الثلاثاء، 31 مارس 2015

رئيس شرعي , غير شرعي

              
هكذا ودون مقدمات تذكر انتجت لنا دول مجلس تعاون الخليج العربي ؟؟؟ في ليلة وضحاها مجموعة من المهرجين اطلق عليهم تسمية محلل سياسي وكاتب وباحث واعلامي  !!! غزوا الفضائيات الخليجية المحلية , بتحليلاتهم السياسية المضحكة والهزيلة في  الوقت نفسه ,عذرا ليس كلماتي تجريحا لمجموعة الشعوب العربية التي تقطن الخليج العربي أو استخفافا بمكانتهم الانسانية , فلابد ان تحتوي هذه الارض على أديب أو شاعر أو مثقف أو مخلص لوطنه  , ولكن الذي  ظهر علينا بعيد ساعات من ما تسمى عاصفة الحزم , التحالف العسكري العربي الاسرائيلي برعاية امريكية لضرب مجموعة انصارالله اليمنية  الفارسية الصفوية ؟؟؟؟المتحالفة مع قوات علي عبد اللح صالح العربية السنية اللاصفوية واللافارسية ؟؟؟؟ حتى تعود إلى طاعة ولي الأمر ... ظهر علينا ونتيجة هذا الظرف مجموعة من الملتحفين بالاعلام الخليجي ليدافعوا عن  ظلم بين ضد حق بين , واطلقوا على نفسهم تسمية محلل سياسي أو كاتب أو اعلامي وما إلى ذلك  ..                               .             
 وقد  وقعوا في مأزق كبير حين تناقشوا مع مجموعة اعلامية عربية اخرى تتمتع برصانة كبيرة وبرصيد صحفي كبير ,فقد افتقدوا إلى اللغة العربية الرصينه وإلى اختيار المفردات , فلم يجدوا سوى مجموعة هزيلة من لألفاظ تدل على ضحالة المتحدث وطائفيته  من مثل { الفرس ,المجوس ,الشيعه } وغاية الألفاظ هذه  تجريح المقابل وسبه وشتمه وهذا هو جزء من ثقافتهم الحياتية  اليومية المبنية على الغطرسة واحتقار الشعوب العربية المجاورة لهم والنظر للاخرين بنظرة دونية...,وماندري أين التحليل السياسي في ذلك .. وفي أحسن الاحوال  وقد اخذتني عليهم الشفقة حين سمتعهم يتشدقون بمجموعة من المصلحات لايعرفون ما تعني ومتى نشأت وكيف تستعمل ,فقد تكرر مصطلح الرئيس الشرعي والدفاع عن الشرعية...كما يراد من الحديث الدفاع عن الرئيس اليمني المقيم في الرياض حاليا السيد هادي عبد ربه منصور..بمناسبة الحدث العسكري الجاري الآن..                  فقد تقرر مسبقا  في الاجتماع المغلق بين السعودية ومصر وتركيا خلال زيارة السيد الوالي العثماني الجديد اوردغان إلى الرياض ,  ألعاء ملف احتلال السعودية الى قطر بمساعدة مصرية  والتوجه لنصرة الاخوان المتاسلمين من جديد دعما لجهود الكيان الصهيوني في ضرب الحركات التحررية في المنطقة وتفكيكيها بسواعد عربية مخلصة له ...فقادت السعودية حربا عربية ضد اليمن العربي الشقيق تحت غطاء منع  تمدد النفوذ الايراني ؟؟؟ والسفن الايرانيه تسرح وتمرح بالخليج العربي طول وعرضا ولا معترض على ذلك بل لايجرؤ احدهم النظر إليها أوالتقرب منها وكأن عاصفة الحزم هذه لم تسمع بالجزر العربية الثلاث من قبل ...وقد منحت تركيا حق ضم  أدلب وحلب فضلا عن  اراضي الدواعش ...فيما  انيط لمصر دورا ثانويا يليق بقيادتها السياسية ولا يليق بمصر العربية شعبا...فقد تحالفت مع قطر التي اهانت خارجية مصر قبل اسابيع في مجلس الامن علانية وانضم إليها في توجيه الإهانة مجلس التعاون فيما بعد...وقادة مصر من العسكر يتجهون للتحالف مع قطر وغيرها تاركين خلف ظهورهم أقوى دولة عربية  , وهي جمهورية الجزائر ..وهذا أمر عجيب غريب..ومتجاهلين الوضع الليبي الخطير مادامت قطر غير راغبة بالحديث عنه                                                                                             
تشدق المحللون الخلايجة بمصطلح رئيس شرعي ونصف شرعي وربع شرعي وغير شرعي ,مصطلحات موصوفة  بحسب  حزمة الدولارات المهداة على طاولة النقاش , فهم  يرون بان العقيد معمر القذافي رئيسا  غير شرعي وتعاونوا على البر والتقوى مع فرنسا وايطاليا وامريكا بضربه وقتله شخصيا ؟؟؟  وبشار الاسد { علتهم الحقيقه } غير شرعي لانه شعبه ثار عليه بوساطة فندقية تركيه قطرية داعشية ؟؟؟ وهادي عبد ربه الرئيس الهارب شرعي على الرغم من مطاردة شعبه لها وهروبه ؟؟؟ وعبد الفتاح السيسي شرعي رغم انقلابه العسكري على المخلوع محمد مرسي المنتخب أصلا ؟؟؟ والسعودية وقطر والمغرب ومن لف لفهم من الممالك والامراء شرعيون على الرغم من عدم وجود اي انتخابات في بلدانهم منذ أكثر من مائة عام  , اقترح على الاخوة الخلايجة المحللين السياسين ؟؟؟ ان يتابعوا روسيا اليوم ليتعلموا التحليل العسكري والسياسي وان غلبت عليهم مشقة الطريق ؛ فليذهبوا الى بيروت وليتعملوا من بعض اللبنانين الاعلاميين  حسن الحديث ؟؟؟   

جمال حسين مسلم

الخميس، 26 مارس 2015

مقاتلات سعودية تهاجم اسرائيل

             
 جمال حسين مسلم                                                                                                                                              
يبدو انّ المملكة العربية السعودية تقودُ  حلفاَ اسلاميا  وعربيا موسعا  , شن  منذ ليلة أمس هجمات عسكرية جوية  جسورة على مجموعة أهداف عسكرية  منتخبة داخل اسرائيل أي الكيان الصهيوني المحتل لارضنا العربية ؛  دعما للشرعية الدولية وصونا للعرض  والشرف والدين...وانضمت لهذه الضربات الموجعة على اسرائيل مجموعة من الدول العربية والاسلامية والتي فرحت كثيرا بتوافر مثل هذه الفرصة التاريخية الكبرى والحلم المنشود في الشهادة على أرض  فلسطين واعادة الكرامة المسلوبة لاهلنا هناك ؛ فسارعت مصر وتركيا وباكستان والمغرب و الاردن ... بالانضمام إلى مجموعة دول الخليج العربي ؛ لتخليص الشعب الفلسطيني من هذا الحيف والقهر التالريخي الذي لحق به من أكثر من نصف قرن من الزمان...                                        هكذا كنت أُمني النفس حين رأيت  الهستريا العربية الخليجية تتصاعد في قذف حمم براكينها من الجو على الشعب العربي اليمني الاصيل و الفقير والعزيز والشجاع والنبيل في آن واحد , لا أحد يمتلك المبررات الحقيقية لهذا العدوان سوى الدعوى  بالشرعية  واستجابة  لنداء  عبد ربه منصور ,الرئيس الهارب من محافظة إلى أخرى , ولاندري لم يعتبر نفسه رئيسا ومن هم الذين يسوسهم في رئاسته هذه , موقف سعودي كويتي (!!!) قطري اماراتي  متعجرف ومتغطرس , كاد ان يفقد صوابه حين رأى هزيمة داعش النكراء في العراق على يد ابناء الحشد الشعبي الكرام وحين اقتربت ساعة نهاية المفاوضات الامريكية- الايرانية...فكانت حلقة اليمن هي الاضعف في استعراض العضلات , كما يتوهمون في مخيلتهم العسكرية , وكان العدوان الغاشم  , الذي انطلق من مؤتمر عقده السفير السعودي  { الجبير } في الولايات المتحدة الامريكية , وهذا أمر عجيب غريب ,حيث يعلن سفير دولة ما الحرب والعدوان على دولة عربية مسلمة مجاورة , ولايعلنها الملك أو وزير الدفاع أو  وزير الخارجية  لتلك الدولة , والتي ما فتأت تسخر من عقول الناس بمسألة التمدد والنفوذ الايراني داخل اليمن من خلال  انصار الله او جماعة السيد عبد الملك الحوثي , الجماعة المضطهدة على مر التاريخ والتي آن الاوان لها ان ترفع رأسها  بعلو قامات الجبال اليمنية...                                                                     
 يشكون من النفوذ الايراني في المنطقة ونشر فكر التشيع ؟؟؟ وكأنّ السعودية وقطر ومن لف لفهما لم تتدخل  من قبل بشكل مباشر وسافر وكبير في سوريا والعراق وليبيا  وتونس ....ومنذ الساعات الاولى للعدوان اتضحت النوايا واتضح المأزق من أهداف العدوان وكيفية تحقيقها ,غير ان تلك الدول نسيت بأنها في عدوانها السافر هذا قد اكتسبت عداء ابنائها من المذهب الشيعي  ؛ فعلى البحرين والامارات والكويت وتركيا وباكستان ان لاتنسى هذا في يوم من الأيام ...فهي التي صبغت العدوان بالصبغة الطائفية , فاذا كان حزب الله شيعيا وليس لبنانيا وانصار الله زيديا وليس يمنيا  فلم لاتكون داعش سنية ...
اما عن الدول المهرولة خلف العظم الذي ترميه لهم  السعودية  , عليها  انْ تتذكر  جيدا   { ان من يهن يسهل الهوان عليه } وما أحداث استقبال الرئيس المصري في وفاة الملك عبد الله ببعيدة حيث تلقى الاهانة الكاملة والأمر نفسه تكرر في زيارته للسعودية ابان زيارة الوالي العثماني السلطان اوردغان الأخيرة , وماموقف السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينة  بموقف حكيم ,فهو موقف غاية في الغرابة يشبه موقف السودان ؟؟؟  الحكومتان  من الحكومات التي علفت عليهم   إيران وعلى شعبيهما لسنوات طويلة جدا جدا ...


اراهنُ على ان ساعات العدوان السافر ستنتهي دون أي نتيجة تذكر أو هدف يتحقق وسوف تتحار السعودية بنفسها ان استمرت على هذا النهج ؛ فهي ليست أهلا له وانْ تخلت عنه فتكون من دواعي السخرية أمام شعبها... ولكن المؤكد بأن المستقبل يبشر  بولادة قوة عسكرية هائلة في اليمن تشبه  حزب الله  اللبناني وابناء الحشد الشعبي في العراق , وما الهجامات الجوية للسعودية والمتحالفين معها إلا كرماد نثر في يوم ريح عاصف    والله على كل شيء قدير...                                                                                          

السبت، 21 مارس 2015

من أَجَّلَ الحسم في تكريت


 
 
        
قُبيل أيام من تاريخ هذه الكلمات ,كانت معنويات الشعب العراقي مرتفعة بعلو هامات الرجال الفرسان النبلاء ,من الذين سطروا  أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن الوطن  والدين والعرض والمال والشرف...سطر الرجال ملاحمهم البطولية حين استجابوا لنداء  المرجعية الكريمة في مدينة النجف الأشرف ؛ بعد ان تهاوت مقرات الفساد في فرق الجيش العراقي { مع الأسف الشديد } في غضون ساعات أمام حفنة من المرتزقة وصارت المساحات الشاسعة في ليلةٍ وضحاها بيد الغزاة ,ولا أحد يحاسب أحدا  من المسؤولين عن الموضوع وكأنه ملف يضاف إلى ملفات الفساد المالي بيد لجان التحقيق الوهمية والتي سئمنا منها ...                       


تسابق الرجال إلى مراكز تسجيل المتطوعين للقتال ضد الغزاة الجدد ومن يقف خلفهم , فكانت الجموع تزحف إلى سوح القتال كالموج الهادر, وبعد انتكاسة حقيقية في مجزرة سبايكر السوداء وماتلاها في الصقلاوية... كاد الأنسان العراقي أنْ يخذل في عقر داره لولا مجاميع الرجال والتي اضاءت صفحات التاريخ بدمائها الزكية الطاهرة المطهرة ,فكان الحشد الشعبي  مع فصائله الأسلامية المتعددة وابناء العشائر العربية الاصيلة ...هم من يدون التاريخ الجديد ,وكان صفحات الأنتصار في ديالى و آمرلي و جرف الصخر والضلوعية وصلاح الدين..وعاد الغزاة إلى  حضائرهم مندحرين بعون الله  ..                                                .                                                             

وما الأنتصارات الأخيرة في محافظة صلاح الدين ببعيدة عن المراقب للوضع العراقي والمشهد العالمي ,فقد اندهش العالم من الضربات الموجعة والتي تهاوت معها صروح العدو الغاشم فكانت  معركة قضاء الدور ومعركة مدينة العلم ومن ثم تحركت القطعات باتجاه تكريت وكانت الساعات تشهد على تقدم الجيش والمتوطعين بصورة مذهلة وأفاق العالم على الأخبار الجديدة والتي تؤكد أكذوبة العدو الذي لايقهر والذي يمتلك مقومات الانتصار والمدعوم من عشرات الدول المجاورة وغيرها...انهارت تلك الأسطورة بسرعة فائقه جدا وصار النصر قاب قوسين أو أدنى  مع الأصرار العراقي المذهل على عدم إشراك قوات التحالف الدولي في المعركة , واذا كان هناك من يعيب الاستعانه بدولة من دول الجوار ؛ فليعيب على نفسه الاستعانه بحثالى الكون ومرتزقة دول الخليج العربي  ومن خلفهم الدول الغربية ؛ من أجل ذبح ابناء العراق وما مجزرة البونمر والبوعبيد في الانبار ببعيدة عن مشهد الاحداث...                                                                    

في مثل هذه الأجواء الأيجابية والمعنويات العالية , توقفت عجلة الحرب في تكريت  بصورة مفاجئة إلى أشعار أخر ...!!!! رافق صمت البنادق في سوح المعارك مجموعة من الأمور ,التي كانت تدور في خضم الحدث ,وكان في مقدمتها الضربة العسكرية الجوية الأمريكية الموجهة لقطعات الجيش العراقي في الانبار وفي كركوك وذهب ضحيتها العشرات من ابناء القوات المسلحة العراقية ...مع صمت مطبق من الحكومة العراقية والتي خذلتنا في أكثر من موقف يشبه هذا  , تسابق الساسة العراقيون على التقاط الصور التذكارية مع فصائل المقاومة العراقية في جبهات القتال بعد عديد الانتصارت ولكنهم لم يتحدثوا بحرف واحد عن تلك الضربات الامريكية ؟؟؟ مع علمهم الواضح باستياء وكراهية الشعب العراقي من زيارتهم لابنائنا في القتال..  ومن بعد ذلك سمعنا  عدة تصريحات من مسؤولين مسعورين من عرب واتراك تهاجم ابناء الحشد الشعبي والعشائر المنضمة إليه وتعطي صفة المذهبية للموضوع وكأنهم لايعلمون من الذي أدخل علينا المذهبية...جاء بعدها تحرك  ديمبسي القائد العسكري الامريكي , وقد حضر مهرولا إلى العراق ولا ندري ما يخفي في جعبته الرجل الذي اخبرنا ,  بان داعش تحتاج إلى استراتيجة الصبر ؟؟؟؟؟ الأمر المضحك  والذي يمثل سياسة غربية واضحة المعالم في المنطقة , فهي من  تديم عجلة الحرب والخراب في المنطقة برمتها وهي تمارس سياسة المومس دون انْ تستحي من أحدٍ أو تخجل...                                                                          

من الداخل كانت تحرك بعض الفصائل المقاومة والتي كانت مجمدة ؟؟؟؟ امرا مثيرا للجدل في توقيته ولاسيما أنْ الجميع  يعلم بعلاقتها المتوترة مع فصائل مقاتلة حقيقية  أخرى تمثل رأس  وكذلك ابتعاد السيد وزير الدفاع شخصيا عن ساحات القتال في صلاح الدين ,  موضوع يثير الجدل ويثر الشك...؟؟؟  ولربما نفد عتاد الجيش وهو أمر مستبعد مع فتح بعض الدول مخازنها العسكرية للعراق من أجل صد عدو مشترك لهما...وربما التفخيخ والقناصة المنتشرين على البنايات؟؟؟ وربما العوائل المدنية المحاصرة في المدينة.؟؟؟..و صمت قادة بعض الفصائل الاسلامية المقاومة عن التصريح في هذا الموضوع ؟؟؟ ..أمرٌ بدأ الهمس فيه يشغل بال العراقيين وأرجو أن ْ اشهد معارك الشرف من جديد تزف إلينا أخبار ما تبقى من أرض المعركة , فقد كانت الهمة عالية جدا ,فمن ذا أراد انْ يحبسها لا أدري ...                                                                 

جمال حسين مسلم

الثلاثاء، 17 مارس 2015

الحشد الشعبي أم الجيش الشعبي



 كلمات  قليلة تسطر وصف تجربتين شهدت عليهما في دار الفناء هذه , أولهما تجربة الجيش الشعبي ,وهي مليشيات مسلحة ,  كانت تمثل واحدة من الخطوط الأمنية التي شكلها النظام العفلقي السابق لحماية نفسه  وتدمير الأخرين في الوقت نفسه ... وهي عدة خطوط مرتبطة جميعا بشخص واحد لاغير.. ولكنها لاتتقاطع مع بعضها ولا تعرف بعضها , جزء من  مخططات الرعب التي  عاشها الشعب العراقي في معتقله الاظلم من 1963-2003 , وكان من المقرر لما سُميه بالجيش الشعبي انْ يؤدي مجموعة مهام داخلية في العراق ويتحرك في كثير من الأحيان لمساندة القطعات العسكرية المقاتلة في الحرب العراقية - الايرا نية... والحقيقة ان فكرة الجيش الشعبي تقوم على أسر  عدد من المدنين العراقيين  للمشاركة في الأعمال العسكرية آنذاك , ايمانا منهم بالدفاع عن الحزب وافكاره وقيادته...هذا ما يسطر من الكذب والبهتان  في الجرائد والكتب الحزبية والندوات ...والحقيقة الكاملة والتي يعرفها القاصي والداني وفرعون واتباعه كلهم اجمعين , والتي لاشك فيها ,ان جموع الناس الذاهبة في صفوف الجيش الشعبي ,كانت تؤخذ بالقوة والقهر وتحت التهديد , مماحدى بكثير من النالس إلى الهروب بحثا عن ملاذ امن إلى حين انتهاء مرحلة الانذار في الشارع وذهاب الناس الى ساحات  التدريب العسكري ,و في كثير من الاحيان كان المسؤولون في الدولة  يتحينون الفرص ببعض العوائل لكي يرسلوا الرجال كمتطوعين في الجيش الشعبي, ويستفردون بعوائلهم لتحقيق كثير من الاغراض الدنيئة اللااخلاقية , من الجانب الأخر كانت قطعات الجيش الشعبي في المعركة تمثل اجبن القطعات العسكرية وتمثل نقاط الضعف العسكرية الكاملة في الجبهة ,وفي كثير من المواقع  كانت تقع في الأسر مثل الخرفان  , ولكنهم حين يعودون إلى شوارع بغداد , ينتحلون حلة جديدة  تقوم على الاستهتار واعتقال ومراقبة الناس , وكأنهم اسود على  المواطن العادي ... تجربة  عسكرية فاشلة بمعنى الكلمة ... مقوماتها القهر والاسبتداد والغطرسة  ؛ ذهب ضحيتها كثير من ابناء الشعب العراقي ولاسيما ممن يجبرون على هذه التجربة المريرة من أصحاب الامراض المزمنة وكبار السن وفي بعض الأحيان فاقدي العقل أيضا كبديل عددي جاهز ..                                 
أما اليوم فالتاريخ يسجل بحروف من نور وذهب  لمجاميع الحشد الشعبي من كل طوائف العراق , ولاسيما من ابناء الجنوب وبعض القبائل العربية  في غرب العراق وشماله واخوتنا المسيحين على قلتهم ...هؤلاء الرجال الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة للدفاع عن العراق وأرضه وشعبه وتاريخه والوقوف في وجه  أقسى موجة سوداء دموية ,حين ألقى الله كلمته على صدر سماحة الامام الاعظم والازهر السيد علي السيستاني .. تصدوا بكل بسالة  لمجاميع  تنتهج القتل والذبح وسفك الدماء وزهق الأرواح الطاهرة المطهرة ,اندفع هؤلاء الشجعان الى سوح القتل دون مطاردة أو اكراه  حزبي ..وفي غضون أيام وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من مليون متطوع  لم تكفهم ساحات التدريب العسكري ..يقاتلون الأوغاد وما قتالهم الا  للدفاع عن الحق وأهله واعلاء راية  الله اكبر الحقيقية ....وها هي الأيام والأشهر  تمر كمر السحاب ,وتتوالى علينا  أخبار الانتصارات من سوح القتال , تسخر من  مجالس الخبراء الغرب  وتقض مضاجع العسكري الغربي  , وصارت دلالات النصر الحسية والمادية تشع نورا في قلوب الناس ؛ حتى تسابقوا  للشهادة وتنافسوا عليها ؛ وولى عدوهم مدحورا ومهزوما ,ذليلا ,في آمرلي والضلوعية وجرف الصخر وتكريت وبيجي والعلم... فها هو الفرق بين التجربتين لا يحتاج إلى دليل أو برهان ولكننا بحاجة إلى التوثيق ؛ لكي لاننسى ولا تنسى الأجيال من بعدنا .                                                                               جمال حسين مسلم

الأحد، 15 مارس 2015

نزّلْ الجامة , صعّدْ الجامة

              
الجامة مفردة عراقية عامية وهي بديلة لكلمة زجاج الفصيحة , هذا لأخوتي العرب في حال خطر ببالهم التقرب من هذه السطور المتواضعة ,أما مربط الفرس ,فحديثنا مع صديقي الموصلي القديم والذي كان فرحا بخروج الجيش العراقي من الموصل في تاريخ 12 / حزيران / 2014م ,وحين سألته عن مصدر فرحه , قال مبتهجا ,انتهينا من مشكلة السيطرات , فتوجهت إليه بالسؤال عن مشكلة السيطرات العسكرية ,فاجابني { دوخونا ,صعد الجامة ونزل الجامة } طبعا هو يقصد حالة التفتيش العسكري في الشارع العام حيث يضطر سائق السيارة إلى انزال زجاج شباك باب السيارة  ورفعها مرة ثانية حين ينتهي من التفتيش العسكري ,في ظل هذه الأجواء الأمنية الخطيرة في العراق ,حيث يقف ابناؤنا من الشرطة والجيش منتشرين في شوارع بغداد العاصمة والعراق جميعا ,يشكلون سيطرات عسكرية ,تفتش عن مطلوبين للعدالة وتثبت الأمن وتمسك بالآرض ,وهذه المجاميع العسكرية تعمل  تحت درجة حرارة تتراوح بين 40 إلى 50 مئوية في صيف عراقي ملتهب يمتد لأشهر طويلة ,,,  وكثيرا ما يتعرضون أولئك الجنود إلى معارك مسلحة بخوضونها ضد مهاجمين ملثمين ينتمون لحركات واتجاهات مختلفة ,أو يتعرضون لانفجارات حادثة عن سيارات مفخخة تتطاير معها الأشلاء في كل مكان , أما في الليل فهم عرضة لسلاح القنص القادم من البيوت المجاورة ؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يمهد لعملية قنص الجنود المرابطين في الشارع بصورة سهلة جدا ...                                                                  
هذا هي الظروف التي يعيشونها ابناء وطني وأكثر منذ ذلك بكثير ,اذا ما أردت ان اتدخل في تفاصيل حياتهم الشخصية والاجتماعية القاهرة...وبالتالي فهم يستحقون منا كل التعاون والاحترام والتقدير , إلا ان صديقي المفترض ...متذمر من قضية الوقوف في السيطرات العسكرية وقضية نزل الجامة وصعد الجامة ..لانه يؤثر قليلا على تكييف السيارة الداخلي وإنْ امتد لدقيقتين ...بعد ان قضى اربعين عاما  في خدمة الحكومة السابقة يطارد  سيارة التاتا الهندية دون  ملل أو كلل, اصبح اليوم يركب سيارة حديثة فيها  تبريد.....هكذا كان شعوره فرحا بدخول الدواعش على محافظة الموصل وان كان قد اسماهم في مكان أخر بالثوار والمقاومة ..!!!                                               
دخل  ثوار صديقنا المفترض إلى الموصل أم الربيعين ؛ فخرج منها الشبك والأزيدين والتركمان والشيعة والأكراد والمسيحين وبعض أهل الموصل ....وما أدراك ما الطامة الكبرى التي لحقت باخوتنا وقرة عينيا الازيدين والمسيحين في الموصل من أحداث تؤرخ لفترة مظلمة ووحشية يندى لها الجبين وتخجل منها  الأنسانية جمعاء... مع قرار منع السكائر وبعدها فرض الزي القندهاري على الناس وألغاء  كليات باقسامها الكاملة من مثل الفنون الجميلة والقانون واللغة الانكليزية , واعتداء الاوباش على مكتبة الموصل المركزية وتطاولوا على قبر النبي يونس عليه السلام وهدم ونهب كنائس تاريخية كثيرة وتجريف و تدمير أنفس الأ ثار في العالم كله , علانية امام أعين القاصي والداني , وانتشرت الروسيه العضاضه في الطرقات لتؤدب نساء الموصل بالعض ..؟؟؟ وتم اعدام كثير من الاطباء والعسكريين السابقين ومن افراد الداخلية ..وهربت الآثار إلى كل ارجاء العالم  , والآن يمهدون لختان النساء الموصليات { بالعافية } فيما بقيت الدولة الصفوية الرافضية ؟؟؟ تدفع مرتبات الناس هناك حتى اللحظة هذه ....وما إلى ذلك من عشرات الامثلة اليومية ,فضلا عن حالة الرعب اليومي من الغرباء الشيشان والعرب الجربان وما قضية نكاح الجهاد ببعيدة عن ناظري صديقنا المفترض ...           .                                                                                                   
حين استذكرت كل ذلك أمامه مقارنة بقضية نزل الجامة وصعد الجامة ,,, حدث  نفسه هامسا   { من يقول كلامك صحيح } ,  لم أكن اعرف في يوم من الأيام ماذا تعني انْ تخبأ النعامة رأسها في التراب ... اليوم فقط عرفت السبب وما ينتج عنه...                       .                                                                                                  

جمال حسين مسلم

الثلاثاء، 10 مارس 2015

فوبيا هادي العامري

                         
هادي العامري فوبيا ,انتشر الذعر وسط كثير من المرضى , بسبب ظاهرة الحاج هادي العامري ,والحقيقة ان هذه الظاهرة غريبة عن المجتمع العراقي ما بعد 2003م وربما قبله أيضا, واعني بذلك مجتمع السلطة الحاكمة في المنطقة السوداء و ما حولها...فقد اتقن الجميع هناك لعبة جر الحبل بين الاطراف واذا ما اشتدت التفجيرات في شوارع بغداد وسالت أودية من الدماء الطاهرة , حينها تشتد البيانات الكوميدية المضحكة , وبعدها تحال الامور برمتها إلى لجنة تحقيقية , وينتهي الأمر بها في مساومة رخيصة وهكذا تسير عجلة الحياة السياسية العراقية الحديثة بمختلف مشاربها وألوانها ومسمياتها.. فكانت النتيجة ان يصبح العراق بميزانية خاوية وخيراته منهوبة من قبل الغرباء والمجرمين وبعد ذلك كله  الأرواح الطاهرة التي سالتْ مع دجلة الخير...حصيلة سوداء لعشر سنين عجاف مرت على الشعب العراقي...وبعيد السقوط العسكري المدوي لمحافظة الموصل  ,كاد العراق ان ينهب ويسلب بأجمعه  , لولا كلمة القاها الله سبحانه وتعالى على صدر سماحة السيد السستاني الكريم ,فانبرى ابناء العراق الغيارى من كل طوائفه وعشائره للدفاع عن العرض والمال والوطن ...وكان لابد ان تنتج المرحلة رجالا يتحملون المسؤولية ويتصدون لهذا الوضع , فكانوا كالسيل الجارف في سوح القتال ,الله ورسوله أعلم بهم وبمكانتهم الزكية الطاهرة ,خرج من أنفسهم الحاج هادي العامري  , تاركا خلف ظهره المنطقة الخضراء بثوبها الأسود المعتم وما الى ذلك من ترف مفرط وعقود وهمية ومكاتب وحمايات وأرصدة لاحدود لها , مرتديا ثوب العزة والكرامة  يخوض المعارك بكل شرف مع ابنائه , من ملحمة آمرلي إلى جرف الصخر إلى الضلوعية الى صلاح الدين فضلا عن كامل  تراب محافظة ديالى...حاملا روحه بين يديه ,يستحق  كل الاحترام والتقدير وسيشهد التاريخ على ذلك رغم أنف الأقلام الصفراء..                     .                       
   فلماذا نشهد اليوم ظاهرة  هادي العامري فوبيا / لماذا  يدخل الرعب في نفوس الأخرين حين يذكر اسم الحاج هادي العامري ..لكي نقف عند تلك الظاهرة يجب ان نعرف  الأخرين ...الأخرون الذين يعتاشون على  عقود ومتاجر وأرصدة المنطقة الخضراء اولئك لاعتب عليهم ولا هم يحزنون ومن حقهم انْ يعشيو فوبيا هادي العامري؛ لان كشف زيف معنى الرجولة والقيادة اللامسؤولة في الوقت نسفه , الأخرون الذين يعشيون ظاهرة فوبيا الحاج العامري , من الذين كانوا ومازالوا  يتسكعون في العواصم العربية والاقليمية  , يستجدون الدولار عند أبواب المشايخ ... حالهم حال الهاتف  كلما عبئته بالرصيد المالي ... كلما تستطيع انْ تستعلمه دون عناء ..تجار قضية فاشلة لاحول لهم ولاقوة ..يعيشون الهلع من ذكر الحاج هادي العامري..الأخرون ممن احتضنوا الأرهاب فكان لهم الحاج وابناؤه بالمرصاد في سوح القتال ؛ فكشف التاريخ جبنهم وغدرهم و خستهم...الأخرون من ابناء جلدتنا  من المتمنطقين والمتفيقيهن ... يذكروني  بقول المتنبي / اذا ما خلا الجبان بأرض ..طلب الطعن وحده النزالا.....فوبيا متولدة من كسرة الخبز التي يعيش عليها هذا الرجل ...فوبيا متولدة من  رجولة الرجل في الذود عن حمى العراق كله.. فوبيا متولدة من ولادة اسم جديد في العراق مرتديا ثيابا طاهرة ناصعة اليبياض ..فوبيا من ظاهرة سوف تعريهم أمام التاريخ وأمام الشعب العراقي... تحية كبيرة وتقدير لهذه الفوبيا الجميلة والتي تسطر معان االشرف والكرامة بحروف من ذهب ....      

جمال حسين مسلم

السبت، 7 مارس 2015

حكايةُ استشهاد الجندي شعلان



حكاية  من الواقع                                                                                            
لم يكن في مخيلة  شعلان ز.ح . أنْ يعيشَ يومًا من الأيام  في قرية اسمها {أجروية } من قرى ابو صخير التابعة لمدينة النجف الأشرف في العراق , ولكن مغامرات السيد الجنرال وإحتلاله للكويت ,ساهما في إعادة هذه العائلة إلى أرض الأجداد في العراق بعد أنْ عاشت في الكويت  زمنًا طويلاً  وعانتْ هناك أيضا  كثيراً وكثيراَ من قضية تسمى البدون ... كبر شعلان وترعرع بين النهر والتربة ولم يكن يحب  السفر في حياته إلا انه كان يستمتع كثيرا عند الصباح الباكر بالنظر إلى القبة الذهبية لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب على الرغم من المسافة الفاصلة بين ابو صخير ومركز النجف.. وكان شعلان يحلم كثيرا بالزواج  بمن يعشق وإنْ كان صمته يحير محبوبته في كثير من الأحيان فهي لاتفهم عليه ,ما أن كان يعشقها أم لا...                                                             
كبر شعلان  وكبرت أحلامه معه ولكنه لم يكن بقادر أنْ يخطو أية خطوة  للأمام... فقد خاض العراق بأكمله مخاضًا عسيرًا بعد 2003م , رأى  شعلان القوات الامريكية والتحالف الدولي وهم يحررون العرق !!! وشهِدَ على المسلحين وهم يقاومون العسكر الغربي وشهد أيضا على مئات السيارات المفخخة وساعد على رفع  الأشلاء   التي تتناثر على الأرصفة وتعرف شعلان  على عشرات الجثث المرمية عند الصباح في أقرب  مزبلة من البيت ولم يتعرف على  عشرات اخرى بقيت مجهولة للجميع...  ولكن شعلان  كان الشاهد الأوّل على الجوع وهو يفتك بعائلته والبطر في آن واحد....فقد رأى بأم عينيه كيف يتبختر الأغنياء وكيف تنساب إلى سمعه أخبار السرقات الحكومية والصفقات الوهيمة وهروب المسؤولين ..وكان شاهدا على الجوع حين راى النخيل يتيبس من العطش والأرض تموت وحبيبته تغادر إلى زواج أخر دون انْ يستطيع انْ يعترض  بكلمة واحدة في هذا الموضوع....اختار شعلان  حلا وسطا للأمور ,حين قرر استلاف مبلغا من المال لكي يدفعه رشوة إلى بعضهم من أجل قبوله  جنديا في الجيش العراقي مثل مافعل اخوه بالضبط ...وهذه هي الحقيقه فقد دفع كل مايملك إضافه إلى ما استقرضه من الأخرين وأصبح جنديا  في الجيش عام 2010م   كان شعلان ملتزما بأداء الواجب العسكري الذي يكلف به وباداء الواجب العسكري الذي يكلف به زملاء له , وهذه من غرائب الأمور ؟؟؟ إلا انّ شعلان كان يشرح ذلك لنا ؛ بأنّ الجنود الفضائيين قادرون على دفع نصف مرتباتهم مقابل الهروب من الواجب ؛ ولان  شعلان لم يكن قادرا على هذا فقد كان يتحمل عدة واجبات في آن واحد ....و كانت السيكارة هي المحاور الوحيد لصمته وهي الأنيس الوحيد لليله الطويل جدا جدا... حلم كثيرا شعلان هذا بعودته لصعود النخلة مرة أخرى من أجل قطف التمر ولكن النخيل تيبس كثيرا ولم يثمر إلا ماندر ..فحلم أنْ يعمل في مزرعته  إلا  انّ جاره المناضل سابقا في ساحات أوربا الجميلة كان قد قطع الماء عن مزرعة شعلان وأهله لمرات عديدة ..وحلم ان يذهب مع ابنه للمدرسة صباحا  إلا ان المدرسة الهيكيلة مازالت لم تكتمل في القرية منذ 10 سنين ,,فظل يحلم كثيرا ولكن دون جدوى , فوثق أحلامه كلها  واستودعها صحراء النجف وبحرها الميت إلى أشعار أخر... وانشغل بالتخلص من لسعات شمس الظهيرة ودرجة الحرارة البالغه 50 في شوارع بغداد ...                 .                                                                          
تلقى شعلان واخوه نبأ تحرك الكتيبة العسكرية  نحو  الموصل بحزن كبيرمصدره الأخبار من هناك...و شعلان هذا لم يسافر في حياته كثيرا ولم يعرف في يوم ما ماهي الموصل...ولكنه كان متأكدا بان الطريق الى الموصل يتطلب أنْ تمر بمحطات كثيرة جدا فعليه ان يسافر من النجف إلى بغداد العاصمة مارا باللطيفية والمحمودية واليوسفية وجرف الصخر...وبعد بغداد العاصمة  عليه ان يمر بالدجيل و بلد وسامراء وتكريت وبيجي ثم الموصل...وفي الحصيلة كان يعرف ان هذه المدن تعج بالمسلحين الشرعيين وغير الشرعيين والموت هو خارطة الطريق المؤكده لكل من يسافر هلى هذا الطرق...إلا ان شعلان كان يردد  مع نفسه كثيرا  { لا احد يموت الا بيومه وكل واحد وساعته } وكانت هذه سلوته وحكمته,لذلك قبل الرحيل الى الموصل شمال العراق...ولم ينفذ الأمر العسكري نف الكتيبة مع ضابطين ؟؟؟                                                     
احب شعلان الموصل  حبا كثيرا ... كان منبهرا بجمال المدينة وتنوعها وسحرته روعة طبيعتها المعتدلة والخضرة التي ترسم المنظر على جرفي نهر دجلة ,فلأول مرة يقابل شعلان دجلة في حياته بهذا الشكل لانه تعود دائما السباحة في نهر الفرات في النجف الأشرف...كان يرى في الموصل مدينة رائعة واحب كثيرا التعرف إلى أهلها والسلام عليهم والحديث معهم ,,نعم كان يبادلونه التحية  حين  يشتري ويتبضع لكن لا أحد يجامله في غير هذا ,مثل بقية زملائه أيضا ,بل اكتشف بعض علامات عدم الرضا عنه في السيطرات العسكرية من قبل أغلب الأهالي ولكنه لم يكتشف السر في ذلك ولعله  اكتشف السر ولم يصدقه.....                                                       
هاهو شعلان  يتسلم واجبه العسكري في باب الطوب اثناء وجوده مع سيطرة للجيش العراقي في هذا المكان المزدحم بعض الشيء ..كان يوما ربيعيا بكل ما تعني الكلمة فهاهو النهار يتنصف في هذا اليوم ,وشهدت  الساعات الاولى للصباح ازدحاما شديدا  و انتشر  الباعة المتجولون وكذلك أطفال الأرصفه , وبضعة متسولات عربيات ومحليات !!! لا أحد يستطيع ان يركز اهتمامه على نقطة معينة في مثل هذه الأجواء المزدحمة كثيرا , شعلان توقفت كل أحاسيسه عند طفل مصلاوي كارثي الجمال وكان هذا الصبي في السنة العاشرة من العمر وهو يسير بجوار أمه قاصدا مكان ما , دُهِشَ شعلان كثيرا  بجمال هذا الطفل الذي اصبح يبتعد عدة مترات من مكان السيطرة , زخات  من الرصاص فجرت المكان وقد انهمرت من كل اتجاه على السيطرة العسكرية من قبل مسلحين  مجهولين ملثمين بالسواد.....كانوا يصرخون  الموت للروافض والكفرة...انتشر الجنود في مواضعهم بسرعة البرق واثناء الصيحات وانتشار الجنود , تتطاير الرصاص في كل مكان من الساحة والشارع ,الثواني القليلة لم تسعف شعلان بالتفكير في كيفية الرد على الهجوم , إلا انه  أسرع  نحو الطفل الجميل ورمى شعلان بكل جدسه فوق الطفل وكانه احتضن الحدباء والنبي يونس والغابات والسنة والشبك الازيدين والتركمان والاكراد وجامعة الموصل و الكنائس والثور الاشوري...........وكان يشعر بانه قادر على احتضانهم جميعا بيديه التي كانت تلوح عند الصبح بقوله السلام عليك يا أمير المومنين,,,كان ثمة شعور يراوده بان أمير المؤمنين يسمعه فعليا ويرد تحيته بأحسن منها ولكنه  لايعلم لم هذا الشعور واذا كان حقيقا فلم اختصه بالسلام من دون غيره...                                           
 بضعة دقائق كانت كفيلة بانسحاب المسلحين من الشارع والمعركة انتهت وضج المكان  بصفارات سيارات الاسعاف القادمة وكذلك بضعة سيارات  للجيش جاءت لتقديم الدعم والمساعده وتجمهر الجنود حول الضابط لتوزيع المهام من جديد ومعرفة الموقف و تجمهر عدد من المارة  إلا ان شعلان رفض الوقوف على رجليه وبقي محتضنا الطفل  تحت صدره وربما كان الطفل يختنق تحته أو ينام إلى الأبد....فهرول بضعة جنود مع أم الطفل لمساعدة شعلان  , نادوه  بالوقوف على رجليه , فلم يستجب ولم يسمع كلامهم ولن يستجيب لهم أبدا ,مما أثار فضول أم الطفل فاندفعت بقوة لتزيح شعلان عن ابنها الجميل الموصلي....فوجدت ان الرصاص قد مزق صدر شعلان  وظهره بأكثر من عشرين اطلاقة وقد فارق الحياة ووجدت ابنها يغفو بسلام و بكل دفء وحنين  على صدر شعلان   النجفي الذي عاد إلى قريته في ابو صخير ليسلم من جديد على أمير الؤمنين وسط ادمع الأهل وصريخ النساء وحسرات زوجته وأولاده. وأولاده الحلم الذي لم يتحقق.... هكذا  غادرنا شعلان زامل حربي في معركة لاتعنيه ....الا انه كان يعرف ان كل واحد يموت في يومه                                
جمال حسين مسلم

الثلاثاء، 3 مارس 2015

تحية

تحية للفضائية العراقيه 2 بمناسبة أغدا ألقاك   


    
الساعة الآن الثانية ليلا في توقيت بغداد من يوم 2/3/2014 , أول ساعات يوم الثلاثاء ,حيث يثبت جنودنا الابطال في ساحات المعارك في تكريت وسامراء والدور والعلم والبغدادي وعامرية الفلوجة , بوجه التنظيم الاسود الغادر المتوحش , حيث تدور المعارك الشرسة , وتسيل الدماء كالانهر وتزف جثامين الشهداء من المقاومين في الخط الاول من ابناء الحشد الشعبي والكتائب والعصائب ومجاميع اخرى  بطلة لايسعني ذكرها جميعا تتلاحم مع ابناء العشائر الشرفاء في العلم والدور وسامراء دفاعا عن الوطن وكما يقول الشيخ العلامة ,من يقاتل داعش فانه يجاهد في سبيل الله ...اللهم ثبتهم على طريق الحق واجعل النصر حليفهم ...وفي هذه الاثناء تصدح قناة العرقية {{2 }} بعد منتصف الليل مع السيدة ام كلثوم باغنية اغدا القاك ولا كثرمن ساعة ونصف ,فيالها من ضوروة وطنية تدل على شرف المهنة ويالها من قضية واعتقد ان الامر يذكرني بايام الجبهة العراقية الايرانية حيث كانت الجثث تملء نهر جاسم في الجنوب وكاوليات لطيف نصيف جاسم تردح في التلفزيون..حتى الصباح ..فهل يرضى ذلك من حسب نفسه مناضلا ومديرا عاما ..واين كان المسؤول العراقي في المنطقة الخضراء على مدار الاغنية ولا كثر من ساعة ونصف ...,وهو يعرف حق المعرفة ما يدور في تلك الساعة في جبهات القتال ...                                                        
  جمال حسين مسلم

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن