ولا قربى ولا ذمم
    هلا صفحتم عن الاسرى بلا سبب *** للصافحين ببدر عن أسيركم
    هلا كففتم عن الديباج سوطكم **** وعن بنات رسول الله شتمكم
    ما نزهت لرسول الله مهجته *** عن السياط فهلا نزه الحرم
    ما نال منهم بنو حرب وان عظمت *** تلك الجرائر إلا دون نيلكم
    كم غدرة لكم في الدين واضحة *** وكم دم لرسول الله عندكم
    أأنتم له شيعة فيما ترون وفي *** أظفاركم من بنيه الطاهرين دم
    هيهات لاقرّبت قربى ولا رحم *** يوما إذا أقصت الاخلاق والشيم
    كانت مودة سلمان لهم رحما *** ولم تكن بين نوح وابنه رحم
    يا جاهدا في مساويهم يكتّمها *** غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
    ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت*** عن ابن فاطمة الاقوال والتهم
    ليس الرشيد كموسى في القياس ولا *** مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
    باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته *** وابصروا بعض يوم رشدهم وعموا
    يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت *** ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
    لبئسما لقيت منهم وإن بليت *** بجانب الطف تلك الاعظم الرمم
    لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا *** ولا الهبيري نجا الحلف والقسم
    ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا *** فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
    أبلغ لديك بني العباس مألكة *** لا تدّعوا ملكها ملاكها العجم
    أي المفاخر أمست في منازلكم*** وغيركم آمر فيها ومحتكم
    أنى يفيدكم في مفخر علم؟ *** وفي الخلاف عليكم يخفق العلم
    يا باعة الخمر كفوا من مفاخركم *** لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
    خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا *** يوم السؤال وعمالين إن علموا
    لا يغضبون لغير الله إن غضبوا *** ولا يضيعون حكم الله إن حكموا
    تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا*** * وفي بيوتكم الاوتار والنغم
    إذا تلوا آية غنى إمامكم *** قف بالديار التي لم يعفها قدم   


السبت، 1 يونيو 2013

الشاعر حسب الشيخ جعفر

  • حسب الشيخ جعفر (العراق).
  • ولد عام 1942 في العمارة - العراق.
  • تخرج في معهد غوركي للآداب بموسكو 1966.
  • مارس العمل الثقافي في إذاعة بغداد, وصحافتها, وما يزال يمارس عمله في الصحافة الثقافية.
  • دواوينه الشعرية: نخلة الله 1969 - الطائر الخشبي 1972 - زيارة السيدة السومرية 1974 - عبر الحائط في المرآة 1977 - الأعمال الشعرية 1985.
  • مؤلفاته: رماد الدرويش (سيرة) - وجيء بالنبيين والشهداء - في مثل حنو الزوبعة - أعمدة سمرقند - كران البور. كما ترجم من الروسية أعمال مايكوفسكي, وبوشكين, وألكسندر بلوك, وغيرهم.
  • تناولت أعماله الشعرية العديد من الدراسات التي كتبت عن جيل الستينيات من شعراء العراق, نشر بعضها في مجلات: الآداب (البيروتية), والأقلام (العراقية).
  • عنوانه: اتحاد الأدباء في العراق - بغداد      


«أغوصُ في توحّدي
أبحث في تشردي
عن نخلة ومسجد قديمْ
يأوي إليه مثلما العصفور
وجهيَ الضائعَ اليتيمْ..»
ليكتب الآن:
ـ «قوّستُ، كالفقهاء، أكتافي وقارا
وأطلتُ لحيتيَ احمرارا
وسكرتُ، والصبيانُ تضحكُ: ياخَزَعْبَلَ..»
ـ «كالطاس في طَرَقاتها والغرقى المدينه
ويدي تدقّ وتنقرُ
وأنا الصدى المتقهقرُ..»  

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن