الخميس، 29 مايو 2014



عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسر



عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن
سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ
سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما
تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ
وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما
تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري
فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ
وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري
أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ
وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ
صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما
روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ
ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني
بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ
فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ
فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ
وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما
تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ
كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراً
لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ
أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما
غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ
وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا
خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ
خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ
وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ
بِما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما
أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ
وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ
وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
لِجارَتِها ما أَولَعَ الحُبَّ بِالحُرِّ
فَقالَت لَها الأُخرى فَما لِصَديقِنا
مُعَنّىً وَهَل في قَتلِهِ لَكِ مِن عُذرِ
عِديهِ لَعَلَّ الوَصلَ يُحييهِ وَاِعلَمي
بِأَنَّ أَسيرَ الحُبِّ في أَعظَمِ الأَمرِ
فَقالَت أَداري الناسَ عَنهُ وَقَلَّما
يَطيبُ الهَوى إِلّا لِمُنهَتِكِ السِترِ
وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا
مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري
فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى
وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ
عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها
عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ
فَقالَت هُجينا قُلتُ قَد كانَ بَعضُ ما
ذَكَرتِ لَعَلَّ الشَرَّ يُدفَعُ بِالشَرِّ
فَقالَت كَأَنّي بِالقَوافي سَوائِراً
يَرِدنَ بِنا مِصراً وَيَصدُرنَ عَن مِصرِ
فَقُلتُ أَسَأتِ الظَنَّ بي لَستُ شاعِراً
وَإِن كانَ أَحياناً يَجيشُ بِهِ صَدري
صِلي وَاِسأَلي مَن شِئتِ يُخبِركِ أَنَّني
عَلى كُلِّ حالٍ نِعمَ مُستَودَعُ السِرِّ
وَما أَنا مِمَّن سارَ بِالشِعرِ ذِكرُهُ
وَلكِنَّ أَشعاري يُسَيِّرُها ذِكري
وَما الشِعرُ مِمّا أَستَظِلُّ بِظِلِّهِ
وَلا زادَني قَدراً وَلا حَطَّ مِن قَدري
وَلِلشِّعرِ أَتباعٌ كَثيرٌ وَلَم أَكُن
لَهُ تابِعاً في حالِ عُسرٍ وَلا يُسرِ

الاثنين، 19 مايو 2014

ليبيا بين النّار وجمرِها


ليبيا دولة عربية مسلمة مترامية الاطراف ..ذات جغرافية متلونة من البحر الى الصحراء الى الجبال ,السهول ,وومثل تلونها الجغرافي تمتاز بتلونها السكاني أيضا, من العرب والامازيغ والطوارق..وكلهم تحت حاضنة القبيلة أو البيوتات الكبيرة ,وتمتاز بثرواتها وخيراتها  من باطن الارض ومن فوقها ..من البحر والسهل.....والشعب العربي الليبي يعيش على مساحة واسعة جدا تكفيه وتكفي أجياله القادمة من دون ضنك أو جهد والامر مقرون بالايادي الخيرة التي تحكمه او تسوسه...وهو شعب كريم النفس , يجود بما يملك لضيفه ..على الرغم من المزاجية الشديدة عند كثير من الناس هناك الا انه في الاصل شعب معطاء ,يكرم الضيف ,ويجود عن مثله وقيمه ويضحي في سبيلها وما البطل عمر المختار الا واحد من هؤلاء الفرسان الاشاوس...الذين سطروا التاريخ وكتبوا أروع الملاحم فيه...هكذا هي سيرة الشعب العربي الليبي النبيل والكريم ,ومن تجربتي الشخصية معه...                                                                                         
ليبيا أو الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى , كما يحلو لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي أنْ يطلق عليها من مبتكراته ومخيلته ما يشاء...لابد انْ يصادف المرء في زيارته لهذه البلاد ...أكثر من  لافتة معلقة على الجدران وقد كَتبت ْبالعربية الفصحى إلا انها مبهمة المعاني !!!,من مثل ( زيد تحى زيد ),فالمرء يعتقد بأن الموضوع متعلق ب الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ وخبره الجملة الفعلية...الا ان حقيقة الامر تعني (الزيادة ) في تحديك للامريكان ثم زيد في التحدي لهم ؟؟؟ وكذلك قوله ( عصر الجماهير ) فبعضهم يراه من المعصرة وفراغ الجيوب...وبعضهم الاخر يفسره من عصر الجماهير أي الزمن الذهبي للجماهير...نعم الزمن الذهبي للجماهير العربية في ليبيا المترامية الاطراف والتي تربط اوربا بافريقيا والبحر بالصحراء والماضي  بالمستقبل...عصرها حين يجد ويجتهد المواطن وهو يحلم في يوم تلفزيوني يخلو من اطلالة الاخ القائد ..وكأن صوره المتناثرة بين الشوارع والساحات والمدن لاتكفي...وكأن المواطن الليبي يخلو من الهموم ,التي تلبسه ثوبا من الهم مقاسه ضعف مقاس المواطن بعديد المرات...هكذا تبعثرت أيام الليبين في أكثر من أربعين عاما عاشها تحت قيادة اللجان في كل مكان والثورة المستمرة..والبنى التحتية بكل أنواعها تئن تحت وطأة الاهمال والفساد الاداري والمالي...وكأن المواطن خلق ليحمل ملفه في يده ويراجع دوائر الدولة ,التي تكتسي اللون الاخضر وترفع الشعارات الرنانة...ولم يخطر في فكر القيادة الليبية ولو لمرة واحدة ان تناقش الوضع الانساني  للمواطن الليبي ومانتج عنه من خراب فكري ودمار اجتماعي ؛ لان ا لآمر والناهي هو واحد وكلامه في أقل تقدير ,يرقى الى مستوى النبؤة  التي لاتحتمل التأويل...ومن هنا وتخلصا من كل التخرصات والخزعبلات الخضراوية ..تأسست لجنة تفسير خطابات الاخ القائد !!! وهي لجنة من مجموعة من الاساتذة ..تقوم بترقيع ما يمكن ترقيعه من أفلام الاخ القائد.....مرت السنون وطالت الايام والشعب العربي الليبي يعيش حصارا فكريا عقيما ويقطن سجنا كبيرا ولاحول ولاقوة له الا بالله...من بطش واستبداد القوى الامنية وأذرعها المنفذة لاجندات الحكومة الليبية ومنتفعيها من الخطوط الاولى والثانية  وما الى ذلك....ولايمكن لسطر في هذا المكان المتواضع ان يلخص أحوال الشعب الليبي في اربعة عقود من الزمن ..هلك فيها الزرع وزراعه..... ومع ذلك كله كان كثير من العرب العاملين في ليبيا يؤمنون بان ليبيا هي الافضل  للعيش مقارنة بدولهم التي قدموا منها والمقارنة الى حد ما صحيحة ...                                                                        
                                                   وما ان انجلت غبرة الربيع العربي الدموي... وما ان صمتت ضوضاء المقاتلات الاوربية الاطلسية والامريكية في سماء الشعب العربي الليبي حتى رفرت راية الدولة الليبية الجديدة وهي راية الدولة القديمة في العصر الملكي السنوسي..و قبيل انهيار النظام الليبي بوصفه أول وأخر جماهيرية خضراء على سطح البسيطة..{ سُحِلَ سحلا ً } قائدها وأمام وسائل الاعلام المختلفة بطريقة مهينة ومذلة ...سبح في نهايتها بدمه من الرأسِ الى القدم دون محاكمة تاريخية أو حق الدفاع عن نفسه...والامر سيان فلقذافي نفسه لم يك بهذا المستوى من الانسانية ولم يمنح خصومه سوى حبال المشانق وعتمة السجون الابدية والاغتيالات في الخارج والداخل....                                                                                    
ولكن الشعب العربي الليبي الكريم ,الطيب الاصل والمنبت, مالبث أنْ تحول من النار الى جمرها المتقد..فقد غاصت المدن الليبية المتناثرة بين الساحل والصحراء..في عمق الرمال المتحركة الجديدة ,وصارت أسيرة الحركات السلفية المتطرفة , والتي حولت ليبيا الى معسكر آمن يستقطب كل الغزاة الجدد من شمال افريقيا ولاسيما مصر وتونس والجزائر ودول الصحراء الافريقية... وبسطوا هيمنتهم الكاملة على مساحات جغرافية مترامية الاطراف ..ساعدهم في ذلك سهولة الانتقال عبر الحدود وتوافر الحواضن الامنة والخواصر الضعيفه في لبيبا المالكية المذهب ,ذات الطابع الصوفي الرائع المحبة لال بيت النبوة الكرام....صاحبة أرقى الزوايا التي تعلم القران الكريم وأصول اللغة العربية... ليبيا صاحبة المولد النبوي الشريف واحياء ليالي القدر العظيمة, بمنظر قل  جماله في البلدان العربية الاخرى..                                        .                                                                                  
أغمض الاتحاد الاوربي وكعادته عينيه عن الوضع في ليبيا ,ورسمت وسائل الاعلام الاوربي لوحة ضبابية عن المشهد السياسي الجديد في ليبيا ,وصار الرأي العام في أوربا يجهل ما يجري هناك تماما ..في الوقت الذي استشعرت الجزائر حقيقة الخطر المتنامي والمتصاعد من الاراضي الليبية وكذلك شعر بالامر نفسه كبار قادة الجيش المصري وجل مثقفين الشعب العربي المصري...فيما بقيت الحكومة التونسية أسيرة لمواقف متباينة تتسم بالخجل الشديد في كثير منها ,وتتناغم مع الداخل الليبي بشكل واضح وكبير...لكثير من الاسباب في مقدمتها التوجهات الدينية لكلا الطرفيين...                                                                                      
وبقي مصير المواطن الليبي ومنذ اكثر من خمسين عاما معلقا بين النار مرة وبين جمرها مرة أخرى, فهو يعيش مرحلة انتقالية ,ينعى فيها حاله وماضيه وحاضره ..مؤمنا بأن المليشيات هي الحل الاسؤ والذي لابديل عنه في الوقت الراهن لحفظ وأمن الانسان على مستوى المدينه والقبيلة..وليست بقية دول الربيع العربي الاحمر بافضل حال من لبيبا , ولكن الادوار متغيرة والمشاهد متعددة ولاغرابة في  الموضوع ما دامت الامور بيد امراء النفظ والغاز ووعاظهم ممن يمتهنون التحريض من أجل احلال الدم والعرض والمال, وان كانت العاقبة تدمير امة بتاريخها وحاضرها                                                                                
  جمال حسين مسلم
http://jamalleksumery.blogspot.co.at

الأحد، 18 مايو 2014

توفيق الدبوس

Enlarge fontمدينة فاطمة الزهراء في البرتغال ...او مدينة السيدة ذات المسبحة



مدينة فاطمة الزهراء في البرتغال ...او مدينة السيدة ذات المسبحة
معجزة مدينة فاطمة الزهراء عليها صلوات الله في البرتغال
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر يقول: لفاطمة وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل: مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ بين عينيه محباً، فتقول: إلهي وسيدي سميتني فاطمة، وفطمت بين من تولاني وتولى ذريتي من النار، ووعدك الحق، وأنت لا تخلف الميعاد.
فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة، وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه، فأشفعك، ليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فجذبت بيده وأدخلته الجنة.
السلام على الطهر والصفاء، السلام على نور الضياء، السلام على ابنة سيد الأنبياء، السلام على السبب المتصل بين الأرض والسماء، السلام على السناء، السلام على الزهراء.
هامت روحي بين أنواركِ ومعاجزكِ الخالدة؛ سيدتي؛ التي تعجز النفوس عن استيعابها والعقول على فهمها وحصرها؛ وكيف لا وأنت سيدة للعالمين من الأولين والآخرين. وهاهو الغرب يسبقنا للتكرم بأنوارك القدسية وتتشرف أمه المسيح بتقديس أنفاسك الزكية التي منٌت عليهم بالسكينة والسلوان وأسسٌت النورانية والطهر على ارض أصبحت ببركتك من بقاع الله المقدسة. بينما نحن نقف عاجزين أمام كيانك المحمدي ومن ترابك محرومين وعن رياضك مهجٌرين.
«فاطمة» أو «فاتيما» اسم أطلق على مدينه بأسرها كرامة لسيدة نساء العالمين عليها السلام في بلاد تدين بدين غير دين محمد عليه وآله خير الصلاة والسلام؛ وليس هذا بالكثير عليها روحي فداها ولكن العجب كل العجب من ان يكون الغرب سباقاً لتجسيد هذا المقام المحمود لها عليها السلام ونحن نقف مكتوفي الأيدي أمام القلوب الحاقدة التي تحاول إطفاء نورِ يأبى الله له إلا أن يكون وضاءاً وأكثر إشراقاً. فما ضرك مولاتي أن يقللوا من مقامك فمن عرفك عرفك ومن لم يعرفكِ فذلك الخُسران المبين. فالسلام على التي لا حد لمقاماتها أو شمول.



فهذه هي نفسها الزهراء المحمدية التي أنبثق نورها في البرتغال ليتعدى حدود الأديان والزمان والمكان ليبقى رمزاً لسمو الروح وتزكيتها. فأصبحت منارة وركيزةً يحج اليها آلاف القلوب والأبدان من كل مكان في بقعه يجلها أهل البرتغال جميعاً وسموها باسم سيدة الإسلام الأولى (فاطمة) عليها السلام.
في الثالث عشر من مايو في كل عام. آلاف من البشر يهرعون قاصدين قرع أبواب السيدة الجليلة؛ التي يطلقون عليها اسم ( السيدة ذات المسبحة). منهم طالب للشفاعة والغفران ومنهم طالب للشفاء وتقديم النذور والقربان تيمناً بابنة نبي الإسلام!! قد تتساءل كيف يجلونها هذه الجلالة!! وهم من الكاثوليك الذين ينكرون أساساُ الإسلام, بل كيف يتوافدون إليها كل عام زاحفين على ركبهم وكيف يعتقدون بها ويعلمون إنها عقيدة راسخة لا يشوبها عابثين ويلقنونها أجيالهم جيلاً تلو جيل!! إن هذا لا يلقي الضوء إلا على عظمة سيدة العالمين التي لم يقتصر نورها على دين أبيها المطهر فحسب؛ إنما تعدى ليشمل كل الأقطار.
وتعود هذه العقيدة الراسخة إلى واقعة تاريخية حدثت في عام 1917 م كما يرويها أهل البرتغال قاطبة. ففي تراثهم أن ثلاثة أطفال رأوا سيدة جليلة أسمها فاطمة؛ ووصفوها بأنها السيدة ذات المسبحة؛ وقالوا أنها ابنة نبي الإسلام. وبذا أصبحت هذه الرواية مصدراً تاريخياً لاعتقاد عميق وشفاف في حياة شعب البرتغال.
والقصة كما يرويها الأطفال الثلاثة وهم (جاسيتا البالغه من العمر 7 سنوات، فرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات ولوسيان ذات العشر سنوات) وقد كانت لوسيان الشاهدة الرئيسية لهذه لواقعة كما نقلها الأطفال الثلاثة. حيث يروون: في عام 1916 م وقبل عام واحد من لقاءنا بالسيدة تجلى أمامنا ملك قال لنا هذه الكلمات الثلاثة:
«لا تخافون فأنا ملك السلام، يا إلهي إنني أؤمن بك، وأعتقد بك وأعشقك، وإني أستغفر لؤلائك الذين لا يصدقون ولا يعشقون ولا يؤمنون».
وقد تجلى أمامنا هذا الملك مرتين في الصيف والخريف، وفي كل مرة يطلب منا شيئاً، كأن نقدم قرباناً، ونستغفر للمذنبين وندعو له. وحقيقة كانت هذه المرات الثلاث بمثابة تهيئة لنا للقاء السيدة ذات المسبحة، وفي الثالث عشر من مايو عام 1917 م. شاهدنا نوراً وضاء، ثم شاهدنا فوق شجرتي الزيتون والبلوط نوراً عظيماً وظهرت لنا سيدة أكثر وهجاً من نور الشمس، تسمى فاطمة؛ بنت النبي؛ قالوا لها: من أين جئت؟ قالت: جئت من الجنة. قالوا لها: ماذا تريدين؟ قالت: جئت لأطلب منكم الحضور لهذا المكان مرة أخرى؛ ثم أخبركم فيما بعد ماذا أريد منكم. وقد كانت هذه السيدة ذات المسبحة تظهر في كل شهر منذ مايو وحتى أكتوبر وفي آخر لقاء حصلت المعجزة الكبيرة أمام أنظار سبعين ألف مشاهد اجتمعوا لرؤية السيدة ذات الم سبحة، فقد وقفت هذه السيدة أمام الحشد الكبير وأدارت الشمس في كبد السماء، ثم أوقفتها ثم أدارتها من جديد حتى خالها الناس ستقع عليهم، ثم أعادت الشمس كما كانت.




إلى هنا تقف الرواية لتي يتداولها البرتغاليون؛ وقد كان لهذه الواقعة صدى كبير في الأوساط السياسية والدينية والاجتماعية؛ حيث طبعت اول صورة لهذا الحدث في صحيفة (لشبونة) في العام نفسه؛ وقد لفتت هذه الحادثه أنظار الناس الى صدق دعوى هؤلاء الأطفال الذين لم يعرفوا الكذب في حياتهم. أما الأطفال فقد غيٌب الموت اثنين, وقد كان لهذا الحدث دعم لصدق كلامهم, حيث انهم بينوا سلفا أن هذه السيدة قادمة مرة أحرى لأخذهم للجنة؛ أما لوسيان التي ما زالت على قيد الحياة فقد نذرت نفسها من أجل الحياة الدينية وخدمة هذه السيدة العظيمة؛ خصوصا بعد ما أوكلت اليها هذه المهمة وحملتها مسؤولية هداية الناس.




لقد غيٌرت هذه الحادثة العديد من معالم الحياة في البرتغال؛ ففي عام 1919م بني معبد في مدينة فاطمة يختص بالسيدة العظيمة وبذكرها ورغم تدمير بعض المبغضين له عقب ثلاث سنوات من بنائه؛ إلا أن أهل هذه القرية أعادوا ترميمه وإصلاحه؛ وفي عام 1930م أجاز الأسقف الأكبر وضع مراسم خاصة لهذا المعبد؛ وأخيراً في عام 1953م سمحت الكنيسة بإقامة عبادة خاصة وطقوس معينة لهذا المعبد وكما وضع الإطار الرسمي لهذا المزار وأصبح مكانا تحج إليه أفواج من البشر كل عام. ولم تكن زيارة قادة كنائس الكاثوليكيه بأمر عجيب فها هي قرية فاطمة أضحت بقعة مباركة قد لا تختلف عن أي مزارمقدس أخر. وها نحن نرى الناس وهم يتوافدون افواجاً إلى هذا المزار جاثمين على ركبهم صابرين رغم الجروح والقروح؛ ممسكين بمسبحة بيضا ء؛ يخالونها تقربهم من السيدة المتألقة؛ وهم موقنون ومعتقدون أشد الاعتقاد أن مسعاهم لن يذهب أدراج الرياح؛ أليس عجيبا هذا الجسد؛ وهذه الإراده وهذا الاستعداد للاحتفاء بذكرى رؤية السيدة العظيمة؟

ترى.. أليست كنزاً..هذه الزهراء؟؟

الأربعاء، 14 مايو 2014

حين يُستغفل الرأي العام في أوربا


تعد أوربا بجناحها الغربي وما ضمت من الدول الاشتراكية السابقة فضلا عن بريطانيا وكندا وامريكا واستراليا واليابان...وبضعة اسماء أخرى منتشرة هنا وهناك من دول الحلم الديمقراطي...التي يرحل اليها الالاف من المهاجرين , الذين قصدوا الحالة الانسانية المقررة ألزاماً في القانون المدني الغربي أو قاصدين دولا تتمتع بحرية الكلمة دون تكميم الافواه و دون سجون معتمة يستضاف المرء بها ربما طول العمر..ولايدري بما يحل بأهله وخلانه,هذا اذا انقذ من حبل مشنقة منسية في غبرة أحدى الغرف المهجورة إلا من أرواح قاصديها...          والموضوع في أول اشراقته على النفوس ,صحيح له وقع كبير في الضمير الانساني ,الى حين تبين الامر من كونه عملا أخلاقيا ينفرد به مجتمع دون أخر أم عملا أجباريا ...يقع  تحت طائلة القوانين المشرعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية...وفي أول همسة قانوينة تستفز بها, تشعر إن الامر برمته مرهون بالقانون وتطبيقه... بعيد ذلك يعيد المرء حساباته في تعريف الديمقراطية ونتاجها الانساني على صعيد تلك الحكومات والمجتمعات ...معرفة بقادتها السياسيين ورجالاتها....ولا ينكر أحد فضل السيل الهادر من الاعلام الموجه ,تحت مسمى الديمقراطية وتأثيراته على المجتمعات الغربية بصورة مباشرة وبشكل كبير وفعال ,يصبح معها البحث عن الحقائق أمرا غاية في الصعوبة...                                                                        
هكذا تعاملت المؤسسات السياسية في الغرب الديمقراطي مع كثير من القضايا العالمية المهمة والحساسة ,ولاسيما ما يتعلق بقضايا  الوطن العربي المهمة والمركزية ...وعلى مدى التاريخ الطويل كان الرأي العام في أوربا الغربية وفي كثير من الاحيان ضحية ,لسياسات  خارجية وداخلية ممنهجة سلفا ومتفق عليها ..ولايجوز الحديث بعكس ما  أقر لديهم سلفا... إلا في حالات النقد الشخصي لبعض المحللين والمفكرين ,المخالفين  للتيارت البحرية العالية...واغالبا ما يواجهون بسيل من التهم والمحاكم .                                           
حديث الساعة اليوم في سوح الاعلام الغربي ,ينقسم قسمين برمبط فرس واحد ,وهما الازمة السورية والازمة الاوكرانية..برابط واحد الا وهو الدور الروسي الجديد في الاحداث الدولية الراهنة... ويأخذ موضوع المسلحين المقاتلين في سوريا من أصول اوربية , طابعا مختلفا في حديث الاعلام والسياسة في اوربا الغربية..حيث من المتعارف عليه ان المسلحين القادمون من اوربا يذهبون بتاشيرات رسمية الى تركيا وعلى مسمع ومرأى من الحكومات الاوربية !!! ولا يسأل عنهم في دوائر الدول الاوربية وان تخلفوا عن الحضور لاشهر ولسنوات ,و في هذا مخالفة واضحة وصريحة لقوانين الاقامة واللجؤ في اوربا..بمعنى اخر ان غض الطرف عن الذاهبين للقتال في سوريا وعن الاطراف الداعمة لوجستيا لهم..هدف معلن ومعروف لجميع الجهات السياسية الفاعلة ولكل وسائل الاعلام ..وما السكوت عن الامر إلا لامر مريب أخر  ..يدخل في سياسة الغاية تبرر الوسيلة..ولكن كيف تتعامل تلك الدول مع العائدين من القتال في سوريا...؟؟؟                                                           
 جميع من يتعاطى السياسة والاعلام في اوربا الغربية وحلفائها من دول الديمقراطية ,يعلم علم اليقين بعودة خلايا وافراد كثيرين الى دولهم في الاتحاد الاوربي بعد انقضاء مهماتهم المسلحة في سوريا او {{ لمهات جديدة }} انيطت بهم , ولايعقل ان يعودوا الى بلدانهم دون ان يكونوا قد دخلوا في مختبرات الايدلوجية الاسلامية الراديكالية ..المتشددة ..وقد نالوا نصيبا وافرا من عمليات غسيل الدماغ التي اخذوا جرعات منها قبل السفر الى سوريا واستكملوا العلاج في سوريا..وبعد ذلك فقد تدربوا على حمل السلاح بشكل جيد جدا ,واعتادوا منظر الموت اليومي فضلا عن فضائع الذبح والسلخ وقطع الرؤوس...وبكل تأكيد تنظموا تحت أمرة أمير معين وعلى شكل خلايا ..وعادوا الى بلدانهم في اوربا وهم بهذا التشكيل الجديد من الخلايا النائمة ولامناص من ذلك ولاخلاف في الامر ...فلايعقل ان يعودوا ليبنوا مدنا جديدة بقيم مدنية وديمقراطية..ولاينتظر منهم ان يقدموا باقات الورد للاخرين ..                                                                                              
كيف تعاملت الحكومات الاوربية ووسائل الاعلام مع المسلحين العائدين من سوريا ؟؟؟حيث يتم استغفال الرأي العام الاوربي سرا وعلانية..فلا احد يرغب بالحديث عن خطر هؤلاء ولا احد يرغب بالحديث عن طرق ذهابهم وايابهم...ولم تقف وسائل الاعلام موقفا جديا في التقصي عن حقيقة أوضاع العائدين ؛ لكي لاتكتشف قضية المتواطئين مع الاحداث المسلحة الدامية في سوريا وفي أي باب من المصالح تصب ..وكيف تقزمت معها مصالح أمن الشعوب الاوربية نفسها.. وكل ما صدر عن تلك الدول الديمقراطية ومؤسساستها الاعلامية ,لايتعدى حديثا عن دراسة  كيفية دمج العائدين من سوريا في المجتمع الغربي من جديد ..من خلال الاتصال بذويهم أو الحديث مع المقربين منهم..مستغفلين بذلك الرأي العام في أوربا ولاسيما ان وسائل الاعلام الغربي تكاد تكون موجهة في قناة واحدة مع اختلاف ألوانها وأطيافها...والجمع المسؤول في اوربا بجناحيه اليسار واليمين ,يعلم حق العلم بعودتهم على شكل  خلايا سرطانية نائمة... ستدفع الشعوب والانسانية ثمن المصالح الاقليمية الضيقة لمرتزقة السياسة وعرافيها ولو بعد حين..وسيتحدث الناس هناك عن الذي جرى بأقتضاب وخجل..ما دامت الامور متعلقة برضى او عدم رضى , تلك القوى العظمى عن الذباحين في سوريا وقصفهم بالطائرات المسيرة في اليمن ..وتحرير الناس من شرهم في افغانستان..والسكوت عنهم في قطر ...وامثالها.
  جمال حسين مسلم

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                  

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن