الأحد، 30 أغسطس 2015

تركيا والمنطقة الآمنة وأفواج المهاجرين


شهدتْ حدودُ الاتحاد الاوربي في الشهرين الماضيين موجة هجرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ طلب اللجؤ في دول الاتحاد الاوربي ؛الحلم الذي يعتقد به الناس !!! موجةٌ النازحين المثيرة للرعب في الشارع الاوربي ,وصلت من طريقين, أولهما عن طريق البحر المتوسط مستغلة الانفلات الامني الكبير ,الذي تشهده ليبيا الدولة الحالمة بالديمقراطية ...وهي موجة تمثل نسبة مئوية قليلة مقارنة بالاعداد غير المسبوقة القادمة إلى أوربا من خلال عبور البحر المتوسط من  تركيا باتجاه جزر اليونان ومن ثم اكمال المسيرة الراجلة من خلال دول مقدونيا..صربيا.. هنغاريا..النمسا..وبعد ذلك التفرع نحو المانيا أو فلندا أو بلجيكيا...رحلة محفوفة بالمخاطر فضلاعن احتيال المهربين و استغلالهم للمهاجرين ابشع استغلال.. أعدادٌ غفيرة من مختلف الهويات ولكن  الغالبية العظمى من السوريين والعراقيين وبعدها الهويات الاخرى كايران وافغانستان والاكراد.. يدرك الجميع بأن الحرب الدائرة في سوريا العربية ,قد مضى عليها أكثر من أربع سنين ,والجميع يدرك أيضا الادوار الاقليمية والدولية اللاعبة الاساسية في الحرب  هناك , ولا أمل في  انتصار طرف على أخر من خلال الحسم العسكري ؛ تلك الحرب التي حولت المدن السورية العامرة بالجمال والتاريخ إلى خرائب يصعب رؤيتها
تحسب تركيا بقيادة  المدعو اوردغان ومنذ البداية  لاعبا اقليميا مهما في المعركة وتقف دولة قطر إلى ظهرها  لعديد الاسباب وفي مقدمتها نشر الفكر الاخواني وحلم الدولة العثمانية ,وشرخ الهلال الشيعي من وسطه !!! وما إلى ذلك من اسباب يصعب حصرها في سطور متواضعة , إلا ان تركيا وعلى مر السنين الدامية الماضية كانت ومازالت لاعبا اقليميا فقط, فيما يتصور اوردغان وحاشيته  بانه لاعبا دوليا ,يستطيع التأثير في مجريات الاحداث ,وهذا وهم كبير لان المجتمع التركي المتعدد المذاهب والقوميات هومجتمع حامل للفايروس نفسه ,اذا ما ارادت الدول الكبرى ان تفكك هذا المجتمع, فهوجاهز ويتوافر على كل الظروف المثالية للتفكك...وبعد انتظار طويل من تركيا لكي تأخذ زمام الامور في الداخل السوري وبعد جهد جهيد في دعم الحركات الاسلامية التكفيرية وتزويدها بالمال والسلاح وجلب المتطوعين من كل ابقاع الارض إلى سوريا العربية ..لم يكتمل الحلم التركي ,ومما زاد الطين بلة عديد الانتصارات التي حققها الاكراد السوريين على داعش وصمودهم الاسطوري في مدينة كوباني { عين العرب } فضلا عن فشل الحزب الحاكم في تركيا بالفوز بالاتنخابات الاخيرة مماجعل اوردغان في وضع صعب ؛حيث تلقى عديد الضربات العسكرية في الداخل التركي وفي مختلف المدن بما فيها اسطنبول نفسها...هذه الاسباب مجتمعة اعادة الحلم التركي القديم الجديد في طرح موضوعة اقامة منطقة آمنة داخل الاراضي السورية {باشراف تركي }  ,وهو في جانب اخر يعني قضم بعض الاراضي السورية  ,بحجة حماية اللاجئين...الموضوع الذي لم يستجب له  أهم حلفاء تركيا في الموضوع السوري..وقد اشتعل الغضب في صدر الحاكم التركي وحاشيته بعد الانجاز التاريخي لجمهورية ايران الاسلامية في الاتفاق النووي مع الدول الكبرى 5+1 ؛ما ادى بتركيا للبحث جديا عن دور  أكبر في الحرب السورية الاهلية..فصرحت تركيا مرارا وتكرارا عن موافقة امريكا على اقامة المنطقة الامنة داخل سوريا ولكنها صدمت بتصريح الخارجية الامريكية الذي  اوضح بعدم وجود اي اتفاق في الموضوع....هنا تحولت تركيا الى موضوعة معاقبة اوربا الحليف الاهم لامريكا ومعاقبتها من خلال ارباك الوضع المرتبك اصلا في اليونان ,ففتحت الحدود على مصراعيها دون رقيب ولا حسيب ؛ليتدفق مئات الالاف من المهاجرين بين ليلة وضحاها على اليونان العدو التاريخي لتركيا في المنطقة والتي تعاني من انهيار مالي كبير وواضح..فُتِحتِ الحدود التركية عن عمد وقصد واضحين ,وقطع المهاجرون الاف الاميال سيرا على الاقدام فهلك من هلك ووصل من وصل إلى دول الحلم الاوربي..ولكنهم لايعرفون ان الوصول لايعني بالضرورة الموافقة على الاقامة الدائمية ؟؟؟عقوبة تركية توهمت فرضها على الاتحاد الاوربي ولكنها بالحقيقة فرضتها على الشعب العربي السوري قبل غيره وعلى ابناء المذهب السني اولا قبل غيرهم ؛ فكانت الجثث تطفو في البحر الابيض المتوسط وصار الاطفال والنساء يتوسلون المارة في الشوارع والحدائق العامة على كسرة خبز او مبيت ليلة داخل محطة قطار...ومازالت احلام السلطان العثماني تدور في مخيلته  من أجل نقل الملف الداعشي علانية إلى  قلب الاتحاد الاوربي ,وأقصد التواجد للخلايا النائمة المهاجرة , فيما بقي الاتحاد الاوربي يحاول مع لعبة ترويض العقارب والافاعي منتظرا ردة فعلها غير المتوقعة ,حينها لاينفع ندم ولا هم يحزنون... 

جمال حسين مسلم

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن