الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

الإعلام الأوربي وصمته المريب عن أوردغان

  كتب / جمال حسين مسلم

  في أوربا و دول العالم أجمعها يدورُ الحديث حولَ أحداث باريس الدامية الارهابية ,التي جرتْ في 15/11/2013 م, العالمُ بأجمعِهِ يخوضُ النقاشات السياسية والفكرية والعسكرية, ويحللُ ويستنتجُ  كلٌ على طريقتهِ...المصاب كبير والجرح مؤلم , ولكن علينا أنْ لانعزل الأحداث عن بعضها ويجب رسم الخطوط التواصلية بينها ؛لكي نصل إلى الهدف الحقيقي من ملاحقة هذا الفكر البغيض وتشخيصه وتشخيص منابعه بوضوح كامل...  اليوم وبعد أكثر من 5 سنوات على نشؤ وإعلان قيام تنظيم الدولة..الملقب بداعش... يعود العالم ليقلب من جديد حساباته الجيوسياسية وغيرها في التعامل مع هذه الظاهرة , التي انجبت لنا خليفة للمسلمين !!! وهذا ما يعني قدرة شخص واحد على ادخال الناس  الجنة والنار  بأمر منه شخصيا..وهنا تكمن خطورة الرمز في الظاهرة ,الرمز الذي تتطور من زعيم لتنظيم من مثل القاعدة إلى خليفةٍ للمسلمين ,وهو مفترض الطاعة ؟؟؟ العالم بأسرهِ كان متفرجًا سلبيًا على الأحداث الدامية في العراق وسوريا وليبيا  ومصر وفلسطين ..عاد اليوم بوجوه سياسيه الكالحة؛ لكي يستغفل الشعوب مرة أخرى من خلال أنصاف الحقيقة والتلاعب بالمشاعر والعواطف والرقص مع الذئاب مرة ومع الضحايا مرة أخرى...هذا العالم الذي يخصص الأموال الطائلة ؛ ليصرفها  على أجهزته الأستخبارية ...بدا في لحظة من اللحظات وكأنه مغفل يعتاش على ماتبقى  من فضلات الأخرين أو رشاويهم أو أرصدتهم ...فهل كان متقصدا في موقفه هذا أم كان بليدا إلى هذا المستوى المنحدر  من التعامل مع الحقيقة ,ووصفها بحروفها دون شك أو مورابة أو نفاق ... أما  الحديث عن مظاهر استغفال السياسي الاوربي والإعلام  للمواطن الاوربي ,فهوحديث يتطلب أكثر من هذه السطور وربما يمتد ليصبح كتابًا فيما بعد,وذلك لعديد المواضع التي تدلل على هذا الحديث ,وما موضوعة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أورغان إلا واحدة من أهم الموضوعات في هذا السياق...                      

      رجب طيب أورغان صاحب الأطماع الاخونجية ومن ورائها حلم الدولة السلطانية ,أصبح رئيسا لجمهورية تركيا العلماينة ,بعد انتخابات مشوهة..تتمتع دولته بخصلتين مهمتين للغرب ,أولهما علاقته الطيبة مع اسرائيل ..وتحالفه العسكري مع حلف شمال الاطلسي ,ولأمور أخرى تتعلق بملفات مؤجلة وخطيرة وفي مقدمتها تقسيم تركيا في المستقبل...لهذه الأمور مجتمعةً يترك هذا الرجل ليلغ في دماء الشعوب ويفتت أمن المنطقة دون وازع أو رادع..

العالمُ بأسره منقسم قسمين في تعريف التدخل التركي وعبثه في أمن المنطقة العربية ,فالقليل منا يعتقد بصلاحية هذا الرجل الاخونجي ,ويتطلع  إلى شخص الزعامة فيه...والأغلبية الكبيرة تراه قد تدخل فعليا في أكثر من مناسبة بأمن المنطقة العربية واستخدم السلاح والجيش في أكثر من مناسبة مع دول الجوار ومع الاكراد الاتراك والسوريين..وقد ضَمِنَ الحدود الآمنة لداعش وأخواتها وأمدهم بالسلاح والبشر والخبرات وساهم بكل قواه في تفكيك العراق وعودة ولاية الموصل إلى أحضان السلطنة العثمانية ..ومازالت عيون هذا النظام مفتوحة على حدود المنطقة الآمنة التي يطالب بها داخل الاراضي العربية السورية..والمسلحون يعيشون بنعيم على الاراض التركية وتحت رعاية ووصاية النظام هناك....بل اقتصاديات الدواعش تقوم على اقتصاديات الاتراك..فالتجارة بينهما مزدهرة والحدود آمنة وعلى مرأى ومسمع من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الغرب..والخليج العربي المتصهين...وذهب النظام إلى نقاط أبعد من ذلك حين تدخل ومازال في ليبيا وفي أمن مصر العربية. فلماذا يغط الإعلام الأوربي في نوم عميق إتجاه هذا الرجل وخطوات نظامه التدميرية السوداء...ومتى يُصرخ في ضمير المواطن الاوربي المسكين والذي هو بدوره أسير الآلة الإعلامية الاوربية ومنذ أعوام طويلة لايستطيع مغادرتها..صمت إعلامي أوربي مطبق حول تصرفات السيد اوردغان, وكأن الامر لايعنيهم أو تستطيع القول كأن الضوء الاخضر لم يعط الاذن  لهذه الاعلاميات الديمقراطية الاوربية ؟؟؟؟ من أجل كشف هذه الحقيقة والتي بات يعرفها الطفل في الشارع العربي...                                                             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن