الخميس، 16 أكتوبر 2014

الشيخ النمر وشرف مواجهة الاعدام


لسنا بصدد تسطير بضعة أسطر لسب وشتم نظام المملكة العربية السعودية ؛ بُعيدَ اعلان أحدى محاكمها قرار  أعدام الشيخ النمر ؛ لجملة من التهم الخطيرة  , والشيخ النمر أحد أهم ممثلي المذهب الاسلامي الشيعي في المملكة العربية السعودية  والعالم العربي ولاسيما ابناء هذا المذهب ,و لا بأس من التذكير بأن الشيخ النمر ,مجرد رجل واحد يملك سلاحا فتاكا قائما على المنهج والفكر والايمان بالعقيدة ,  يخالف  بأمتلاكه هذا السلاح السري!!  قواعد اللعبة  المذهبية الطائفية التي يرتكز عليها النظام السعودي في أرساء دعائم الحكم الملكي ,غير تلك الحدود لانعرف حدودا أخرى..لمسألة القاء القبض على الشيخ النمر.التي جرتْ بطريقةٍ بوليسية , اطلق الرصاص فيها على الشيخ النمر ونزفَ دمًا كثيرا... ثمَ سيقتِ التهم  بالجملة وتمّ مناقلة مكان محكمة الرجل من الرياض إلى جدة بمناسبة وبغير مناسبة وقررت المحكمة فيما بعد اعدامه مع استئناف حكم الاعدام..  .                      
 المملكة العربية السعودية ,دولة حديثة التكوين في التاريخ السياسي المعاصر ؛ حيث  قامت بفضل  البريطانين وطردهم المحتل العثماني البغيض من شبه جزيرة العرب وبلاد الشام ؛ ومن أجل هذا التعاون ومن أجل توطيد أركان الحكم الملكي السعودي الجديد ولدت اسرائيل بكل فخر واعتزاز وبموافقة كل الاطراف المعنية بالموضوع وفي مقدمتها الانظمة العربية الملكية , فلم يجد الحكم الجديد في الجزيرة العربية دابة افضل من الطائفية الدينية ؛ كي يرتكب باسم الرب وتحقيق العدالة الالهية ابشع جرائم التاريخ من قتل وتشريد للناس  ونهب للخيرات والثروات  وبكامل حريته  ؛ مادام أئمة الضلالة يجيدون تركيب النص الديني بحسب متطلبات ولي الامر وإنْ كان فاسقا  فاجرا .                                                                                      
 المملكة العربية السعودية بملكها وامرائها وثرواتها الخيالية وتعداد نفوسها وجيشها بكامل عديده وعدته ومؤسساتها الامنية والمدنية وبرجال الدين وجيوش التكفيرين وبحماية غربية عسكرية وجغرافيتها المترامية الاطراف .تخشى هذا الرجل النحيف..؟؟ .مالذي يخفيها في رجل واحد لاحول له ولاقوة الا بالله و لايحمل سلاحا سوى العلم والفكر والايمان بالله سبحانه وتعالى ... وكم من مرة في التاريخ واجه الطغاة رجلا مسلحا بالفكر بسلاح الاعدام شنقا حتى الموت...اوتقطيعا بالسيوف او حرقا بالنار..             .                                                                               
 كثيرا ما يعتقد الطغاة بأن حبل المشنقة هو نهاية المطاف لكل ملف شائك باعتقادهم ,هكذا اعتقد الهالك في قبره صدام حسين حين اعدم السيد المفكر محمد باقر الصدر رحم الله في 1980 من القرن الماضي ,على سبيل المثال لا الحصر ,وقد اثبتت الايام فشل تلك الافكار وبطلانها ؛ ومن الافضل أنْ يقابل الفكر بالفكر , ولايقابل الفكر بالذبح واستباحة الحرمات .ومن الافضل انْ تمد الانظمة العربية يدها للشعوب التي باتت تقتات على ماتبقى من موائد الحكام.....فإنْ  أَعدِمَ الشيخ النمر ,فهو في مواجهة تاريخية شريفة وشجاعة مع الموت ,ملتحقا بركب الشرفاء والمناضلين في التاريخ وهذا قدره فمن بلغ هذه المكانة فقد استشهد ومن لم يبلغ فلم يبلغ الفتح....ولكن قرار الاعدام في حد ذاته يمثل أهم المسامير وأخطرها في نعش نظام المملكة العربية السعودية...النظام القائم على القوى الورقية , سيشهد عاجلا أم آجلا من يطالبه بمعرفة أرقام مرتبات الامراء والاميرات ...وكيفية هدر 10 ملايين برميل من النفط شهريا ,ومجاري جدة مازالت تطفح مع كل زخة مطر ! سيطالبه بكشف حقيقة السجون السرية وحقيقة المعيشة في شبه الجزيرة العربية ,وأين وكيف تهدر الاموال , اليوم نمر واحد يقف في مواجهة هذا السيل العارم وغدا سيقف الالاف من ابناء الجزيرة العربية ,مطالبين بأحقاق الحق ولو كان ذلك على طريق الشيخ النمر ,طريق الكرامة الابدية.. وغدا لناطره قريب..             

جمال حسين مسلم

هناك تعليقان (2):

  1. مملكة آيلة إلى السقوط والهلاك على يد الشر الذي ابتدعته الأسرة الحاكمة فيها والنهج التكفيري الذي سلكته . كيف لأمراء وأسرة هالكةإن شاء الله - أن تلحق ركب العلم والحضارة وقد أتى بها أسيادها من سوق البعير والحمير إلى مقود السيارات . إنه لا يمكن لمثل هذه السلالة الساقطة ومنهج العنف والتكفير الذي ابتدعته ونفثت سمومه في أجزاء الوطن العربي مواجهة العلم والتنوير الفكري والحضاري والديني الذي يهدد كيانها إلا بالقتل والذبح .

    ردحذف


  2. جاسم الولائي
    17/10/2014 - 02:58

    ميثم التمار

    في شجاعته وثبات عقيدته يعيد هذا الشيخ الجليل النمر سيرة الصحابي الشهيد ميثم التمار. أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الرجل الكريم والفذ وأنا رجل علماني في فكري وحياتي وعملي الإعلامي ونتاجي الأدبي، لكن كل هذا لا يمنع محبتي لأهل البيت الأطهار عليهم السلام ومن يُعلي ذكرهم وسيرهم العطرة
    العراق تايمز

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن