الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

اشتري ولا تبيع



                                                                  

اشتري ولا تبيع 

يذكرني هذا المثل العراقي بالحوار العظيم الذي دار بين الراحلين الكبيرين عبد الجبار كاظم وطالب الفراتي , في المسرحية العراقية المدهشة {{ المحطة }} , للكاتب الكبير صباح عطوان..حيث يقوم التحاور بينهما على فكرة واضحة وبسيطة ولكنها تنم عن حكمة في الحياة كبيرة :- هكذا يسترسل عبد الجبار كاظم ...بوصفه متعلما : فيبيع ما يعرف على الرجل المسن طالب الفراتي, المتلقي الرئيسي..ومن بعد مشاهد عدة.{{ تدخل قصة جعوير كشاهد اساسي في الحديث ومقصد للحكاية ْ}}.فيعود عبد الجباركاظم معتذرا من الرجل المسن بعد ان تلقى عدة ضربات موجعة كلامية علمته  انْ يشتري ولا يبيع ..فيما تعلم ؛ لان الحياة هي المدرسة الاولى والاكبر..                                                                 

هكذا صعد صديقي الحاصل على شهادة الماجستير في ادارة الاقتصاد و ادارة الاعمال حديثا جدا ,بالتاكسي الذي يقوده رجل يكاد ان يكون طاعنا بالسنِ.  اشيب الراس واللحى....فاسترسل صديقي المتعلم .بعد ان افتتح هو الحديث ؛حول صعوبة الحصول على درجة وظيفية وحول ظروف المعيشة الجديدة..ثم بدأ يميل بالحديث شمالا وجنوبا ... وسائق التاكسي صامتا متأملا , لايرى مبررا لمقاطعة صديقنا الذي اخذ يبيع وبافراط كبير , وتبين ان صديقنا المتعلم ..قد اكتوى بنار المعاملات والمراجعات في دوائر الدولة الرصينة والتي اجمعها تحتاج الى معالج نفساني, يشرف على احوال الموظفين النفسية الخطيرة جدا...                                    

يوم غد ليس بعطلة رسمية ولكن الدولة هكذا ارادت بمناسبة ؛تدهور الوضع الامني وارتفاع درجات الحرارة والذي صادف مع زيارة وفاة الامام.....عليه السلام... فكان لزاما على صديقنا المتعلم ان يخسر اسبوعا جديدا في الانتظار..فكانت قد توافرت فرصة  عظيمة لكي يحلل لسائق التكسي..ما معنى تعطيل الدوام الرسمي في دوائر الدولة..وكم يكلف هذا البلد ...وماهي الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذا ومخاطرها... بوصفها بطالة من نوع اخر... وبوصفها تاخير لعجلة بناء المجتمعات.وووو .                                                               

وبالنتيجة كانت فرصة ذهبية لصاحبي كي ينتقم من الحكومة الرشيدة المنتخبة وبرلمانيها اصحاب الارقام القياسية بالعطل والمسر..... وبنفس الوقت اراد ان يتفنن على صاحب التاكسي بوصف ان الحديث يتاطابق تماما مع اختصاصه العلمي....                                     

وبعد طول انتظار  وحسن استماع انبرى صاحب التاكسي ليعقب على الموضوع قائلا :- بعد  عمي عمك..كلامك كله غلط بغلط... لسببين , اولهما :- ان اغلاق دوائر الدولة يقلل من صرفيات الدولة على دوائرها..من مثل صرفيات الكهرباء والنقل..وما الى ذلك..وثانيها :-وهو المهم جدا..ان العراق لاينتج اي شيء..حتى تكون عطلة المعامل خسارة اقتصادية كبيرة له....قلي شيئا واحدا نصدره غير النفط....!!!                                                    

هنا كان الاجدر بصديقنا ان يتعلم في البداية ان يشتري ولا يبيع..والعراقيون يقولون  في المزحة والجد ( لاتبيعهن علينا ),  وعلى المسؤول العراقي انْ يعلم ان الشعب العراقي ما عاد اميا , تاخذه سالفه وجيبه سالفه , فعليه ان يقلل من تصريحاته ولايبيعهن علينا , لان الجميع فطن وقد تعلم خير تعليم من مدرسة الحياة الكبرى ..وهذا المثل وتلك الرواية ينطبقان على اصحاب الرتب العسكرية والامنية, ولاسيما  الحاصلين عليها من خارج .. الاطار. و ياليتهم يبطلون شغلة  او {{ طركاعة }}  صبغ الشعر والشوارب والتقليل من الجل على الشعر....وان يعطوا الناس الارقام الحقيقية للشهداء والجرحى في الانفجارات ولايعطونا ارقاما تشبه بيانات صدام حسين اثناء الحرب العراقية –الايرانية , من حيث الكذب والادع...... لان الناس قد سئمت وملت الخطط الامنية ,واعداد السيارت المفخخة  تحتطب ارواح الفقراء,وترسم على الاسفلت لوحات تحمل لونا واحدا هو اللون الاحمر لاغير ..                                                       

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن