الأحد، 26 أكتوبر 2014

أوّلُ المطرِ كندا

                   

قديماً قالتِ العربُ أوّلَ الغيث قطر..ولكن هذا المثل الشهير يستخدم لفعل الخير؛ لانّ نزول الماء من السماء في أوله يكون على شكل قطرات , وهي بشارة الخير  , والغيث في اللغة العربية يختلفُ عن المطر ؛ لإنّ المطرَ من حيث الدلالة  اللفظية مرتبط بفكرة الغضب والعذاب وقد ورد في القرآن الكريم بهذا المعنى سبع مرات وورد لفظ الغيث بمعنى الرحمة ثلاث مرات في القرآن الكريم  , لذا من الصواب أنْ يكون أولُ المطر ما حصل في كندا , حيث شهدت العاصمة الكندية أول أمس مجموعة من الحوادث الامنية , كأنها تمثل القطرات الاولى لدلالة المطر ,أي الفعل الغاضب الناذر بالشر... و على الرغم من غموض المشهد حتى اللحظة ,فهذه الاعتداءات الارهابية  تُعدُ مؤشرا كبيرا وخطيرا, يكاد أنْ يطيح بالمؤسسة الامنية الكندية وبكثير من مسؤولي الامن وغيرهم في الحكومة الكندية ...                                                                            
لاشك بأنّ الارهابَ فعلٌ غير مبرر , يتلقى الادانة من القاصي والداني , ولكن هذا الارهاب يترعرع ويزدهر في أنظمة ترفع شعار الديمقراطية بحسبها أفضل بوابة لحماية الانسان وحقوق الانسان ..تلك الانظمة الديمقراطية الغربية ,تنظر بعين الازدراء إلى حكومات الدول العربية وأنظمتها , وهي إلى حد ما مصيبة في رأيها هذا , ولكن المتتبع لطريقة تعامل الانظمة الغربية مع الاحداث في المنطقة العربية ,ولمواقف تلك الدول الغربية  في التاريخ السياسي الحديث , يصل إلى نتيجة طبيعية مفادها , بأن تلك الانظمة الغربية لاتمتلك سوى خيار المصالح التي تخدمها كشخوص وكأنظمة في آنٍ واحدٍ وعلى مدى التاريخ الحديث , فضلا عن دعمها اللامحدود لكيان معين على حساب قضية الشعب العربي الفلسطيني ,وإنْ سالت الدماء كالانهر  من البحر إلى البحر, أضفْ إلى ذلك الوصف الموجز لإخلاقيات مزدوجة المعايير في الديمقراطية الغربية , ما يتمتع به مسؤوليها من غطرسة دبلوماسية  وغطرسة فكرية , فمن غير المجدي أنْ تُسدي بنصيحة لأي مسؤول منهم  , لانه من المؤكد   سيرميها جانبا ؛  بكون عقله الباطن سوف يسيره باتجاه تجاهل المقابل بحسبه قادما من دول لاتجيد الديمقراطية ومازالت تتبع الغرب في كل صغيرة وكبيرة ,ولاسيما ما يتعلق بالحاجة الملحة للعلوم والتكنلوجيا الحديثة..                                             .                                               
 الانظمة الغربية وبعض تابيعها من مثل استراليا وكندا ... أوهمت نفسها في مستنقع الربيع العربي حين تحالفت مع الشيطان نفسه في سبيل خلق بيئة جيدة وجديدة تكون مصدر قلق دائم تشتغل معها مبيعات الاسلحة الغربية لعقود قادمة من الزمن ..فأخذت تكيل بمكيالين في جميع الامور ضاربة عرض الحائط كل الاخلاقيات ..فقد تحالفت علانية وسرا من الانظمة الملكية العربية ضد بعض الانظمة الورقية الجمهورية ,مع علم القاصي والداني بأن كلا النظامين مستبد وفاشل وقائم على أسس الباطل ,ولكنها مالت حيث آبار النفط وخزين الثروات ومشتريات الاسلحة , وتدخلت بشكل سياسي و عسكري سافر لاسابق له وتجاوزت كل المواثيق الدولية  ؟؟ ومن الباب الثاني ومن حيث لم تكن تحتسب ,فقد حصلت على أجندة سياسية  مدهشة تقوم من خلالها برسم صورة واضحة المعالم للاسلام الدموي الاجرامي ,كما كانت تحلم على مدى الدهر بتسويق هذا الفكرة في اعلامها وكتب التاريخ ,وهاهي اليوم تحصل على أفضل فرصة تارخية ,تجيد من خلالها التلاعب بهذا الوصف واشتقاق الموضوعات  المبرمجة لاهداف ايدلوجية مسبقة منها ..!!                                        
       

 هكذا احتضنت الانظمة الغربية الديمقراطية  ومنذ زمن بعيد كثيراً من الحركات الاسلامية المتشددة والمتطرفة وسمحت لها بممارسة انشطتها  بكل حرية وحماية قانونية على أرضها وانشأت لها الجمعيات الخيرية الارهابية والتي تمثل في كثير من الاحيان رؤوس الاموال المتنقلة لتلك الحركات وكانت على دراية بالدول والممالك العربية الداعمة لها  فكرا وتمويلا ..وبقيت الانظمة الغربية تحسب هذه الحركات ورقة ضاغطة على الانظمة العربية ,تصلح للمساومة في كل زمان ومكان تحت طائلة حقوق الانسان والحريات الشخصية ,وهي تمسك بالنار دون أن تحتسب ولو لحظة واحدة , وما أن حل الربيع العربي ؟؟ ضيفا عجيبا غريبا عنوانه الدماء والارواح الطاهرة ,حتى دخلت الحركات التكفيرية أو أدخلت على الخط علانية وبدعم واضح من دول الاقليم والجوار والغرب الديمقراطي ,الذي لم يكن ومازال لايستمع لأي نصيحة في هذا المجال ,ولاسيما من المتتبع العربي  ومن الاقلام الشريفة ,التي انذرت وحذرت كثيرا من مغبة السكوت عن الحركات التكفيرية ودعمها وصناعتها ولكن بدون جدوى , واليوم بعد أنْ أكلت النار في الهشيم وطار شرارها , ذاقت كندا أول حبات المطر النازل عليها لامحال ولاشك في ذلك .ومن غير مناقشة مدى جدية الاجهزة الامنية لتلك الدول ومدى قدراتها الحقيقية  , فهذا هو الحصاد الحقيقي الناتج عن العدالة الالهية ودورة التاريخ  ,حيث الوتر الطائفي والعقائدي , الذي عزفت عليه تلك الانظمة لبناء مصالحها الخاصة ,,عائد عليهم بالوبال وسيدفعون ثمن اللعبة المكشوفة غاليا عاجلا أم اجلا ..                                                             

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة

                     

كثيرا ما تمثل الكاريزما الشخصية للمسؤول العربي دورا مهما في مدى  مقبوليتيه { هاي سرقته من الجماعه } بين الجماهير , وكذلك مدى قبول قراراته وطاعتها , فالناس تنظر  بأعجاب شديد للطول والعرض وشكل الشارب وضخامته  وما إلى ذلك .....لكن صدام حسين المهيب الركن القائد العام للقوات المسلحة , بطل التحرير القومي ,القائد الضرورة , القائد الذي { فلت } في ليلة ظلماء وترك العراق في مهب الريح ,لم تكن الكاريزما وحدها تؤدي دور المقبولية لدى الناس , فهنالك عوامل عدة تضاف إليها ومن أهمها المقابر الجماعية ودهاليز مديرية الأمن العامة والحرس الخاص وفدائين القائد صاحب الحفرة الشهيرة , فضلاً عن كتائب الاغتيالات في الخارج والداخل , ومع ذلك كان كثير من الناس يعتقد بأنّ القائد البعرورة عفوًا الضرورة  ,صاحب الطول الفارع والشارب الشتوي والمسدس الصفح يمثل الرئيس { أخو أخيته } الذي يستطيع أنْ يروض العراقين ويسير بالبلد بالاتجاه الصحيح , فكان طوله طول النخلة , فقاد العراق من هزيمة نكراء إلى هزيمة نكراء اتعس من سابقتها وانتقلنا بفضل القيادة الحكيمة من بلد احتضن أعرق الحضارات إلى بلد شعبه مشرد في كل الاتجاهات !!! ومع ذلك كله بقي كثير من الخلق يعتقد بكاريزما الطول للقائد اللاضرورة ولاهم يحزنون , واذا استعملنا القياس فدول من مثل الصين واليابان وكوريا , يفتقر قادتها  بشدة إلى طول المهيب الركن صاحب المهالك الكبرى وتفتقر أيضا  إلى شاربه الشتوي ومسدسه وبدلته الزيتونية العسكرية ..ومع ذلك فهي متقدمة علينا  بأشواط واشواط كبيرة جدا في مختلف المجالات العلمية وغير العلمية ,وستبقى جماهير القائد الفلتة محتاجة إلى هذه الدول لعقود عديدة قادمة , ولاشك في ذلك ..                                              
واليوم بمناسبة  طول الاخ القائد , فاننا  نرى معظم الشعب التركي الجار والصديق  { دايخ } بطول الاخ القائد السلطان اوردغان ويعتبره صاحب كارزيما فهم معجبون حقا بطوله الفارع كالنخلة , ولاسيما ممن ينتمون إلى مذهب اسلامي معين { بصراحة }, ويحسبون كل مواقفه قائمة على مناصرة الدين الاسلامي والشعوب المظلومة ولاسيما العربية منها ,ويحسبون أيضا كل افكاره وإنْ كانت قائمة على سحق الاكراد وذبحهم من الوريد إلى الوريد , وتهميش الشيعة الاتراك وكذا العلوين وقمع الحركات اليسارية في الجمهورية التركية...ومطاردة رجال المتصوفه ومضايقتها في الخارج والداخل... وإن دعمت  هذه الحكومة الاخوانية أصحاب الرايات الشيطانية علانية وسرا , فهي أفكار تنم عن قيادة حكيمة , وفي مقدمة حكمتها في تحويل تركيا إلى مستنقع أرهابي كبير ومن ثم تفكيكك وحدة الشعب التركي  وإلى الأبد ....ووضع البشائر الاولى لتقسيم تركيا  على أسس قومية وطائفية , كل ذلك وما زال كثير من ابناء البلاد  ينظر إلى طول الاخ القائد العثماني الجديد , بوصفه مقياسا للنجاح والقيادة ,ولاأدري ربما هذا في الموروث له علاقة بموضوع الجينات  للشعوب أو الموروث الشعبي القابع في ذاكرتهم.. ولا أحد يلتفت إلى التدخل السافر لهذه الدولة في الشؤون الداخلية لدول الجوار بل محاولة السيطرة عليها عسكريا واحتلالها من جديد ...ولهذا نلحظ جموع الخط الاسلامي في تركيا الجارة وغيرها مازالت تصفق  للوالي الجديد ,على الرغم من احتضانه لسفارة الكيان الصهيوني وتهميشه لاكثر المسؤولين قربا منه وتنقله وتلونه بقراراته الفردية ومحاولته الجادة في تغيير الدستور في البلاد ونقل السلطات إليه تحديدا , كل ذلك الاعجاب مفاده طول الاخ القائد ؛ و لا أحد يفكر فيما اذا  حاولت تركيا ان تلعب  دورا اقتصاديا بدل هذا الدور الاجرامي في المنطقة ,لربما كانت الحصيلة الان أكثر من مدهشة على الصعيد الاقتصادي والمعاشي لهم ؛ نظرا لحاجة المنطقة برمتها لتركيا الاقتصادية وليس تركيا العثمانية ... ومن ذكرى الطول القيادي ...فقد كان العقيد معمر القذافي , يخفي مسألة الاحذية التي يرتديها فهو يرتدي أحذية عالية نسبيا ؛ لكي يكون أطول من ضيوفه أو مستقبليه ؟؟؟ وهنا نتذكر بأجلال كبير وأحترام كبير لمجموعة من الشعوب كانت تنظر لفكر ومنهج قياداتها دون أطوالهم , من مثل ألتفاف الشعب الفييتنامي حول  القائد الخالد هوشي منه... فإذا كان الطول يمثل القياس النبيل لقادة وبعض شعوب المنطقة ,فذلك كونهم لايعرفون المثل العراقي الذي يقول الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة                               

الخميس، 16 أكتوبر 2014

الشيخ النمر وشرف مواجهة الاعدام


لسنا بصدد تسطير بضعة أسطر لسب وشتم نظام المملكة العربية السعودية ؛ بُعيدَ اعلان أحدى محاكمها قرار  أعدام الشيخ النمر ؛ لجملة من التهم الخطيرة  , والشيخ النمر أحد أهم ممثلي المذهب الاسلامي الشيعي في المملكة العربية السعودية  والعالم العربي ولاسيما ابناء هذا المذهب ,و لا بأس من التذكير بأن الشيخ النمر ,مجرد رجل واحد يملك سلاحا فتاكا قائما على المنهج والفكر والايمان بالعقيدة ,  يخالف  بأمتلاكه هذا السلاح السري!!  قواعد اللعبة  المذهبية الطائفية التي يرتكز عليها النظام السعودي في أرساء دعائم الحكم الملكي ,غير تلك الحدود لانعرف حدودا أخرى..لمسألة القاء القبض على الشيخ النمر.التي جرتْ بطريقةٍ بوليسية , اطلق الرصاص فيها على الشيخ النمر ونزفَ دمًا كثيرا... ثمَ سيقتِ التهم  بالجملة وتمّ مناقلة مكان محكمة الرجل من الرياض إلى جدة بمناسبة وبغير مناسبة وقررت المحكمة فيما بعد اعدامه مع استئناف حكم الاعدام..  .                      
 المملكة العربية السعودية ,دولة حديثة التكوين في التاريخ السياسي المعاصر ؛ حيث  قامت بفضل  البريطانين وطردهم المحتل العثماني البغيض من شبه جزيرة العرب وبلاد الشام ؛ ومن أجل هذا التعاون ومن أجل توطيد أركان الحكم الملكي السعودي الجديد ولدت اسرائيل بكل فخر واعتزاز وبموافقة كل الاطراف المعنية بالموضوع وفي مقدمتها الانظمة العربية الملكية , فلم يجد الحكم الجديد في الجزيرة العربية دابة افضل من الطائفية الدينية ؛ كي يرتكب باسم الرب وتحقيق العدالة الالهية ابشع جرائم التاريخ من قتل وتشريد للناس  ونهب للخيرات والثروات  وبكامل حريته  ؛ مادام أئمة الضلالة يجيدون تركيب النص الديني بحسب متطلبات ولي الامر وإنْ كان فاسقا  فاجرا .                                                                                      
 المملكة العربية السعودية بملكها وامرائها وثرواتها الخيالية وتعداد نفوسها وجيشها بكامل عديده وعدته ومؤسساتها الامنية والمدنية وبرجال الدين وجيوش التكفيرين وبحماية غربية عسكرية وجغرافيتها المترامية الاطراف .تخشى هذا الرجل النحيف..؟؟ .مالذي يخفيها في رجل واحد لاحول له ولاقوة الا بالله و لايحمل سلاحا سوى العلم والفكر والايمان بالله سبحانه وتعالى ... وكم من مرة في التاريخ واجه الطغاة رجلا مسلحا بالفكر بسلاح الاعدام شنقا حتى الموت...اوتقطيعا بالسيوف او حرقا بالنار..             .                                                                               
 كثيرا ما يعتقد الطغاة بأن حبل المشنقة هو نهاية المطاف لكل ملف شائك باعتقادهم ,هكذا اعتقد الهالك في قبره صدام حسين حين اعدم السيد المفكر محمد باقر الصدر رحم الله في 1980 من القرن الماضي ,على سبيل المثال لا الحصر ,وقد اثبتت الايام فشل تلك الافكار وبطلانها ؛ ومن الافضل أنْ يقابل الفكر بالفكر , ولايقابل الفكر بالذبح واستباحة الحرمات .ومن الافضل انْ تمد الانظمة العربية يدها للشعوب التي باتت تقتات على ماتبقى من موائد الحكام.....فإنْ  أَعدِمَ الشيخ النمر ,فهو في مواجهة تاريخية شريفة وشجاعة مع الموت ,ملتحقا بركب الشرفاء والمناضلين في التاريخ وهذا قدره فمن بلغ هذه المكانة فقد استشهد ومن لم يبلغ فلم يبلغ الفتح....ولكن قرار الاعدام في حد ذاته يمثل أهم المسامير وأخطرها في نعش نظام المملكة العربية السعودية...النظام القائم على القوى الورقية , سيشهد عاجلا أم آجلا من يطالبه بمعرفة أرقام مرتبات الامراء والاميرات ...وكيفية هدر 10 ملايين برميل من النفط شهريا ,ومجاري جدة مازالت تطفح مع كل زخة مطر ! سيطالبه بكشف حقيقة السجون السرية وحقيقة المعيشة في شبه الجزيرة العربية ,وأين وكيف تهدر الاموال , اليوم نمر واحد يقف في مواجهة هذا السيل العارم وغدا سيقف الالاف من ابناء الجزيرة العربية ,مطالبين بأحقاق الحق ولو كان ذلك على طريق الشيخ النمر ,طريق الكرامة الابدية.. وغدا لناطره قريب..             

جمال حسين مسلم

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

 الأفوه الأودي وهو شاعر جاهل
عُرف بالحكمة والقول السديد
واسمه صلاةُ بن عمرو بن مالك
والأفوه من كبار قدماء الشعراء في العصر الجاهلي
وكان سيد قومه يعملون برأيه ولا يخرجون عن مشورته
وهو أحد حكماء العرب المعدودين

يقول شاعرنا في إحدى قصائده


فينا مَعاشِرُ لَم يَبنوا لِقِومِهِمُ 
                   وَإِنَّ بَني قَومِهِم ما أَفسَدوا عادوا
لا يَرشُدون وَلَن يَرعوا لِمُرشِدِهم 
                   فَالغَيُّ مِنهُم مَعاً وَالجَهلُ ميعادُ
كَانوا كَمِثلِ لُقَيمٍ في عَشيرَتِهِ 
                   إذ أُهلِكَت بِالَّذي قَد قَدَّمَت عادُ
أَو بَعدَه كِقُدارٍ حينَ تابَعَهُ 
                   عَلى الغِوايَةِ أَقوامٌ فَقَد بادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ 
                   وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ 
                   وَساكِنٌ بَلَغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
وَإِن تَجَمَّعَ أَقوامٌ ذَوو حَسَبٍ 
                   اِصطادَ أَمرَهُمُ بِالرُشدِ مُصطادُ
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم 
                   وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت 
                   فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشرارِ تَنقادُ
إِذا تَوَلّى سَراةُ القَومِ أَمرَهُمُ 
                   نَما عَلى ذاك أَمرُ القَومِ فَاِزدادوا
أَمارَةُ الغَيِّ أَن تَلقى الجَميعَ لَدى ال 
                   إِبرامِ لِلأَمرِ وَالأَذنابُ أَكتادُ
كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ 
                   لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلاً مَقادَتَهُم 
                   فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ
حانَ الرَحيلُ إِلى قَومٍ وَإِن بَعُدوا 
                   فيهِم صَلاحٌ لِمُرتادٍ وَإِرشادُ
فَسَوفَ أَجعَلُ بُعدَ الأَرضِ دونَكُمُ 
                   وَإِن دَنَت رَحِمٌ مِنكُم وَميلادُ
إِنَّ النَجاةَ إِذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ 
                   مِن أَجَّةِ الغَيِّ إِبعادٌ فَإِبعادُ
وَالخَيرُ تَزدادُ مِنهُ ما لَقيتَ بِهِ 
                   وَالشَرُّ يَكفيكَ مِنهُ قَلَّ ما زادُ 

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

جون بايدن .. يا عيار

   جمال حسين مسلم                                     
                             
                    
كثيرا ما اطربتني تلك المصطلحات النقدية التي كانت تستخدمها جدتي رحمها الله زايرة (صابونة..)ولا بد ان تكون الصابونة في وقتها ذات دلالات سيميائية لدى جدي القابع في الكحلاء من ميسان  في جنوب العراق ,فاطلق التسمية على  ابنته الثانية ...ولكن  الزايرة كانت موسوعة لمصطلحات نقدية كثيرة ,اهملتها المدارس النقدية عن قصد واضح...ومما تبقى في الذاكرة من تلك الالفاظ مصطلح {{ عيارة }} وهو مصطلح متداول وشائع كثيرا لدى العراقيين وربما غيرهم من اخواننا العرب .. ومنه العيار  للمذكر والعيارة للمؤنث والعيارين للجمع ,والكلمة على الرغم من تداولها الجميل باللهجة العامية ,الا انها من صلب الفصيح العربي...ولكن تطور مدلولها على يد الزايرة جدتي رحمها الله ؛ واصبحت من المبتكرات اللغوية الدلالية...ارجو عدم تصديقي... وفي واحدة من معانيها  , اطلاقها على الشخص المتقلب الكذاب ,الذي يستطيع ان يلبس في كل يوم قناع جديد ,فهو منافق...كالعاهرة العوراء..لايستحي ولايخجل..والامر نفسه على المرأة  العيارة..ولكن في بعض الاحيان تاخذ اللفظة دلالات  اخرى للدلع والمزاح ..كان يقال للطفلة الماكرة ..ياعيارة.. وفي الشام يقولون عيارة مصر
ولفظ {{ العيارة }} تثير الشجون في نفسي نتيجة موسيقى النص الداخلي ومخارج الحروف ,,ولكونها تشبه كثيرا لفظ الكيارة ,حيث قضيت سنيني طفولتي الكالحة المتعبة والضبابية بين قطاعاتها في مدينة الصدر أو الثورة كما افضلها ,القطاعات المتناثرة كالعقد الجميل على صدر المرأة.. ارجو عدم التصديق مرة اخرى.. و بعد سبات دلالي طويل ,ونتيجة للمتغريات السياسية الكثيرة على الساحة العربية والمنعطفات التاريخية المتمثلة بالربيع الداعشي العربي ,الملوث بالدماء الزكية والارواح الطاهرة والتي تزهق في كل زمان باسم الرب وتحقيق العدالة ؟؟؟ مع تلك المتغيرات قفز الى ذاكرتي المهشمة اصلا تطور دلالي جديد لمفهوم العيار والعيارة..بعد ان رايت السيد جون بادين ,نائب الرئيس الامريكي المتحير بامره ..اوباما اصلحه الله ...فالسيد بايدن  حقق قفزة نوعية في كونه عيارا  من الدرجة الاولى...                                                       
بايدن هذا واحد من اركان السياسة الامريكية الخارجية والداخلية , وكان على علم ودراية كاملة بما يحاك في الاربع السنوات الاخيرة من الحرب السورية ,,وكان يعلم حق العلم بان اصدقاء سوريا والدول المانحة لها ..ماهي الا دعوات لنصرة التيار التكفيري وتسليحه وترتيبه واخراجه بابهى صوره في المنطقة مع ذرف الدموع من قبل المنظمات الانسانية على الشعب العرب السوري ومن قبله العراقي ومن قبله الفلسطيني واللبناني...وهو على علم ايضا كحكومته بما يحاك من تامر طائفي  لعين ؛  لتسقيط النظام السوري وتفكيك الجيش العربي السوري , من اجل راحة بال الطفل الامريكي المدلل في الشرق الاوسط...وبعيد كل هذه الاموال والتجهيزات العسكرية وانشغال وانخراط الاجهزة المخابراتية للمنطقة من دول تركيا والاردن وقطر والسعودية والامارات ...بمقابل سوريا وروسيا وايران وحزب الله... فطن العيار  السيد بايدن الى ان دول المتحالفة لضرب الارهاب هي نفسها الداعمة له من مثل تركيا والسعودية والامارت واهمل العيار ابن العيارة هذا عن ذكر قطر والاردن والشيخ الحريري ...وفي صبيحة اليوم التالي ادلى باعتذاره لكون الاعلام والناس قد اخطات في تفسير تصريحاته وانحرافها عن الحقيقية ,لاسيما مايتعلق بتركيا راعية الارهاب الاولى في المنطقة والحالمة بامجادها العثمانية المريضة ..وكذا اعتذاره عن الاساءة للامارات العربية المتحدة..                                   

سيدي  زعيم الشطار والعياريين لاداعي لتعتذر كلنا يعرف حقيقة الحرب الطافية القذرة في العراق وسوريا وكلنا يعرف الدور التركي الاصفر والدور الخليجي الاحمر باللون الدم والدور الروسي والايراني المقاوم ؟؟؟ على ارض غير ارضه.... ولكننا لسنا عيارين مثلك..لاننا نؤمن بالتاريخ وبالعدالة الالهية التي تحققها عصا الرب وليست الافكار الداعشية المظلمة الفاسدة ..وسواء اكانوا داعمين للارهاب ام  لم يدعموا الارهاب  فالدوائر دائرة عليهم لامحال وعلى كل من تلطخت يداه بدالماء الزكية والارواح الطاهرة ..بايدن ايها العيار الكبير ...جدتي صاحبة القاموس الدلالي الميساني .كانت تردد دائما ..اتعب جدامك ولاتتعب لسانك ...فعليك بالغارات الجوية للتحالف والتي لانعرف اين تحدث ومتى وماهو تاثيرها ..فهي كذلك تدخل في باب العيارة الامريكية الحديثة..                                                                                                

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

McCain accidentally reveals that USA wanted to arm ISIS

منذ أواخر القرن الماضي عندما بدأ ظهور التنظيمات الأرهابية المشتددة كانت في الشرق الأوسط وأفغانستان كانت هذه المنظمات المتشددة متخرجة من مدرسة الاستخبارات الأمريكية. ففي أفغانستان أمريكا ومولت ودربت القاعدة ولطالبان للإطاحة بالاتحاد السوفيتي ومولت الأخوان المسلمين ودربتهم في محاولة منهم في خلق بلبلة وتدمير سوريا من الداخل في الثمانينات من القرن الماضي الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقف عن دعم هذه المنظمات فهناك الكثير من المنظمات و مراكز الأبحاث تقول ان احداث الحادي عشر من ايلول في عام 2001 في نيو يورك كانت ورائها الأستخبارات الأمريكية لخلق حجة لأجتياح كل من افغانستان و العراق واليوم وفي الأزمة السورية وبعد ظهور العديد من المنظمات الأرهابية المتطرفة التي أستباحة دماء السوريين وارتكبت افظع الجرائم ومن هذه التنظيمات: جبهة النصرة, داعش , الأخوان المسلمين ,الجيش الحر , جيش الأسلام وغيرها من التسميات المشترك بين هذه التنظيمات. ان كل هذه المجموعات الأرهابية تمويلها من الخليج العربي وعائلات الحكم في دول البترودولار وتدريبها على يد الأستخبارات الامريكية و ولا ننسى التسهيلات المقدمة من الحكومة التركية لهذه المنظمات. تجتمع الناتو اليوم وتقول ان على العالم ان يتحد لمحاربة داعش ويخرج الرئيس الأمريكي على الأعلام ويقول ان بلاده ستضع حد لهذه المنظمة الأرهابية ولكن كيف امريكا ستحارب داعش وهي تمولها وهذا ليس افتراء ولكن بأعتراف السيناتور الأمريكي جون ماكين الذي زار المسلحين المتشددين في جنوب تركيا وهو الداعم الاكبر لما يسمى ((بالثوار)) ويطالب تسليحهم. خرج السيناتور جون ماكين على قانة فوكس نيوز الأمريكية وقال ان اكبر خطأ أرتكبه الرئيس باراك أوباما ان لم يمول ويسلح داعش منذ البداية مع ان جميع مستشارين الرئيس أوباما نصحوه بتمويل وتسليح داعش . ما قاله السيناتور الأمريكي خير دليل ان من أنشئ هذه المنظمة هم الأمريكين أنفسهم وكل هذه الضجة الأعلامية عن محاربة داعش هي ليست سوى كذبة بكذبة ودليل اخر لتورط الأمريكين وانخراطهم وتعاونهم مع المتشددين هو عندما دخلت المنظمات الارهابية الى بلدة كسب في شمال اللاذقية وخطفوا عدد من كبار السن ونقلوهم الى الاراضي التركية في اليوم الاول من وجودهم في الاراضي التركية اتى السفير الأمريكي في تركيا وزارهم في مكان الذين كانوا محتجزين به . ما يقال على الأعلام هو عكس ما يحدث تحت الطاولة فاليوم المنطقة مشتعلة والتوتر بين الروس والأمريكيين هو الأسوء منذ أنهيار الاتحاد السوفيتي والتهديدات بين البلدين ترتفع يوما بعد يوم ولكن اليوم الروس والامركيين هم ليسوا في حرب باردة بالهم في حرب بين بعضهم ولكن على الأراضي السورية. الامريكيين لم يعدوا يستخدمون جنودهم اصبحوا يستخدمون المتشددين وهم بتمويل من مال النفط الخليجي اي ان العالم انقسم الى معسكرين شرق وغربي والحرب بينهم هي الاراضي السورية . هل امريكا ستتوقف عن دعم المنظمات الارهابية؟ هل امريكا تفكر حقا بشن ضربات جوية على سوريا اسئلة الايام القادمة ستجيب عن كل هذه الاسئلة. في الرابط في الاسفل فيديو لمقابلة السيناتور الأمريكي جون ماكين يعترف بدعمه لداعش.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

دويلة قطر وحلم إمارة شرق السعودية...


جمال حسين مسلم
**************      
دويلةُ قطر في عالمِ الجغرافية لاتعادلُ قطرة ماء في حوض سباحة  ..ولكنْ دورها المتنامي في العقدين الاخرين من الزمن لايتطابق مع تلك المقولة الحقيقية عن مساحتها ؛ لإنّ دويلةَ قطر تؤدي وبإتقان كامل عديد الادوار القائمة على زعزعة أمن المنطقة العربية والتدخل في شؤونها سرًا وعلانية...ذلك التدخل السافر الذي حير العقول في أكثر من مناسبة ؛ فما الذي يجعل دويلة مثل قطر تمدُ يدها للكيان الغاصب لارضنا العربية المحتلة. وفي الوقت نفسه تمد يدها لجميع الحركات السلفية والتكفيرية والتي تشكل تهيددا واضحا للامن والسلم العالمي والعربي , فضلا عن رعايتها العلنية لكثير من  رجال الفكر التكفيري السلفي وضمهم لاحضان قطر من خلال منحهم الجنسية القطرية أو الاقامة الدائمية... لا أحد ينكر على قطر علاقتها بالولايات المتحدة الامريكية وطاعتها العمياء لها , بأعتبار الغرب هو السيد الاول في هذه الجزيرة والمالك الحقيقي . وهذا يتناقض مع فكرة احتضان انصار الحركات السلفية والتي في ظاهرها مناوئة لامريكا وللغرب عموما ..دويلة قطر القائمة على أصول الحكم الوراثي والذي لاعلاقة له بالديمقراطية ولاتمتلك دويلة قطر دستورا خاصا بها , ولكنها تدعم بالمال والبنين ما يسمى بالربيع العربي , بشكل مفاجيء للعالم , دعى الناس تتسائل ما الذي يربط قطر بحركات التغيير على اختلاف مشاربها واهدافها ؟ ولماذا تفتح ميزانيتها على مصراعيها لدعم المسلحين في تلك الدول من مثل سوريا والعراق ومصر العربية وليبيا , بنفس القدر الذي فتحت به ميزانيتها لرشوة اعضاء الفيفيا  من أجل نيل  شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم ..؟؟؟ وكذا تقدم رشاويها في معظم المحافل الدولية ولاشك في ذلك !! أعمالٌ قطرية  سالتْ معها الدماء وتدخلات كبيرة في شؤون الاخرين وادوار مشبوه جدا وبالمقابل هيئات خيرية اسلامية وعلاقات وطيدة بالكيان الصهيوني المدلل{ متناقضات كبيرة } , مع ذلك لايستنكر الغرب افعالها بل لايجرؤ على طرح موضوعة قطر في اعلامهم الديمقراطي ؟؟؟ ولا أحد يذكر وبال تلك التصرفات وبماذا عادت على المنطقة برمتها , ومن ثم إلى أين تسير قافلة دويلة قطر الدموية ومن هم ضحاياها الجُدد ..؟؟ وهل قطر تؤدي ادوارا منوطة بها سلفا أم مشيخة بلعنة البترول وحلم المشيخة الزائف و القائمة أصلا بفضل القواعد الاجنبية على أراضيها..                                                                                                
المملكة العربية السعودية ومنذ التأسيس للملكة كانت ومازالت تؤدي دور الراعي الاول والحاضن الكبير لدول الخليج العربي أو مجلس تعاون دول الخليج العربي وإلى حد ما مع المملكة الاردنية الهاشمية..و أهمية هذا الدور متأت  من خلال الموقع الديني للملكة العربية السعودية ومن خلال نفوذها الاقتصادي وعلاقتها الوطيدة مع الغرب عموما والولايات المتحدة الامريكية خصوصا...اتسع هذا الدور واخذ اشكالا اخرى مع احتلال العراق للكويت عام 1991م ,فقد ادت المملكة العربية السعودية آنذاك دورا كبيرا ومتميزا في احتضان القواعد العسكرية الغربية وجيوش الدول المتحالفة والتي اخرجت العراق من الكويت في مشهد عسكري سريالي كسر ظهر العراق حتى اللحظة...والمملكة العربية السعودية تهتم بعلاقتها في سياستها الخارجية مع الدول التي تتوافق مع رؤيتها للمنطقة تلك الرؤية المبنية اساسا على الاتفاق الكلي مع الغرب من أجل توطيد أركان الحكم وديمومته في الجزيرة العربية ..ومن الباب الثاني اعتمدت على المنهج الديني المذهبي الذي يؤسس ويوثق لطاعة ولي الامر الحاكم ,, بمقابل دعم الحكومة الجهد المذهبي الوهابي  ولو بالسيف والترهيب منذ التاسيس وحتى اللحظة , ومن باب تبادل المصالح بين الطرفين على الرغم من التنوع المذهبي في كثير من مناطق العربية السعودية كما في شرقها...فهل آن أوان التدخل في شؤون الممكلة العربية السعودية الداخلية كما تفعل المملة ذاتها مع الاخرين وما هي وسائل هذا التدخل وأذرعه من قبل الغرب وغيره. يستبعدُ موضوع محاولة الغرب ايجاد أذرع له من اجل التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية حيث العلاقات بينهما في أفضل احوالهِا ومنذ زمن بعيد جدا.. وإنْ لم يك مستبعد فهو مؤجل إلى حين أخر...فمالذي يؤرق دويلة قطر في هذا...ويجعل من المملكة العربية السعودية هدفا مستقبليا لها...                                                       
يغلب على الظن أمران لاثالث لهما في تفسير اللعبة الدموية التي تختزلها السياسة الخارجية القطرية والتي اصبحت مكشوفة للقاصي والداني..أولهما أنْ تكون حكومة دويلة قطر مأمورة فيما تقوم به وهو أمر غير مسبتعد كليا من أجل ديمومة المشاكل في المنطقة وأشعال الفتن وثانيهما وهو المهم إنّ قطر تحلم بتفكيك العربية السعودية وانهاء دورها في منطقة الخليج العربي والوطن العربي عموما ,فقد خالفت قطر توجهات العربية السعودية في أكثر من مناسبة وتصدت لها بالفعل والقول وإنْ سالت  لذلك دماء كثيرة وازهقت الارواح وقتلت الانفس الزكية..فقد تنازل الطرفان في ليبيا وسوريا وفلسطين الى حد ما واتضح الصراع جليا في مصر أيام الرئيس المخلوع محمد مرسي وأيام المشير عبد الفتاح السيبسي ويتضح الصراع جليا من خلال الدعم السعودي لحكومات العسكر والتي لها رغبة شديدة في ضرب حركات اخوان المسلمين والتي خاضت هي الاخرى حروبا دموية كبيرة في الايام الاوائل التي تاسست فيها العربية السعودية .ضد الحركة الوهابية                                                                                                                      

الاحلام القطرية التوسعية وتمدد نفوذها على حساب الاخرين  أصبحت ممارسات واقعية على الارض تبذل معها هذه الحكومة الغريبة الاطوار أموالا كثيرة وتتدخل في شؤون الجميع دون استثناء رغبة منها بالتوسع  وربما لدواع قديمة ثأرية لانعرفها بالتحديد...ولاشك في ان المملكة العربية السعودية  تمثل غصىة كبيرة في حلق هذه الافعى الصغيرة جدا جدا ؛ لذا من الافضل لها ان تعمل على تفكيك العربية السعودية من خلال ادخالها في صراعات المنطقة وارغامها على اتخاذ مواقف عسكرية كانت السعودية في كثير من الاحيان في منأى عنها اي بصورة التدخل المباشر ....دويلة قطر الحالمة باحتضان كأس العالم تحلم أيضا بتفكك المملكة العربية السعودية وتحلم بالتوسع في شرق السعودية,{{ الغنية بثرواتها والمضطهدة والمهمشة من قبل الحكومة السعودية على مر الزمن  }}  نعم إمارة شرق السعودية الثرية بنفطها وغازها هدفا مستقبليا لدويلة قطر ووعدا عثمانيا لجهدها الواضح في تمرير الافكار السلطانية العثمانية الاخوانية الجديدة ...ليست مجرد احلاما لمشايخ الغاز ولكن  وعود عثمانية سلطانية مصحوبة بفرمان الوالي الجديد في اسطنبول المتحالف مع دويلة قطر,,من أجل دعم تفكك العدو التاريخي للدولة العثمانية الا وهو المملكة العربية السعودية ,لكن تلك الاحلام ستذهب دون رجعة ,ذاك هو قدرها الحقيقي وذاك هو قدر دويلة قطر الحقيقي , لانها تصورت ان الامور ماشية  كما في رشوتها العلنية لمنظمي كأس العالم... ومن أجل إطالة عمر الحاكم والتآمر الداخلي على بعضهم بعضا ؛ مازالت الساحة العربية تفيض بأنهر من الدماء وتزهق يوميا الآلاف من الارواح الطاهرة.                          

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن