الاثنين، 24 أغسطس 2015

جاك البعبع ادفع ياخليجي

مقال مهم لكاتب خليجي
امريكا: جاك البعبع ادفع يا خليجي !!!

مخلف بن دهام الشمري
أحرجتني ابنتي الصغيرة اليوم عندما سألتني: بابا ليش أمريكا كل يوم تخوفنا بواحد؟ وهذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع.
إنسانة بريئة في عمر الزهور تعلمت وفهمت مسرحية أمريكا واستهتارها بأهل الخليج بل بالعرب كافة، ونحن مالنا إلا الاستسلام ودفع أموال شعوبنا كلما عزمنا على استخدامها للتنمية الوطنية وبدل من ذلك تستولي عليها أمريكا بمسرحيات هزلية لإنجاح سياستها بالعالم وقتل إخواننا في العروبة والإسلام مستخدمة أموالنا وأراضينا حتى يأتي اليوم الذي تنقض علينا ولا نستطيع إلا الاستسلام.
هل يعقل أن أهل الخليج بمفكريهم ومثقفيهم وقادتهم لم يتوصلوا إلى جواب لسؤال ابنتي الصغيرة!! وعن البعبع الذي تصوره لنا أمريكا كلما احتاجت الأموال؟
بدأنا بالبعبع رقم واحد «1» وهو الدب الروسي وإقناع أمريكا بأن هذا الدب ينوي التهام العرب والمسلمين ولن ينفع معه إلا رجالكم البواسل المتعطشين للجنة!! فتسابقنا وجمعنا الأموال لهذا الغرض ودفعنا الغالي والنفيس وحتى نساءنا باعت مجوهراتهن لجهاد هذا الدب الروسي وانطلقت الأهازيج والأناشيد التي تمجد أفعال الرجال وآيات الله في أفغانستان وكيف ينزل الغمام ليخفي جنود الله عن الأعداء!! وما هي إلا سنوات قليلة حتى تحررت أفغانستان وفجأة حرمت علينا أمريكا مجرد ذكر كلمة أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر ولا نعلم من قام بتلك الغزوة ولكن أمريكا تقول أنهم مجاهدين أفغانستان يريدون الخلافة الإسلامية وهم أعداء الديمقراطية والإنسانية، فقلنا أمريكا ما تكذب! هذا هو الصحيح!! وأصبحنا نعاون أمريكا بكل ما أوتينا من قوه للقبض على كل مجاهد في أفغانستان بتشجيع ودعم منا لأنه صار إرهابي وحنا مالنا شغل أمريكا تقول!! وحتى لو كان ذاهب للسياحة بأفغانستان فهو إرهابي!!
وعند ثورة الخميني، وارتفاع أسعار النفط سال لعاب أمريكا لأموال الخليج فقالت: أيها الخليجيين إني لكم من الناصحين إن الفرس سوف يقتلونكم وسوف يشردونكم من دياركم فهبوا إلى الجهاد واهجموا عليهم، فقلنا هذا هو الصحيح وقمنا بتفتيش الكتب ووجدنا بان هنالك عداوة وحروب قديمة بين الفرس والعرب فصدقنا أمريكا وقلنا هذا الصديق وإلا بلاش!! فعزمنا وقررنا دفع الغالي والنفيس لقتل البعبع رقم «2» وقلنا من لها فقال صدام أنا لها وأنا سيفكم المسلول!! فذهبت الأموال والأنفس ونحن نلقي القصائد الحماسية «غلطان من سماك بالاسم صدام هو ليه ما سماك سيف العروبة» وانطلقت الخطب والمديح والثناء عليه لهذا الفارس العربي الذي سوف يعيد للعروبة والإسلام مجدها!!
وأمريكا تضحك علينا نحن والفرس وتخطط للبعبع القادم!! وضعت الحرب أوزارها دون أن نقتل هذا البعبع أو نحقق مجد العرب والمسلمين وتنفسنا الصعداء على الرغم من إنهاك ميزانياتنا وتراكم الديون علينا ولكننا نتفاءل قائلين «يا سلم العود الحال تعود»!! وتحسنت الأحوال وزادت أسعار النفط وأمريكا تراقب مراكزنا المالية وعندما تجمع المقسوم أخرجت البعبع رقم «3» وأرسلت سيف العرب إلى الكويت في جنح الظلام، وقالت يأهل الخليج: صدقوني كنت غلطانة الخطر ليس في الفرس!! ولكنه منكم وهو الطاغية صدام «وهو ليس سيف العرب ولكنه صهيوني عربي يخدعكم!!» ويخطط للقضاء عليكم وهذا هو في طريقه لكم ليلتهم الخليج وصورنا بالأقمار الصناعية تثبت ذلك!!، وشاهدنا إخواننا الكويتيين وما حل بهم وقلنا نعم والله إن أمريكا هي الصديق لنا فخذوا ما شئتم من الأموال وفتحنا لهم الحدود وأخرجنا الطاغية صدام وغيرنا أسماء الأبناء وعدلنا القصائد لتكون «من دون صهيون بذتنا صهاينا»!! ولحقت بالخليج الويلات ودمار البيئة وضياع الثروات وخرج الجميع من هذا المسلسل مديونا وتأخرت دول الخليج قرونا وزادت بها البطالة والفقر.
وما هي إلا سنوات، بعدما تعدلت أحوالنا وحققنا فائضا لا بأس به بعد زيادة أسعار البترول ونحن مطمئنين خرجت علينا أمريكا فجأة لتقول لنا جاكم بعبع رقم «4» وهذه صور أسلحة الدمار الشامل التي يصنعها صدام ليبيدكم عن بكرة أبيكم وهذه المرة إذا لم تساعدوننا فسوف تموتون جميعا كقوم «عاد» من الأسلحة الكيماوية ولن تبقى حياة في الخليج فقلنا أكيد أمريكا ما تغش أصدقائها العرب!! طلبكم؟ قالوا تدفعون التكاليف ونحن نهجم!! فقلنا أشوى!! ما بنا شدة للجهاد بعد أفغانستان!!فكانت الكارثة وهجموا على الطاغية المزعوم ولم يجدوا ما يقولون عن أسلحة الدمار وإنما كانت أدوية بيطرية لأغنام العراق صورت لنا إنها أسلحة دمار شامل!! وبلمحة بصر صورت أمريكا إنها حققت النصر والديمقراطية بالعراق فقلنا يا سلام وقادت صدام لحبل المشنقة بخطة محكمة ومسرحية لتصور لنا البعبع رقم «5» وسجلت الشريط وقررت أن تضحي بصدام في عيد الأضحى وبعــد بضعة أيام قالت «إنا لله وإنا إليه راجعون»!! إن إعدام صدام كان انتقام من أعداء السنة!! وإنا نحذركم يا أهل الخليج بأن الشيعة وتحت مظلة إيران سوف يهجمون عليكم وهم متوحشين ويضحون بالرجال والنساء والأطفال بعيد الضحية، ما هم مثلكم تذبحون خرفان وهذا الخطر بعبع«5» هو اشد بعبع متعطش للدماء شوفوا كيف يفعل بالعراق صدقوني!! فصدقنا!!
فتسابقنا إلى المنابر والقنوات الفضائية لنجيش المسلمين بعضهم على بعضا مصدقين مسرحية أمريكا وقائلين لعامتنا إن الشيعة أخطر من اليهود والنصارى وسوف يسومونكم أشد العذاب بالدريلات والحرق والسلخ والتمثيل «وكلها من فعل أمريكا وعملائها» وهذه المرة أعلنها بوش بان هزيمة أمريكا هي انتهاء الأنظمة العربية وجاءت العانس رايس ووزير الدفاع يجوبون دول المنطقة لإقناعهم بالدفع والمساعدة قبل أن ينطلق عليكم البعبع الشيعي بجنود لا طاقة لكم بها، ونحن لازلنا نصدقهم فأي عقول نملكها وأي استراتيجيات ننتهجها حتى أصبحنا ألعوبة بأيدي أمريكا لو أن دول الخليج تنبهت لهذا الخطر منذ مسرحية البعبع رقم واحد واهتمت بشعوبها وبناء ترسانة مشتركة لهذا الدول لأصبحنا قوة نووية منذ زمن بعـيد. لم نسمع عن البعبع اليهودي خطرا ولم نسمع من ينادي في أمريكا عن خطر البطالة والفقر وتخلف التعليم والفساد في بلداننا الخليجية وتسريع الوحدة المتكاملة بين دول المجلس وللأسف الشديد استسلمت دول الخليج لفرضية البعبع القادم كما تصوره وتراه أمريكا،،بالأمس كانت الحرة تستضيف بعض الكويتيين في برنامج المجلس وموضوعه «خطر البدو على الدولة!!» فهل هذا هو البعبع رقم «6» الذي ستخوف به أمريكا دول الخليج للاستيلاء على ثرواتها؟ اترك الإجابة للقارئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن