الاثنين، 24 فبراير 2014

خارطة يوغسلافيا العربية


لا أحد بمأمن في الشرق والشرق الاوسط العربي من خريطة جديدة تشبه يوغسلافيا مابعد الحرب الاهلية , في  1991م-1999م , والتي انتهت الى التقسيم والتجزئة والوصايا الدولية.....تلك الحرب التي اسهبت كتب التاريخ الحديث في وصفها ووصف أسبابها ونتائجها... فقد ولدت من رحم الدكتاتور الجنرال ... وانتهت بكراهية الشعوب اليوغسلافية لبعضها ,ان صح التعبير , ثم تقاتلهم فيما بينهم بشراسة كبيرة.. حتى سالت اودية من الدم ,وبعد زمن طويل تفرجت فيها أوربا وامريكا على المذابح والتهجير القسري , تدخلت اوربا بشكل خجول ولم تحسم الامر عسكريا.....ثم تدخلت امريكا بشكمل رئيس ؛ فحسم النزاع عسكريا وانهزمت يوغسلافيا الاتحادية وبان فساد المؤسسة العسكرية وتسليحها؛ونتج عن يوغسلافيا الاتحادية, دويلات عدة لاتطيق سماع اسم  جيرانها السابقين ,ومن الجير بالذكر كان النظام العراقي آنذاك من اشد الداعمين للرئيس اليوغسلافي  في حربه على الاقليات العرقية والدينية والتي كان من نتاجها ذبح الشعب البوسني ,بمجازر كالخراف ...في حين يعتبر البوسنيون ان الرئيس العراقي السابق بطلا.!!!! مع علمهم بتزويد العراق للرئيس اليوغسلافي السابق بالنفط العراقي المجاني وتسليحه ,مع استعراض كامل على قناة 9 العراقية في وقتها , لبطولات الجيش اليوغسلافي ضد المسلمين في البوسنه والهرسك من قبل الملحق العسكري اليوغسلافي ؟؟                                     
 , الشعوب العربية على امتداد الوطن العربي نالت قسطا كبيرا في حياتها من سيناريو يوغسلافيا السابقة نظرا لتشابه طبيعة الانظمة الحاكمة المتسلطة عليها..., حيث جثمت على رقابها لعقود من الزمن ,عانت معها الشعوب العربية وتحملت الويلات..واصبحت في الدرجات الاولى من سلم الفساد الاداري والامية والتاخر التكنلوجي والمدني ,وليس بعيدا ذلك الانظمة الملكية في المنظقة العربية , بالرغم من القفزات الحضارية التي تحققت في بعض دول الخليج العربي...وما ان هبت الشعوب العربية مطالبة باسترداد كرامتها المهدورة على يد الانظمة العسكرية المنقرضة وجلاوزة الانظمة وابنائها وأحفادها...حتى اعتلى الموجة الف شيطان وشيطان... بدافع مقصود من دول الاقليم العربي والمحيط الاسلامي وانظمة الاستبداد العالمي والغربي...فكانت الاذرع تمتد مباشرة للتأثير بالساحة العربية وجغرافية المشهد السياسي , وكانت لها الادوات النافذة مباشرة في السوح , وبدعم مالي كبير جدا وعلني ...وان تطلب الامر فتح الخزائن وتدمير الشعوب ,وسيل أنهر من الدماء الزكية الطاهرة واباحتها ,تحت مسميات مختلفة وفي مقدمتها ,النظرية الاسلامية المنبثقة من الفكر الاسود التكفيري ,المدعومة علنا من اوطان حاملة للفايروس ,هي نفسها لاتمت بصلة للدين أو الديمقراطية... ودول عظمى اخرى تدعي محاربة الارهاب وتدعي أحلال الديمقراطية... ألا انها  حالمة   بيوغسلافيا عربية جديدة وبحسب المقاسات والمخططات والاهداف في الشرق الاوسط الجديد , والتي تتلائم مع مدللتهم المغتصبة للحق العربي !!!!     الاحداث الدامية العسكرية على أرض الرافدين وفي بلاد الشام ..حرب كونية ..تشترك فيها كل الانظمة المتغطرسة وغير المتغطرسة ,,,وبحسب المصالح القومية والامنية  لهذا البلد أو ذاك ..الاطراف المتصارعة والمدعومة علنا من دول , ((لم تحسب حساب  اليوم ,الذي ينقلب فيه السحر على الساحر ,وهي سنة كونية لامبدل لها ))...مازال المشهد يذكرنا بالسنوات الاولى للحرب اليوغسلافية الاهلية....وبعيد ذلك وفي غفلة من الزمن ستتوقف عجلة الحرب الدامية هناك ,ويقف الجميع بحسب الحدود التي رسمتها البندقية .. ويبقى الوضع  مقلقا للجميع ,ولكنه يصنع المعجزات  السياسية ,حيث لاجيوش للعرب في مواجهة  عدوهم الاول في قضيتهم المركزية ..والاستقطاب الطائفي والعرقي الحاد يفتك ببلدان المنطقة العربية ... والاتاوات تؤخذ من نفط الخليج مقابل السماح لهم بدعم الحركات المسلحة المتمردة في بلاد الشام والعراق ولبنان...وبندقية موجهة الى أقرب خط دفاعي لايران وروسيا... وملف تركيا إنْ فتح ,فلامجال لغلقه ؛لتعدد قضاياه وتلونها وتعقيداتها ولكنه مؤجل الى اشعار اخر..ثم أوربا التي اصبحت بمتناول اليد ,نسبة للحركات المتطرفة المسلحة ,والتي ستعود على أوربا في يوم من الايام بالويل والثبور ,ولامناص من ذلك الامر المحتوم...  هي هكذا خارطة يوغسلافيا العربية ستكون عما قريب ,في ليبيا و سوريا و العراق.هي عوامل أنموذجية مثالية ,صنعها قدر الشعوب التي نالت ما نالت من الطغيان على أيد الجنرالات الملطخة بالدماء ,ثم انتفضت فتاهت في خطط رسمتها الارصدة الخيالية ,لتحقق ما يحلم به الغرب وادواته اللئيمة ,في يوم واحد بدلا من قرن كامل من الزمن
جمال حسين مسلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن