الثلاثاء، 4 يونيو 2013

صوت الشعب كيف نفهمه



ليس غريبًا على الله سبحانه وتعالى أنْ يخوضَ في حوارٍ مع عصاةِ أمرهِ , على الرُغم من قدرتهِ الكبيرة على بطشهمِ بأمرٍ واحدٍ كلمحِ البصرِ؛ ولكن لاسباب تتعلق برأفته ورحمته وحكمته جلّ جلاله ,نسب الى نفسه الحوار اولا{قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العالين}. ومن ثم العقاب...وكذلك الامر نسبة الى أشهر رموز الطغيان فرعون الفاسق ,فقد وصفه الله سبحانه وتعالى , بأنه طغى..وهذا قرار ووصف رباني عظيم من حيث بيان ماهية فرعون في التاريخ ورمزيته...ومع ذالك فان فرعون قد قبل الحوار مع موسى عليه السلام , الذي قاد ثورة علنية ضد فرعون.{قال فرعون وما ربّ العالمين 23 قال رب السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين }....           
وأمثلة كثيرة مستوحاة من التاريخ العربي والاسلامي القديم والحديث..حول أمكانية الحوار والاستماع للاخر, كفرد أو مجموعة, وفي العصر الحديث ساس الشعوب في منطقتنا بعض الساسة من العرب والمسلمين , ولاسيما العسكر منهم وغير العسكر, ومصيبتنا الكبرى أن جل هؤلاء الذين حكموا أو مازالوا في سدة الحكم قد توهموا بأنهم حكماء وقادة لن يتكرروا في التاريخ وأجدادهم وورثتهم يحملون الصفات القيادية نفسها ؛ لذا هم مؤهلون بالفطرة لقيادة هذه الامة الى الهلاك طبعا وخراب ابدي ولاشك في ذالك....                                                       
أما الحديث عن كيفية استماع هؤلاء القادة لاصوات الشعب ,الشعب كأفراد ومجاميع , فيعد من الغرائب والعجائب التي تخطت الحوار ومحاولة فهم الاخر على الاقل ..فهم لايكادون يفقهون قولا, وكل ما مر عليهم حديث مختلف في الرأي او التوجه ..نسبوه الى مقولات عجيبة غريبة , ومن بينها..الغوغاء لصدام المقبور والجرذان للقذافي المكرود....ومؤامرة خارجية ومؤامرة داخلية وهكذا , أما في دول الامراء والملوك العربية ,فلا رأي أومعارضة ولاهم يحزنون , لان السياف بجوار الباب يطبق علينا حد الشريعة وقول الفقيه المتفيقه ,المتنعم بأموال المسلمين الفقراء سرا وعلانية !!! والمؤلم في الامر بأن هؤلاء الدكتاتوريات الورقية لاتستطيع ان تفهم صوت الشعب ؛ ويأخذها العُجب , فتبدأ تتأول ثم تتمنطق ثم تحسب أولئك من رعاع الناس لايستطيعون فهم فكر القائد الضرورة!!! وهم من السذج الذين خدعهم موقع التواصل الاجتماعي !!!!                                                            

وهكذا تخوض منطقة الشرق والشرق الاوسط هذه التجربة المريرة.منذ أكثر من خمسين عاما.ولا استثناء ولاميزة لحاكم على أخر..... ففهمَ صوت الشعب على قلة عدده أو كثرتها مستعصي عندهم..وعلى الرغم من تجارب التاريخ والتي لم ترحم كل الطغاة ,الذين ذهبوا الى مزبلة التاريخ , قديمهم وحديثهم...حيث قانون العدالة الالهية وطبيعة  الحياة الدنيوية.. السؤال الذي لازمني كثيرا هو ان الله سبحانه وتعالى وصف فرعون بأنه طغى ومع ذالك رضي فرعون بالحوار أولا مع موسى عليه السلام ..فكيف يصف القران الكريم هؤلاء القادة على شعوبهم والنعاج عند سيدهم... بماذا سيصفهم لو قدر للعقل ان يتخيل ذلك... صوت الشعب ليس صعبا فهمه, شريطة ان يفهم المسؤول نفسه أولا , وأن يستذكر نهاية الطغاة ثانية , وأن يدرك أن الامر زائل لامحال والحساب قادم ولا جدال في ذالك.والايام دول بين الناس , قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن