الخميس، 28 أغسطس 2014

عراق بلا جيش نظامي ..من يرغب بذلك


كانت فكرة غبية كنتاج طبيعي لرجل متغطرس متهور , ذهب بالعراق وأهله من سيء إلى أسوء , فكرة تقوم على أختزال الجيش العراقي بفرق عسكرية ذات تدريب عال وكفاءة كبيرة وطاعة عمياء, مبني في معظم قيادة هيكله العسكري على ابناء العمومة والمقربين المخلصين , هكذا كان الحرس الجمهوري العراقي في زمن الهالك بأمر الله ,2003م  , فضلا عن أجهزة الامن الخاصة ..المكونة من العشيرة أصلا والعشائر الموالية عامة ..فيما بقي الجيش العراقي النظامي ,في مواقعه المنتشرة في البلاد ,عبارة عن جيش لا يتمتع بأي أهتمام ولاكفاءة ,مستهلك في كل جزئياته , نخره الفساد الاداري والمالي من رأسه  حتى قدميه ,وعلى مرأى ومسمع من القيادة السياسية الرعناء آنذاك , فكان وصف  أحوال الجندي العراق  يثير الشقفة ..وفي الوقت نفسه كان كبار الجنرالات يتمتعون بالمال الحرام والسطوة الفارغة ... وزاد الطين بلة ,تنصيب السياسيين المقربين من العائلة الهالكة كقادة عسكر ,ولاسيما فيما يتعلق بايام قمع وسحق حركات التمرد الداخلي وخاصة أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة وما بعدها ,كل تلك الاوصاف قائمة على فكرة واحدة مفادها إن الجيش الخاص حاضرٌ في قمع أي تمرد أو انقلاب عسكري ومدرب بشكل رئيس لحماية الاخ القائد الضرورة { صاحب الحفرة الخالدة } , من هنا كانت توجهات كبار الضباط في الجيش العراقي آنذاك هي توجهات لاوطنية ولا مهنية ,تتربص بالفرص والمستجدات من الامور لزيادة أرصدتها في الخارج والداخل العراقي ,,,فما أنْ خاضت أولى مواجهاتها الحقيقية العسكرية , بعد أحتلال دولة الكويت 1991م,حتى تبين للجميع هشاشة الوضع العسكري ,وكانت  {{ النهضة متقدم الجيش وعلاوي الحلة خلفيات ؟؟ }} وانكسر الجيش وهرب الجميع , أمام كاميرات العالم بأجمعه ,فيما بقى القائد الهالك بأمر الله يصر على أفكاره السخيفه التافهه,,في كيفية التعامل مع واقع الجيش العراقي ,حتى دخلنا في معمة 2003م ,وأُلحق  التحالف الدولب الغرب بالعراق وجيشه شرّ هزيمة نكراء ,استبيح بها العراق من الشمال إلى الجنوب بكل يسر وسهولة, هكذا منذ الحرب العراقية- الايرانية , حيث انتهت بلاغالب أو مغلوب إلى مجموعة هزائم عسكرية غير مشرفة ,انتهت بالقائد اللاضرورة ولاهم يحزنون ,ان يترك الجمل بما حمل ,ويلزم حفرته التارخية المدهشة والتي صدمت مجماميع كبيرة من العرب القومجية { المقشمرين نفسهم طبعا } ومن لف لفهم من كتاب البترودولار....                                       
          لم تختلف الصورة كثيرا في العراق ما بعد 2003م ,ولكن { لماذا } العراق ما بعد 2003م ,يعتمد نظام المؤسسة العسكرية الامريكية في قبول التطوع وبعقد معين ,لكثير من منتسبي الجيش ,بغض النظر عن أسباب التطوع ,لاغراض عقائدية أم لسد الجوع أوأعانة العائلة من فقر يكاد يفتك بها... وألغيت الخدمة العسكرية الالزامية في العراق !!!...وأختلط الحابل بالنابل ,حيث كرم كثير من العائدين برتب عسكرية كبيرة معروفة بالدمج ..على أختلاف اعمارهم وخبراتهم ؟؟؟مع كبار الضباط من بقايا النظام السابق ومجرميه أيضا ..أقصد بهم فدائيين صخام ؟؟ مع رتب عسكرية متخرجة حديثا ..ولكن بدون خدمة عسكرية أجبارية للافراد والمراتب  , وفي الجانب الاخر تمّ تكوين فرق عسكرية تمثل النخبة مدربة تدريبا جيدا ومقراتها معروفة في المنطقة الخضراء وغيرها ,ومن أهمها الفرقة الذهبية وقوات سوات ...فيما بقي الجندي العراق في الشارع على حاله تماما ..مثل الاول من الزمن وأنكى من ذلك وأمرُ.... و أنتشر خبر البيع والشراء للمناصب واماكنها بين أمري الوحدات وصغار الضباط وكبارهم كذلك سرا وعلانية  ...الا أن الامر لم يكن يعني المسؤلين في القيادة السياسية , باعتبار ان فرق النخبة تؤمن الوضع الداخلي أتجاه أي تمرد أو حركة عسكرية انقلابية ؟؟؟ الجيش يقوم على هذه الفكرة ,لاغير ,ومن يؤمن بمقالات الاعلام العربي الساقط اخلاقيا حول تسمية الجيش بالصفوي أو جيش المالكي ,,هي مقولات فارغة تدلل على تصحر عقول قائليها ,,وبناء الجيش على هذا النظام أدى الى أنهياره في ساعات ,  بالموصل 10 حزيران 2014م ,مع اتصال هاتفي بالانسحاب وترك المعدات !!! ولانعرف رأس الموضوع من ذيله حتى اللحظة ..                                                                    
عراق بلاجيش نظامي يقوم على الخدمة العسكرية الالزامية ,وخدمة قوات الاحتياط بكل صنوفها ,لمصلحة من؟؟  دول الاقليم المحيطة بالعراق كلها قاطبة تمتلك جيشا نظاميا وجيشا من قوات الاحتياط ..تركيا وايران وسوريا والاردن والسعودية وربما الكويت ..لا أدري .. و{ لكن } ايران تريد العراق بلاجيش قاتلها ثمان سنوات ,كان نظيرا لجيشها في العدة والعدد ...تركيا تحلم بحلم الوالي العثماني في العراق عموما وفي الموصل وكركوك خصوصا ..السعودية التي هددها الجيش العراق وضرب عاصمتها الرياض في حرب الخليج .الكويت التي ذاقت مرارة الاحتلال على يد الجيش العراقي ..شعبنا العراقي الكوردي وتاريخه الطويل العريض مع الجيش العراقي وتصرفاته في مدن وقرى كوردستان ..ابناء الانتفاضة الشعبانية وسحق الجيش لهم..كلها أسباب أنتهت مع التأريخ ولكن يجب أن لاتنسى أبدا ...وعلينا أسوة بتلك الدول أعادة بناء الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش العراق ,وعلى أقل تقدير على مستوى نطاق المحافظات نفسها أو الاقاليم , لاننا لاندري كيفية درء المخاطر اذا ما تعرضنا لغزو عسكري من أي دولة مجاورة للعراق تستدعي قوات احتياطها بساعات ليس أكثر ونحن لانملك جيشا نظاميا ملزما بالخدمة العسكرية ولاقوة احتياط !!!                                               
جمال حسين مسلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن