الأحد، 24 مايو 2015

لاتصالح ....للشاعر أمل دنقل

(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

الجمعة، 22 مايو 2015

..

 صورة وحكاية
هذا الطائرذو اللون الاسود يغرد بعشرات الالحان يوميا بالقرب من سكني في حديقة مجاورة كل فجر إلى  الساعات الاولى من الصباح...يشعرني بالارتياح الشديد والبهجة ولكني حتى اللحظة لا اعرف اسمه باللغة العربية...

الأحد، 17 مايو 2015

البهائمُ على دين ملوكهِا


لم تشغل الحرب على الشعب العربي اليمني بال كثير من متتبعي الأحداث في عالمنا العربي والغربي وأخص بالذكر منهم الاوربيين , ممن يشتغلون في السياسة والأعلام والمنظمات الانسانية على حد سواء ؛ وهذا أمر منطقي مع توافر السيولة الكاملة من الدولارات الخليجية في مختلف بنوك العالم , وهي قابلة للتحويل في جيوب الأخرين بكل يسر وسهولة مادام الأمر متعلقا بموضوعة الخليج العربي أو أنظمة الخليج العربي. فقد حُسبت هذه الحرب الشرسة وهذا الاعتداء الآثم  درسا رادعا لإيران الحالمة بالنفوذ والحرب بالوكالة كما يزعمون !!! ولذا كان قرار  الملوك العرب والأمراء ومن ساندهم في ذلك قرارا حكيما , لايحتاج إلى مناقشة وياليته يطول...هكذا حال لسان الأعلام العربي المرتزق والمتصهين في آن واحد وهكذا حال كثير من الأقلام العربية التي تخاف فقدان تأشيرتها لعواصم الخليج العربي وتخشى زعل فلان وعلان من المقيمين على المحطات الفضائية للشيخ ابن الشيخ الفلاني. الملوك العرب وتبعهم الأمراء في الخليج العربي وملك الأردن وملك المغرب وبضعة متسولين أخرين من الرؤساء كالبشير السوداني  والسيسي المصري ...  توافقوا على العدوان والذي لايمكن أنْ يكون محض صدفة أو عودة لشرعية مفقودة !!! ولكن الأمر متعلق بالاعداد  والتجهيز لمرحلة جديدة وخطيرة , سوف تحول الكيان المدلل للغرب وأمريكا إلى صانع أحداث ولاعب رئيس في المنطقة العربية وبديل متوقع عن  العصا الامريكية في المستقبل وربما أسباب أخرى نجهلها.
جاءت الحرب مع التوافق الكامل لمنطق الطائفية الرسمية للحكومات  العربية وكرهها الواضح لمذهب آل البيت عليهم السلام ومع كون هذا الكره يدور في مؤسسات الدولة الرسمية لديهم ولاحرج في ذلك ولاسيما المؤسسات التربوية والاعلامية , صار من الواجب اللاأخلاقي لدى المشايخ الدينية في هذه الدول الترويج والدعم العلني لتصرف هذه الحكومات والدعوة لهم بالنصر والمؤازرة على الشعب العربي اليمني الشقيق والكريم والنبيل والشجاع .واتحد الجميع من مناصري هذه الحكومات ومخالفيها على المنابر في المساجد وغيروا قبلتهم  من فلسطين  كما نزعم  إلى اتجاه ذبح ملة  المسلمين من { الروافض } وعلانية ,وأخذت الاحلام تتسع في عقولهم المريضة والخبيثة وصاروا يتحدثون عما بعد الحرب وكيفية التوجه لضرب الجمهورية العربية السورية وكأنهم لم يذبحوها لحد الآن ومن بعدها ربما ضرب العراق وربما السلفادور والبارغواي أيضا.
من قبل لم أكن أصدق  بالمثل الذي يقول إن الشعوب على دين ملوكها ؛ فهو مثل قديم  لم  نجد من يعمل به الآن وخاصة مع التقدم العلمي والتكنلوجي الهائل ,والذي جعل من الشعوب تعيش في قرية واحدة , فقد نفر الناس من هذه الحكومات الصنمية التوريثية , الحكومات التي  تجيد  كل وسائل الارهاب ودعم الارهاب , ولكن مجاميع كثيرة ..عفوا أقصد قطعان كثيرة ممن قابلتهم بشأن الحديث عن الوضع في اليمن,  كانوا يتجاوزون كل الحقائق ويتجاهلون كل التاريخ وكانت الفرحة ترسم ملامحهم الجديدة أثناء الحديث ,لمجرد ذكر ضرب مجموعة الدول العربية المتصهينة  لليمن العربي الكريم أو لابناء أنصار الله  بالخصوص ..وكأن الفتح المبين قد تحقق على يد هؤلاء الاوباش بالقصف وذبح الاطفال وتدمير المنازل... ولاسيما على ابناء مذهب اسلامي أخر معين...تلك هي درجة عالية من الضحالة في التفكير وصل إليها الانسان العربي بعد تعبئة دينية غير مسبوقة حتى أيام الحروب العربية ضد اسرائيل.هذه التعبئة التي قرصنت على الاسلام بمذاهبه السنية المعروفة وحولته إلى مذهب تكفيري ظلامي واحد من غير حدود...هنا استوقفني المثل العربي القديم الذي يقول الناس على دين ملوكها ولكن حين تذكرته ,تذكرت بان البهائم  أيضا على دين ملوكها , اذ لايمكن أنْ يكونوا من صفة الانس ولايمكن ان يتحولوا عن حماقاتهم مهما اجتهدت في التقرب إليهم فكريا ..أو توددت إليهم .
                                               
 

    جمال حسين مسلم

                 http://jamalleksumery.blogspot.co.at      


                     

الأربعاء، 13 مايو 2015

مواسم الهجرة للشمال





وليمه للقرش طفله عراقيه 
ثلث اسنين والاحلام ورديه
طلعت قاصده عالم الحريه
وكل ظنها الفرج بانت روابيه
عصف بيها البحر غدار مايرحم شواطيه
يا مريم لون تدرين وين تصير هل النيه
ياسدني العتب مرفوض وملعونه الشواطئ الاستراليه
هذوله مو شعب جوعان هذوله الرفضوا قيود العبويه
اريد اشرح و احط النقط عل الحروف ولو ماكو نقط بالانكليزيه
ما تعرفين معنى الموت ياسدني ولامعنى الابو من يفقد بنيه
ولامعنى وطن مهيوب يصبح بيد هتليه
ولاشفتي عذاب الشافته هل الناس من زمرة البعثيه
باطفال المدارس تاجر الجلاد ويسميهم فدائيه
سجن كل العراق اصبح من المطلاع لحد زاخوا الحدوديه
اذا ما ضاع دم هالناس ونكرته المياه الاندنوسيه
يظل دمع الايتام الما نشف بالعين يجردكم من كل صفه انسانيه

الاثنين، 11 مايو 2015

الموصل معركة لاتعنينا


ينقسم الحديث عن الموصل وتحرير الموصل  قسمين,أولهما حول معركة تحرير الموصل وهل تخص كل ابناء العراق , هذه المعركة ؟؟ والثاني حول الشروط المفترض وضعها من قبل القوى الكردستانية العراقية والجانب التركي على الحكومة العراقية ؛ من أجل انطلاق عملية تحرير الموصل...وسوف يخصص لها كلاما أخر ان شاء الله..و لا أحد يتوقع مشاركة كردستان في التحرير دون شروط مسبقة ..                                  
محافظة نينوى منذ  بداية عملية الانتقال السياسي في العراق ما بعد 2003م.. وحتى اللحظة لم تؤد دورا حيويا في المشهد العراقي الحديث , ولكن كانت دائما تمثل مصدر خطر حقيقي على البناء الاجتماعي للعراق عامة ولسكان الموصل خاصة ؛ وذلك بعد أنْ سمحت لعصابات القوقازية ان تتأمر عليهم وتصول وتجول في الشوارع  وتستحصل الضرائب في ظل حكومة عجيبة غريبة { مقالنا السابق احذروا من حلب الثانية في الموصل 13/1/2014}.. فكان السقوط المدوي للموصل و انكسار واضح للجيش العراقي وللمواطن العراقي في كل مكان مسألة بديهية لحكم امتد ثمان سنوات عجاف لاشرطة فيها ولا جيش يذكر.. هنا انكسر المواطن العراقي الذي رأى في الدواعش وحشا كاسرا...أما ما يخص المواطن الموصلي الذي اشترك أو تفرج على العراقي المسيحي أو العراقي الازيدي أو العراقي الشيعي أو الشبكي في الموصل وهم يتعرضون لابشع هجمة وحشية بربرية وتنفذ فيهم المجازر تلو المجازر ,فداعش أمر لايعينه كثيرا أنْ لم يكن في الأصل مرحب بهم ..والأدلة على ذلك كثيرة جدا..                                                                           
  كلُ يومٍ تستقبل بيوتنا عشرات الجثث من ابنائنا الذين سقطوا في سوح القتال مدافعين عن عرضهم وشرفهم أمام العدو الوحشي الداعشي ومن يقف خلفه من أجهزة مخابراتية أقليمية وعربية بعين  امريكية راضية مرضية  وفي الحقيقية وبصراحة تامة , ان المعارك تدور في أرض عراقية المسمى ولكنها حصرا على ابناء جهة معينة أو طائفة معينة أو قومية معينة...ما يعني أن حدود  وسط وجنوب العراق أصبحت أمرا واقعا وتحت سيطرة ابنائه واصبحوا في حال  أفضل يسمح لهم بالدفاع عن أرضهم ومعتقدهم ؛ ولاسيما بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها سماحة الأمام المرجع السيد السيستاني.. انتقل بعدها الجيش العراقي وقوات الداخلية والحشد الشعبي الشريف { ابناء المتطوعين } إلى الدفاع عن محافظات أخرى كما حدث في صلاح الدين والانبار ..وهي مدن عانت كثيرا من احتلال خوارج العصر لمدنهم  ودفعت مدنهم الثمن غاليا من دمائها وولدها  , على الرغم من انتماء كثير من اهلها تحت ظرف أو اخر لتلك المجاميع المسلحة , ولكن في المحصلة الاخيرة دفعت هذه المدن تضحيات كثيرة استحقت من أجلها المساندة والمناصرة, ومن أجل دفع الشر عن حدودها ومدنها ...سالت الدماء الزاكية المختلطة على أرضها .                                                    
 والحديث عن أهل الموصل لم يكن متشابها مع المدن الأخرى , وماتبقى من سكان الموصل هناك , سوى أناس قانعين وقابلين بما جرى , ولا أظن ببرائتهم من تلك الأعمال و يشهد صمتهم عليهم وعدم صونهم للجار ,واعتدائهم على ممتلكاته وسولت لهم انفسهم أكثر من ذلك مما يخجل التاريخ من ذكره...ولم نسمع بأي تضحية منهم أو موقف  عسكري مشرف كما نسمع من  أهل الانبار يوميا , بطولات كثير من ابنائهم في التصدي للوحش الكاسر والأمر نفسه من البطولة شهدناه عند ابناء صلاح الدين وديالى والأمثلة على ذلك لاتسعها السطور ..في حين سكت أهل الموصل وكأنهم راضين عن كل شيء..فِلمَ يضحي الأخرون بأنفسهم في مسألة لاتعنيهم من بعيد ولا من قريب ...دعوا الموصل لأهلها الذين استكانوا ورضخوا ودعوها لجيران الموصل ولامريكا وتركيا ؛ فدماء ابنائنا ليست بهذا المستوى من الرخص لكي تبذل في سبيل الأخرين ..وما ادراك منهم وماذا فعلوا....ولاسيما موقفهم أيام كان الجيش في الشوارع يحمي العباد من كل معتد أثيم                       
جمال حسين مسلم                                               






                                  http://jamalleksumery.blogspot.co.at

الأحد، 3 مايو 2015

طارق الهاشمي اشتقنا إليك


 ما من سبيل واضح في الأفق  يمنح الناس فرصة حقيقية  للوقوف بجدية كبيرة ضد سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003م ,  وإلى الآن ومعها مسؤولي الدولة من الدرجة الثانية والثالثة و...تلك السياسة القائمة على أساس الاستخفاف بعقول الناس وتسفيه آرائهم  أو بالعراقي الصرف { استزواجهم }.. مادامت الدولة قادرة على الخداع والكذب دون رادع أخلاقي أو قانوني أو ديني  يذكر...                                       .   
 مجموعة من المشاهد  التي رافقت سلوكيات تلك الحكومات و التي اثقلت هموم الكاتب العراقي وجعلتها مجموعة من الاحزان المستديمة ,وفي مقدمتها الشحن الطائفي بكل الوسائل الاعلامية وغيرها وإنْ نتج عن ذلك أنهارا من دماء الأبرياء , فكلنا يتذكر ان الحكومات السابقة في العراق والتي من حيث الحزبية تنتمي إلى نفس المنظومة الحزبية التي تحكم الآن , ومن حيث الوجوه فالأمر لايتعدى استبدال منصب بأخر ..ونتذكر أيضا مجموعة من الأحداث التي كادت أنْ تؤدي إلى اشعال حرب أهلية في العراق لها أول وليس لها أخر ,ومن تلك الأحداث اتهام مجموعة من السياسيين العراقيين بمادة أربعة من قانون مكافحة الأرهاب مع الغرابة الشديدة في تسهيل عملية خروجهم من العراق بشكل رسمي  من المنافذ الرسمية !!! تلك الاتهامات والتي رافقها هروب عدد كبير من السياسيين المتهمين ؛ كادت أنْ تشعل الشارع وتضعه في أَتون الحرب الأهلية ,ولاشك في ذلك ؛ فهروب المسؤول المدعو ناصر الجنابي ,وعدنان محمد سلمان, ومحمد الدايني ,ورافع العيساوي ,وطارق الهاشمي ,ومشعان الجبوري ,والملاحظ كلهم من العراقيين العرب السنة ..وغيرهم من الدرجة الثانية وغيرهم من الاداريين في مؤسسات الدولة ,تلك الاحداث شكلت مفصلا أمنيا مهما كما كنا نعتقد.....وحالما يهرب المسؤول , يصدر القضاء العراقي ؟؟؟؟ مجموعة من الاتهامات التي تلاحقه وتطارده ...وبما أن الامر مرهون بالقضاء ومدفوعا بآلة اعلامية كبيرة ؛ يصدق الناس بل يتمنوا ان يلقوا القبض على ذلك المسؤول الهارب ويقطعوه أوصالا كما كنت انا شخصيا اتمنى ولكن ذلك في الماضي فقط.                          
 و اتماما لمفهوم الدولة وثقافتها في تسفيه العقل العراقي والمراهنة على الاستهزاء بالبشرية..من خلال مجموعة من المشاهدا الحكومية المرصودة  من قبل الرأي العام وفي مقدمتها عودة السياسيين العراقيين الهاربين والمطلوبين للقضاء بتهم اجرامية وبتهم دعم الارهاب  , يعودون إلى بغداد وكأن شيئا لم يكن وفي مقدمة ذلك ..عودة النائب مشعان الجبوري وعودة محمد الدايني ,من خلال وساطات مشكوك بها  وبطرقها الملتوية وبغاياتها وتوقيتها ؟؟                                                                                          
الأمر في واقعه الأول يمثل استخفافا كبيرا بقرار القضاء العراقي و بنزاهته التي لانراهن عليها كثيرا... إذ لو كانت بمصداقيتها لما تعرضت لهذا المشهد المسرحي المضحك وسكتت عنه,  المشهد التمثيلي الذي وضع القانون والقضاء العراقي  بهامش الأحداث .. وفي واقعه الثاني يبدو ان اولئك الاشخاص واثقون من برائتهم ومتأكدون من تلفيق التهم إليهم , بدليل ضمان عودتهم دون أي مساس يذكر أو اعتراض ...وكلا الطرفين الجاني والمجني عليه , قابل راضي بما صدر عنه وبما نتج ..أي يخضعون لقانون  المومس العوراء ..التي لاتستحي ولاتخجل...أما الرجال العائدون بهذه الطريقة , فقد كانوا لسنوات طويلة يهاجمون الحكومة العراقية ليلا ونهارا ,ويدفعون الناس إلى معاداتها وفي بعض الأحيان إلى رفع السلاح بوجهها وعلى حين غرة تجدهم في الكراسي مرة ثانية..أو في أروقة البرلمان يسرحون ويمرحون...                                              
من  هذا المنطلق  , فنحن نستبق الأمور ونرحب بعودة السيد طارق الهاشمي { المجرم سابقا بحسب  توصيف الدولة العراقية } ونرحب بمن سبقه ومن هرب من بعده ..وفي الحقيقة ليس لدينا مايثبت صحة ادعاء الحكومة العراقية الاسلامية !!! اتجاه الرجل وليس لدينا مايثبت  ثبات القضاء العراقي على موقفه !!! وهذا الأمر يدعو للاحتجاج على ماهو غير مألوف بشدة ....فياسيدي  طارق الهاشمي اشتقنا إليك في بغداد ..ولاداعي للتأخير مادام الجماعة قادرين على لصق التهم ومسحها بجرة قلم .                                                          
جمال حسين مسلم  




طفلة يمنية تحتج بطريقتها الخاصة على العدوان العسكري ؟؟؟؟؟؟


للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن