الخميس، 29 يناير 2015

بَيتٌ وخمسون باباً



 كم هي جميلة ومؤثرة المسرحية العراقية الشهيرة { بيت وخمس بيبان } ,وعلى الرغم من تربص النظام السابق بالفن والفنانين أسوة بتربصه بكل فئات الشعب العراقي , إلا انّ تلك المسرحية لاقت رواجا كبيرا ,وفلتت من أيدي النظام السابق كما فلتت منه مسرحيات كثيرة ومهمة ,وفي مقدمتها الذي ظل في هذيانه يقضا  ,ترنمية الكرسي الهزاز ....وما إلى ذلك من أعمال كبيرة ومؤثرة في تاريخنا الأبداعي والفكري...فكانت الفرصة ذهبية أنْ (اسطو) على عنوان المسرحية واقتبسه لهذه السطور المتواضعة .                   
هكذا يبدو المشهد السياسي والاجتماعي والعسكري في بعض المحافظات الغربية في العراق ...بيت وخمسون بابا... فهي تعيش حالة شديدة من الانقسام والشرذم الداخلي , ولا يمكن لأي جهة مسؤولة في العراق أو خارج العراق أنْ تحاور أو تساعد في تقديم الحلول المناسبة للوضع المتأزم هناك , ولاسيما بعد سقوط تلك المدن بيد الغزاة من ابناء الفواحش ... فلارجل دين يتصدى للقضية ؛لأنه سيظهر بعد سويعات رجل دين أخر من نفس  محافظته ومذهبه وربما عشيرته , يسفه اراء من سبقه ويقلل من شأنها ,ولا وجيه عشائري يدلو بدلوه حتى يظهر أخر ينكر عليه  مركزه الأجتماعي وفي كثير من الأحيان يحط من مركزه الاجتماعي وقدره,ولا سياسي يتحدث في أمر معين يخصهم , فينبري له سياسي أخر من ابناء عمومته ؛ لكي يهاجمه بشدة وينقض رأيه ,وعشرات يشاركون في مؤتمر معين وينهض عشرات أخرين لينقضوا عليهم بنفس الليلة ...وهكذا شأن  من في الداخل منهم ومن في الخارج أيضا ..وهنا  تكمن صعوبة إيجاد الحلول والمساعدة في ترتيب  البيت الداخلي لهم ..وكنتاج طبيعي لهذه الأوصاف الواقعية لهذا الداء , دفع الناس الأبرياء هناك الثمن غاليا جدا جدا ,الأمثلة على ذلك لاتعد ولاتحصى ,بدءا من مجزرة شهداء عشيرة البو نمر الاكارم وليس أخرها العوائل النازحة والمهجرة ,وهذا التشتت على مايبدو سيطول أجله ... أذ لاحل في الأفق لترتيب الوضع الداخلي لهذا البيت                    
 البرلمان العراقي ابن الشعب المنتخب ؟؟ ليمثل العراق بكل طوائفه وألوانه... وهنا استجدي أخوتي في البرلمان العراقي وأخص بالذكر منهم الممثلين عن المحافظات التي هي ,في وصف شاعر النثر....المحافظات التي.. { للاحتلال مقاومات # وبالصحوات عاملات # وبالدوائر مهمشات # وبساحات العز والكرامة معتصمات # وللدواعش مستقبلات # وللصفويين كارهات # وعلى يد الدواعش مذبوحات # وعوائلهن مهجرات ونازحات # وإلى أمريكا ذاهبات # شيوخ وشيخات # مفتين  ومفتيات # ومقاولين بالقضية ومقاولات # وبرلمانيون  وبرلمانيات # وصادقون وصادقت  # وخالدون بالشهادة وخالدات }                 خليط حقيقي من الحيرة ,يذهل المشاهد ويعقد المشهد ,ويتجه نحو نهاية غير واضحة المعالم . أثر في وضع العراق ككل ولاسيما والوضع الخاص بتلك المناطق , حيث مازال العراق يدفع دم ابنائه وأمواله في سوح ما كان لها أنْ تكون بهذا الشأن لولا التقديس للأجندات الخارجية المفروضة عليها..                                  
ادعوهم إلى الترجل  من حصان طروادة المكشوف أمره سلفا والبحث مع أهاليهم في  مسألة تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية ؛ لكي لاتستمر المأساة الحقيقية التي يعيشها الأبرياء هناك ويعتاش عليها كثير من تجار السياسة الفندقية في عمان ودمشق واسطنبول والدوحة ,وأنْ يوحدوا صفوفهم وأهدافهم لكي يسمحوا للمقابل بفهم حقيقة المطالب وسقفها والتخلص من الحيرة التي تشوب على وجه المسؤول  عن هذا الملف ...                      
وهذ ه السطور المتواضعة جاءت بعد صبر طويل على الاحداث هناك والتي تخبطت في قراءة المشهد السياسي بين ناكر للاحتلال وزائر له وبين مشتغل  مع الحكومة ومعارض لها وبين وبين... فهي دعوة لتوحيد الراي والصف والقضاء على هذا التشتت الذي يشوبه كثير من الشك في مختلف التوجهات ..ومن أجل الوقوف بشرف مع العوائل النازحة والتي تعاني الأمرين ,بعد أنْ فقدت الامل بالعيش الكريم وطالت معاناتها..        
     جمال حسين مسلم


هناك تعليق واحد:










  1. جبار الساعدي



    كلام في الصميم ،،،دمت صوتاً مدوين في الحق شكراً يا رائع



    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن