الأربعاء، 29 أبريل 2015

مقال الكاتب الاردني جمال أيوب / الذي سجن بسببه





 ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﺮﺑﻲ - ﺻﻬﻴﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺒﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﺔ . ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﻣﺬﻫﺒﻴﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ، ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺷﻬﻮﺓ ﺳُﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ . ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ . ﻣﺜﺎﻝ ﺗﻮﺭﻁ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻋﺎﻡ 1980 ﻣﻌﺘﻘﺪﺍً ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﻔﺘﺖ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻮﺍﻟﻲ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﺣﺮﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺼﺮ ﺳﻬﻞ ﻭﺳﺮﻳﻊ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ 8 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ , ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻌﺎﺩﺓ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1979 ، ﻭﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻟﺠﺄﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻉ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺩﻓﻌﻪ ﻟﺸﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺤﺠﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻣﺪﻭﻩ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻨﻲ ﻭﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ) ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻣﻨﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ( . ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺑﺪﻋﻢ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻭﻛﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ، ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺩﻋﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺼﺪﺍﻡ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺩﻳﻮﻧﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ، ﻭ ﻭﻇﻔﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ، ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺿﺪ ﺇﻳﺮﺍﻥ ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺠﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻟﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺣﻘﺪ ﻭﻏﻀﺐ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ . ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ، ﻭﻣﻨﺬ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ، ﺭﺍﺣﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻄَﻬﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﺤﺴﺐ ، ﻣﺜﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ، ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺗﺘﻤﺎﺩﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻣﻌﻬﺎ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺜﻼً ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻥ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺩﺭﻉ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ . ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ . ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ، ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ، ﻭﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻗﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ . ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﻄﻬﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺗﺨﺎﺫﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﻭﺗﻮﺍﻃﺌﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ، ﺻﺎﺭﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺣﻘﺎ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺮ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺁﻻﻡ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻌﺰﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ … ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ، ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﺍﻷﻏﻨﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﻦ ﺣﺮﺏ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﺍﻷﻓﻘﺮ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ؟ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ، ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟـ ) 1+5 ( ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ، ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻨﺘﺼﺮﺓ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ! ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺃﻋﻼﻩ ، ﻓﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ . ﻓﺈﻳﺮﺍﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ . ﻭﺗﺸﻴُّﻊ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ) ﺍﻟﺰﻳﺪﻱ ( ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ) ﺍﻹﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﻱ ( . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﻫﻮ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ . ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﻓﻴﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ ﺍﻟﻠﻨﺪﻳﻨﺔ ، ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﻋﺶ ، ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ، ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ، ﺑﻞ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ !!! ﻧﻌﻢ ، ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ . ﺇﺫ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺗﻔﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺿﺪ ﺗﻮﺭﻁ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ، ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ . ﻭﻣﻬﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺯﻝ ﻫﻲ ، ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 28 ﺁﺫﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ، ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎ ، ﻭﺗﺘﺪﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺃﻣﻦ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ، ﻓﻠﻮ ﺗﻢ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ، ﻻﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ، ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﺸﻜﻮﺭ : ) ﻏﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﺇﻧﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ . ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻋﻴﺎ ) ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ( ﺃﻳﻀﺎ ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﻪ . ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺍﻵﻥ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺩﻭﻝ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻄﺮ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻗﻮﺍﺕ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﻣﺼﺮ ﻭ ” ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ” ؟ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻓﻠﻜﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ، ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺟﻴﻮﺷﻬﺎ ﻭﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ . ﻭﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ ، ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺟﻴﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻮﺵ ﻟﻺﻳﺠﺎﺭ ، ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺆﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ) ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ( ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ) ﻓﺰﻋﺔ ﻋﺮﺏ ( ﺿﺪ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻷﻏﺮﺍﺽ ﺷﺮﻳﺮﺓ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻛﻤﺼﻴﺮ ﻏﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﻭﺇﻥ ﻏﺪﺍًلناظره قريب.

الاثنين، 27 أبريل 2015

مسؤولون يحتفلون وجنود يُذبحون

         
لابد من استمرارية تسليط الأقلام على رقاب المسؤولين العراقيين لجلدهم  وتأنيبهم , بشكل  واضح لايقبل المداهنة ولا يقبل المماطلة أوالتسييس ,ويجب الوقوف  عند كل صغيرة أو كبيرة دون ملل أو كلل ؛  ذلك هو واجب مقدس , يقره الشرع و يقره الواعز الوطني , وكلي أمل أنْ لايدب اليأس في نفوس أصحاب الكلمة الحرة والشريفة وان يتمتعوا بنفس المطاولة في حربهم الضروس ضد أصحاب الكراسي في المنطقة الخضراء وسفاراتها بالخارج ومن سار على هديهم من المدراء والوكلاء وحملة شارة الأركان الوهمية الحمراء .       


 قبيل أيام  شهد العراق مرور ذكرى استشهاد آية الله العظمى الزعيم المجاهد محمد باقر الحكيم  { رحمه الله } ,الرجل صاحب التاريخ العريض وصاحب الأرث الكبير في العراق والوطن العربي والعالم الاسلامي ,وشهد احتفاله حضورا لافتا للنظر من حيث  الأعداد والتهيئة للمناسبة ...وألقيت في المناسبة عديد الكلمات لأهم مسؤولي الدولة العراقية الذين اصطفوا بكراسيهم متآخين متحابين في جو يسوده الهدوء والسكينة والاحترام.....في الوقت نفسه كان الشارع العراقي الوطني والغيور يمر بحالة هياج وهستيرية شديدة ؛ نتيجة توارد الأخبار  في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي  ؛عن واقعة مجزرة ذبح أعداد من ابناء الجيش العراقي في ناظم تقسيم الثرثار {{ يبعد عن بغداد  من ساعة إلى ساعتين فقط ؟؟؟}} ,وعن استغاثتهم قبيل الحادثة وطلب النجدة ,وكان الشارع العراقي مصدوما من سماع أخبار  مصرع بعض قيادات الجيش العراقي من أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة ,في ذات  الوقت كان المسؤولون يحتفلون في مناسبة معينة ومكان معين محاطين بحماياتهم وساياراتهم الفارهة وكان الجنود يذبحون بمكان أخر محاطين بقدرهم الحالك السواد وبمنيتهم وبمؤامرات من  بعض أركان وزارة الدفاع والجيش الذي عودنا على البيع والشراء بالذمم في ظل حكومة منتخبة تدعي بأنها حكومة وطنية أسلامية ذات سيادة                            .                               
      السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القاريء العراقي وغيره ربما , كم مسؤول عراقي جالس في هذا الحفل كان قد سمع وعلم  بالمناشدة والرواية الدموية , وهو يجلس بكل  هدوء و ثقة في محفل  جماعي لأهم القيادات السياسية العراقية وكأن الأمر لايعنيه ولم يسمع به من قبل !! ومن هنا تعرف ان قياسات المسؤولين بهذا القدر والحجم  من اللامبالاة .. هي حقيقية ولا لبس فيها ,فلديهم كل  الأمكانيات على  اللعب والتمظهر الخادع واصدار البيانات والعودة إلى اخطر ظاهرة اجتماعية وسياسية في العراق , وهي ظاهرة لفلفة وطمطة الموضوعات باللجان التحقيقية {{  موضوعنا المنشور تحت عنوان...من سبايكر إلى السجر ..لجان التحقيق مع الشكر والتقدير  }} و هي محاولة جادة لتسفيه عقلية المتلقي العراقي وكأنه  يعيش في غابات الأمازون أو صحراء الربع الخالي  ...   لسنا في صدد شرح وأيضاح الحقائق العسكرية الكارثية حول مجزرة الثرثار والبيانات  الرسمية العسكرية المخجلة و المتضاربة , التي صدرت  عن أرفع المستويات العسكرية العراقية   , وكالعادة ورود الأخبار المؤسفة جدا من النيابية البرلمانية ولجانها التحقيقية الكوميدية والمدعاة للشفقة والسخرية , ولسنا في صدد تقييم موقف من بيدهم الدفة الأولى والرئيسة في أدارة الدولة ... ولكن الحقيقة التي اصابت مصابها في النفوس انّ المحتفلين , لو لم يعلموا بردة فعل الشارع العراقي وهياجه ...لما كانت  المصيبة تعنيهم ... ولولا فضح المذبحة في وسائل التواصل الاجتماعية لما وصلت لمسامعهم,,, وسائل التواصل الاجتماعي  التي افرزت لنا صورا عن معسكرات الجيش  وتركيبته العجيبة الغريبة وكأن العراق خلال العقد المنصرم ,  كان يصر  على عدم بناء القدرات العسكرية في هذه المؤسسة لاهداف.... بدأت تظهر بوضوح, نرجو ان لاتكون  صحيحة !!!              
 انبأكم بأن الملف سيحال إلى لجنة تحقيقية كوميدية مدهشة أخرى وسنخضع لعملية نشر الغسيل بين فلان وعلان وسوف يسوف المف كباقي الملفات منذ اكثر من عقد من السنين ؛ وذاك لان الجمع هناك من منظومة أخلاقية واحدة وقد شربوا من منبع واحد , وانْ اختلفت ألوان ربطات العنق التي يرتدونها في المؤتمرات الصحفية  والقنوات الفضائية....                                                                                        

الأحد، 26 أبريل 2015

مساكين على بابِ الملك

               
لم يكن  النزوح الانباري  في هذه المرحلة صادما في المشهد العراقي السياسي فقط , ولكن كان مشهدا غير متوقع ؛ لأسباب كثيرة ,وفي مقدمتها ماتواصل به الأعلام العربي والعراقي عن حديث أهالي الأنبار حول المشهد العراقي ككل ,هذا الحديث الذي اتسم ومنذ البداية بطابعين  يتصفان بلغة الهجوم الشامل والكامل على كل الأطراف المتبقية من الشعب العراقي بما فيهم أهالي الأنبار  من المشاركين في العملية السياسية في بغداد أو من الذين تصدول للغزو الدواعشي ورفضوه من اللحظة الأولى...                                           
   والحقيقة الكاملة الصادمة في مشهد النزوح السريالي تشكلت في ذهن المتلقي العراقي والعربي بعد أنْ غاص في أفكاره وخياله مع الخطاب السياسي الأنباري المعارض من رجال الدين ؟؟؟ أو شيوخ القبائل ؟؟؟ أو بعض رجال الأعمال الانباريين ؟؟؟ ولاسيما ممن ارتبطت مصالحهم علانية بمسيرة بعض دويلات الخليج العربي فضلا عن الأردن وتركيا , ممن تنصبوا على رقاب الناس وقادووهم أيام مايسمى بساحات الاعتصام , تلك الساحات التي عشش فيها الدواعش بكل رحابة صدر وترحيب وبمباركة عربية أعلامية كبيرة جدا ,مثلت أهدافا مشكوك فيها منذ أول يوم انطلقت فيه تلك الحملة المسعورة .                                                       اليوم الشمهد الأ نباري مختلف إلى حد ما عن سابقه , وجهُ الاختلاف في ما أصاب الناس من تشرد ونزوح جماعي بلغ في ليلة وضحاها أكثر من 150 ألف مواطن مشرد يقفون على أبواب بغداد ,وهذا مالم يجربه الانباريون من قبل ...حتى مع  أخطر التغييرات التي عصفت بالعراق ما بعد 2003م ... ولكن هذا المشهد  عصر قلوب الصادقين  على قلتهم  , ولاسيما من بعض ممثلي هذه الطائفة أو الجهة الغربية من العراق  بدا المظهر السريالي للنزوح الجماعي  من وجهة نظر أخرى لبعض ساسة الصدفة ولاسيما من ابناء المنطقة السوداء أو الخضراء في بغداد ..ممن  يتمتعون بقدرة خارقة واماكانيات أسطورية على اللطم في كل عزاء واللعب على كل حبل دون ملل أو كلل ...بدا وكأنه فرصة لاتعوض !!! فقد شهدت جميع الوسائل الأعلامية المحلية العراقية والعربية ,كثير من مهاتراتهم في شأن  تقاسم ثروات الدولة المخصصة لبعض النازحين من أهالي ديالى وكركوك  فيما سبق ...وما هو بسر  نخفية  اذا تحدثنا عن  تلك الأرقام المهولة  الماية المختلسة ومايقابلها من وضع انساني خطير جدا ,فقد فيه الفرد العراقي في مخيمات النزوح داخل وطنه أبسط مقومات الانسانية , وصار يحلم بشربة ماء نطيف فقط.. أو خيمة تأويه وعائلته..                                           
 تسارعت الاحداث وكان معبر أوجسر بزيبز يمثل رمزا دراميا كبيرا حيث لم بخطر في باله يوما من الأيام  أنْ يجتازه هذا العدد الهائل من الناس في غضون ساعات , تلك المجاميع البشرية المغادرة إلى المجهول ,تعرضت في السابق إلى ضغط مباشر وموجه من قبل عتاة الدين والقبلية والسياسة  ,جعلها تعادي أي عمل  سياسي في العراق صغيرا كان أم كبيرا ,بل حولها إلى غول من الطائفية المقيتة ,؛ولهول الحدث فقد انقلبت في ساعات على تاريخها القريب جدا وصارت تتوعد وتنذر كل من خطط ودبر لهذا الموضوع ولهذه الاحداث المؤلمة ؟؟ ومن هنا فقد الجماعة  مقوماتهم التي  تجعلهم في مواجهة المواطن الانباري وخداعه من جديد ,ولأسباب اخرى من ضمنها وأهمها طموحهم في  سحب رجل الدول العربية المجاورة إلى موضع قدم  في العراق ,وكأنهم لايفهمون الدور الامريكي – الايراني المتوازن داخل ساحة العراق  ؟؟؟ ولهذا سافر مجموعة من المساكين في يوم واحد { سليم الجبوري ,صالح المطلك ,اسامه النجيفي  } , من دون خطط مسبقة وواضحة لمقابلة ملك الاردن عبد الله الثاني , وكانهم لايعلمون بأن الاردن غائصة إلى الاذقان في موضوع العراق والتدخل في الشأن العراقي ... والسوري واليمني والليبي والبحريني ...وهو أمر غريب  جدا ... المساكين على أبواب الملك ,والملك يتوعد بالمساعدة من خلال الجهات الرسمية فقط وعبر قنوات الدولة العراقية فقط ...مساكين على أبواب الملك ربما يحلمون بصفقات مذهلة أخرى تزيد من أرصدتهم  البنكية ولاضير في ذلك ... مادامت الدولة العراقية لارقيب فيها ولاحساب ...أولى لكم ثم أولى لكم أنْ تنتبهوا لهذا المأزق من خلال الفرد الانباري نفسه وتطويعه  في العملية السياسية وبحث الاسباب الحقيقية التي جعلته في هذا المأزق...ولستم بأقل ثروات من الاردن لكي  تطلبوا المساعدة للنازحين ...ولا نرغب بجعل موضوعة النازحين من أبواب التسول  الرسمي العراقي في العواصم العربية..التي ضربت العراق على خاصرتيه دون رحمة...                  

جمال حسين مسلم               

الأربعاء، 22 أبريل 2015

الحدودُ التي رُسِمتْ في الصّدورِ

 س :- هل العراق واحد موحد
             
      خاض العراق في تاريخه الحديث حروبا عديدة  ,كان منها الخارجي من مثل الحرب العراقية -الايرانية 1981-1988 و تلتها  حرب احتلال دولة الكويت 1991 م وبعدها حرب اسقاط النطام 2003م ,وهذه الحروب الثلاث جاءت تحت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ؟؟؟  المهيمن الأوّل على السلطة , وإنْ كانت قد تحولت تدريجيا إلى حكم القبيلة والقرية والعائلة الواحدة , وهذا من سوء طالع العراقيين المساكين ..فصلت هذه الحروب الثلاثة بعض الخطوط الأولى للحدود الاجتماعية بين مكونات الشعب العراقي وفي صدورهم ..فقد افرزت عن مدن وعشائر ومذهب اسلامي معين ,دولة  من الخط الاول لهم حدود معينة ويمتازون معها بميزات  لايحظى بها الشعب العراقي ,فقد كانت مدن صلاح الدين ولاسميا تكريت والملحقات بتكريت وكذلك الفلوجه والموصل من المدن المفضلة ؛  بولائها للسلطة الحاكمة , وما ذلك بسر يخفى على المتتبع لتاريخ العراق الحديث ...ومن ثم شغلت مجموعة من العشائر المراكز الاولى في ادارة الدولة  , فكانت كثير من عشائر تكريت وسامراء وكثير من عشائر الانبار وتليها الموصل في مقدمة العشائر المقربة من البيت الحاكم الدكتاتوري , ينتج عن ذلك عديد المميزات المالية والمادية لهم...هذه أول الخطوط المرسومة على جغرافية العراق الموحد بالسيف والقهر الاجتماعي...أما من  نال شرف رضى القيادة السابقة ؟؟؟ فقد حظى بما حظى به الاخرون من امتيازات وان كان من مناطق اخرى شريطة ان تكون يداه ملونات بالدم الاحمر من ابناء الشعب العراقي ,اما عن تفاصيل تلك المناطق والعشائر والبيوتات وطرق ولائهم وانتمائاتهم ,فمن الافضل ان يترك للباحيثين في علم التاريخ والاجتماع المعاصرين , فهو فرصة  درس لهما وبحث ..كما اظن..و ما تبقى من مدن العراق في شماله وجنوبه ومن عشائره في الجهتين ايضا فهما من بقية الناس التي عليها ان تسبح بفضل وبحكمة القيادة البعثية ورمزها المخلوع وان تضور الناس من الجوع والحر و التشريد فما عليهم إلا ان يشتغلوا عمال بناء في قصور الدكتاتور المذهبة بالذهب الخالص والمنتشرة في ارجاء العراق .وهذه اول المعارك التي رسمت لنا الحدود العراقيه داخل الوطن ,ولابد من الاشارة ان المعارك هي جزء من اسباب عديدة رسمت تلك الحدود الحقيقية على ارض الواقع ولكن ليست الوحيدة  ,اشير هنا إلى اخوتي من الدارسين بالتوسع في الموضوع واعداد رسائل اكاديمية في هذه االموضوع واسبابه ونتائجه...                                           
المعارك الأخرى والأكثر أهمية هي معارك الداخل العراقي والتي وضعت الحدود الجغرافية للمجتمع المنقسم على نفسه بكل وضوح وبدون تخريفات مايسمى بالوحدة الوطنية التي شخصيا لم أعشها يوما واحدا في حياتي...والحروب الداخلية العراقية تبدا من قضية حرب الشمال ضد الاخوة في اقليم كردستان العراق وامتدت من حرب عبد الكريم قاسم ضد الاكراد انتهاءا بعملية الانفال في عام 1991 م  وهذه الفترة الطويلة جدا عاش فيها الاكراد مرارة الحياة  ودفعوا من دماء ابنائهم مالا نسطيع ذكره او نكرانه في هذه السطور المتواضعه  ؛ فكان العنصر الكردي والارض الكردية لاتنتمي الى العراق الواحد بعد شلال الدم والاضطهاد الكبيرين...وحدودهما واضحة المعالم وقضيتهم  اوضح من عين الشمس والشخص الكردي يحمل خارطة الحدود في صدره قبل ان ترسم على الارض بسبب الويلات التي ذاقها والتي كنت شاهدا عليها معايشا لها الى عام 1996م... ثانيهما الحرب على دولة الكويت وماتبع ذلك في الانتفاضة الشعبانية المباركة 1991 م والتي اجهضت بفعل ارادة دول الجوار العربي والاسلامي قاطبة وبرضى ومواقفقة الغرب كله تقريبا ,فكانت لهجة الجنود الذين سحقوا الانتفاضة واذلوا اهلها وبطشوا بالمدن والسكان الآمنين ,تنتمي تلك اللهجة بوضوح تام الى الجهة الغربية من العراق وماتبع تكريت والموصل..والمضطهد والضحية هو ابن الجنوب ,فكيف لا يرسم حدودا جديدة  في صدره المليء بالسهام من هذا الوطن ووحدته الافتراضية ..؟؟؟؟                               
والحديث بعد سقوط النظام عام 2003م , يختلف كثيرا عما سبقه ولايشبه حديثا أخر ,فقد فقد كثير من ابناء النظام السابق وايتامه  صوابهم حين انهزم البعثيون وهربوا بملابسهم الداخلية ... بمشهد سريالي أمام الاعلام العربي والدولي آنذاك..ونتيجة لهذا الحدث ,انقلبت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة على مناطق معينة من العراق ؟؟؟ونالت طائفة الشيعة المسلمة  حظها الاوفر وحصتها الكاملة  من زهق الارواح الطاهرة ..سمعت وشاهدت  الناس بمختلف مشاربهم الالسن  تلصق بنفس الطائفة  الصفات والالقاب  السيئة  وأنواع الشتائم , فضلا عن الخطاب الديني والاعلامي الذي اوغل في الكراهية والطائفية وحتى اللحظة  يسير بالمنهج نفسه ..وما إلى ذلك من عوامل أخرى ..ساعدت وثبتت حدود  خريطة العراق الواقعية في صدور الناس وفي اذهانهم ولا أرى مبررا لانكارها والحديث بغيرها , حيث لاوجود  لتلك الخارطة التي تدرس في علم الجغرافية...                              
جمال حسين مسلم                                      

الخميس، 16 أبريل 2015

.....

المتحدث بس عاصفة البعران السعودي
نفس الحذاء يدخل فيه المرافق الصحية ، ويقف فيه على السجادة للصلاة ،، ان لم يكن لك ايمان ، فليكن لك ذوق ، بعران بلا ذوق

الاثنين، 13 أبريل 2015

اليمنُ وأخلاقيات الغرب المفترضة

    
الشعب العربي اليمني صاحب أعرق  الحضارات وأقدمها في شبه جزيرة العرب وربما في العالم أجمعه.. يتعرض هذا الشعب الكريم المعطاء اليوم  إلى  هجمة عسكرية بربرية تقودها المملكة العربية السعودية  ومجموعة من الدول العربية المتحالفة معها  !!! حيث تقود المملكة العربية السعودية هذا التحالف على شكل ضربات جوية لأهداف محددة داخل الأراضي اليمنية , يفترض أنْ تكون هذه الأهداف أماكن تواجد عسكري لجماعة أنصار الله والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله  صالح , واليوم  هو رقم (19) في تكرار هذه الطلعات الجوية المسنودة بالدعم اللوجستي العلني من الحليف الأول لدول الخليج العربي , ألا وهو الولايات المتحدة الامريكية ؛ وتدعي المملكة العربية السعودية انّ هذا العمل العسكري ؛ جاء لاسترداد شرعية الرئيس هادي عبد ربه منصور المتواجد في هذ اللحظة على الاراضي العربية السعودية بعد فراره من عدن عاصمة الجنوب اليمني وحضوره مؤتمر القمة العربية في مصر 3/2015 .                               
والحقيقة العسكرية الثابتة في هذا الحرب ان هذه الطلعات الجوية الحربية من قبل التحالف العربي { السعودية ,الكويت,البحرين ,الامارات,قطر ,الاردن ,مصر ,السودان والمغرب } والتحالف الغربي { امريكا ومن لف لفها من دول الخدمة } ,لم يستطيع ولن يستطيع أبد الدهر أن يخفي الحوثيين من الوجود على قيد الحياة , فهم حتى هذه اللحظة لم يتبخروا !!! ومازالوا و بعكس التوقعات العسكرية يتصدرون المشهد العسكري الداخلي في اليمن ويتقدمون في مدن وشوارع عديدة ...ويرفضون بشدة أي تنازل للخطاب العسكري المستبد  المتكبر من قبل الخصم ..والخصم حائر بأمره وأهدافه المزعومة..                                                                  
ولكن هذه الحقيقة لاتعني  القفز على بعض نتائج , فهذا العمل العسكري الكبير في حجمه ,  نتج عنه  تدمير كبير للبنية التحتية المدنية  والتي هي في الأصل بنية تحتية لبلد فقير أو عمد وتقصد الأشقاء العرب الأغنياء إلى ابقائه فقيرا ؛ لإسباب عديدة  يقع في مقدمتها الاسباب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وربما الدينية المذهبية ...والأمر الثاني الضرر الكبير الذي لحق بالمواطن اليمني الذي لاحول له ولاقوة في هذا الحرب , المواطن المنهك والمتعب من الأصل , مواطن يسعى إلى لقمة عيشه ويكدح في سبيلها كدحا , فقد تأثرت هذه الشريحة بشكل كبير وأصبح كثير من الناس بلامأوى ولاملجاء في ظل هذه الظروف القاتلة والقاهرة.....              
 اعتاد المواطن العربي على السلوك المتخاذل لحكوماته وللمؤسساته الرسمية التابعة للدول العربية , ولاسيما في هذا الوقت الراهن ؛حيث تقلب الظروف في كثير من البلدان العربية وعدم استقرارها ...فمالذي يدعو الغرب الديمقراطي !!!  إلى التخاذل في هذا الموضوع والتفرج عليه وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟ حتى ان خبر الحرب على اليمن لم يتصدر وسائل  الاعلام الغربي المسموع أو المرئي وكان خبرا ثانويا  في  أفضل احواله , فما عدا مما بدا !!! الغرب المتحضر ديمقراطيا  نفسه كان قبل أكثر من شهر  يقيم الدنيا ولايقعدها  , حول الأحداث في اوكرانيا , كانت وسائله الاعلامية  تشن حربا لاهوادة  فيها على روسيا  وكأن وحشا كاسرا يهدد البيوت الامنة في اوربا والغرب كله , وكاد الناس انْ يصدقوا كل الاساطير التي نسجت حول اوكرانيا والتدخل الروسي ,وعجت مجالس الاتحاد الاوربي والامم المتحدة ومجلس الامن  بالاجتماعات المتتالية وكأن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة !!!                                                                                                   
أما فيما يخص قتل المواطن اليمني بطائرات البترودولار والعواصم الغاشمة المتحالفة معها , فهو موضوع لايعني حقوق الانسان في الغرب الديمقراطي , والموضوع يقع ضمن الشرعية الدولية كما تتحدث بذلك فرنسا رائدة الحرية الفكرية والمساواة والعدالة...في أكثر من مناسبة تسقط الاقنعة المزيفة عن ديمقراطية الغرب المزعومة , ويبرهن لنا العالم على ازدواجيته الاخلاقية والكيل بمكيالين ...الغرب الذي لايرضى ان يتعلم بأن الشعوب لاتموت وانّ الشعوب تصنع الانتصار بارادتها ودماء شهدائها , سواء أغمض الغرب عينيه عنها أو فتحها, الأمر سيان أمام صيحة الفقراء والمهمشين في الجبال اليمنية الشامخة , مثل عنفوان عمق الحضارة في اليمن العربي الكريم الشجاع..                          .                                                                                        جمال حسين مسلم 

الأحد، 12 أبريل 2015

في رثاء رشدي العامل

لا اجد ابلغ من قصيدة الحطاب على رشدي العامل وال(عالم) الشعر الزاخر بالوجع:
ليلة دفن الشاعر رشدي العامل
ورقة من تقرير شرطة المقابر 
..ما إن غادر المعزون المقبرة 

حتى نهض "المدعو" رشدي العامل 

وتفقد بيته الجديد.. 

كان بلا أثاث، ولا موائد للكتابة 

فانتظر مجيء الليل، 

ليحصي: كم قتيلا يمتد بين الكلاشنكوف والشعر 



..واذ انتبه "المدعو" رشدي العامل 

لعيون تتقفى آثار خطاه 

حتى قرفص، وكأنه يهم بقضاء قصيدة 

ثم تسلل الى أقرب قبر 

ليؤسس تنظيما سريا لفقراء الموتى 

الله يا رشدي 

يا صديقي الذي قلدته الحكومات 

أرفع معتقلاتها 

..في الآخرة، لا تكن "اشتراكيا" 

لا عليك وحقوق من يشتغلون في الجنة 

أو في النار.. 

فقد أصبحت شيخا 

ولن تعينك عكازتاك على "نش" 

ذباب الشرطة عن وجهك 



"غورباتشوف" تنازل عن لينين 

والثورة الأممية، 

تباع بياناتها للذكرى 

لسنا سوى: حروف مصحح 

أما العناوين الكبيرة 

ف: لل.. 

ولل.. 

..كم عمرا يحتاج الكون 

ليولد شاعر 

..كم نبعا تحتاج الأرض 

لتخلق نهرا 

..كم وطنا، نحتاج 

لنستوعب 

طفلا، مثلك 

رشدي.

محبتي
علي الموسوي - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=22362#sthash.fxYsu949.dpuf

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

سلفنة العقل العربي




للمتورطين بقراءة هذه السطور من غير العراقيين , مادة سلفنة ,يسلفن ,مسلفن ,غير موجودة في معجم العين لصاحبه الخليل بن أحمد الفراهيدي . فهي من مستجدات التطور اللغوي في سوق مريدي..أهم مركز تجاري في مدينة بغداد/ الثورة ,قسم البؤس والشقاء . في المقدمة لابد من الاشارة إلى وجود مجموعة عنوانات حملت شعار العقل العربي ؟؟؟ فتاثرت بها وسرقت الشطر الثاني , أما السلفنة ,فهي محاولة ربة المنزل الاحتفاظ بالمواد الغذائية من خلال لفها بمادة السليفون { ورق الالمنيوم} الرقيقه ومن ثم وضعها في البراد حتى اشعار أخر تكون فيه جاهزة للاستعمال.. . تذكرت بعض الناس ممن يحملون عقلا عربيا مسلفنا ..الآن.. وكيفية { تسلفنه } من قبل ربات البيوت ممن يتخذون صناعة الاعلام وسيلة مهمة لتشويه الحقائق وتوريط الاخرين بمادة اعلامية للنقاش لاتتعدى مجموعة من التخريفات , التي أوضحت بشكل جلي ضحالة المتلقي وتدني شخيصته , بحيث اصبح العامي من الناس عندهم والشهير على منابرهم الاعلامية والدينية في المستوى نفسه من الغوص بالوحل الفكري... 
تعصف الاحداث العسكرية في منطقتنا العربية من كل حدب وصوب وتجري بسببها أودية من الدماء البريئة وتزهق الأرواح الطاهرة بسبب ودون سبب , في الوقت نفسه اصبحت المنطقة العربية على جدول اعمال ومؤامرات دول المحيط العربي ودول العالم الكبرى وكذلك عند كل من هب ودب في بعض الأحيان ...وهذا هو موضوع الساعة والموضوع الساخن للنقاش في كل يوم وعلى كل مائدة ؛ لذلك على الانسان انْ يتجنب كثيرا من النقاشات ؛ لانك لاتدري من تناقش وما الغاية من النقاش ...ففي حديث عام مع عربي الجنسية حول مصرع الطيار الاردني وحرقه من قبل الدواعش من ابناء الفواحش... 
حاولت مرارا وبخدع كلامية كثيرة , ان اسحب صاحبنا هذا من بساط المذهبية الاسلامية إلى .. لا اكراه في الدين ..وكما يحب العراقيون ان يرددوا موسى بدينه وعيسى بدينه ومد ايدك بالفلينة..؟؟ { لتحتار اي نوع من العرق والبيرة لتشرب }, ونجحت إلى حد ما في منعه من استخدام بعض الكلمات ممن يستعملها اقرانه من مثل صفوي فارسي مجوسي , وايران داشه فيكم..وكان امريكا ماداشه فيهم..؟؟؟ بعد ان اثبت له ان لامذاهب مختلفة في لبيبا ومع ذلك فالامر مشابه من حيث الدمار والقتل....وبطلاع الروح...صدقني الرجل ....ثم انحرفنا بشدة نحو الشرعي واللاشرعي من رؤوساء العرب ..واستمعت الى نهر جارف من التصدعات الفكرية لديه وعشرات الالفاظ اللااخلاقية التي هجم بها ضد الرئيس بشار الاسد ..فذكرته بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا بالنظر لخطر الدواعش المحيطة بالعربية السورية حفظها الله ...وتسلسلت له في بيان ماهو اوضح من الشمس في اجرام تلك المجموعة بحق الانسانية جمعاء ...إلى أنْ وصلنا الى ذكر ابشع منظر في التاريخ الحيث وهو منظر حرق الرجل الطيارالكساسبة الاردني الجنسية ,حينها استدرك صيقنا العربي على الجميع بقوله ..من يقول الفديو صحيح ...مشككا في الادوار والتصوير ...في الوقت الذي ترى فيه داعش يفتخرون بكل ما فعلوا...والاردن تعترف رسميا بالحدث على مستوى الملك وأهل الفقيد ..والعالم برمته مصدوم...وصاحبي مازال يعتقد بأن الدواعش لا يمتكلون مثل هذه الاخلاق الحمدية ...والموضوع برمته مفبرك..!!!والجماعة { حبابين ومؤدبين }.. والعالم يحاول الاساءة إليهم... 
هنا عدت مع نفسي اصيغ فكرة سلفنة العقل العربي وربما التسلفن هو مصطلح مهذب كثيرا في تناول وصف مثل هذه العقليات المتسلفنة منذ أكثر من 1000 عام بورق كتب التاريخ المزور.مصطلح مهذب بمقابل استحمار العقل العربي..ولكن الاخطر من ذلك كله هو كيفية رفع ورق السليفون من ادمغتهم دون التسبب بتلفها وتركهم يتحررون بافكارهم الحبيسة ...ومتى يحث ذلك... 
جمال حسين مسلم 

السبت، 4 أبريل 2015

مصر وضياع البوصلة



تكملة لبضعة سطور متواضعة نشرتها من قبل في عديد المواقع الالكترونية تحت عنوان { مصر انتبهي لحدودك الغربية } , وصفنا فيه الأخطار المحدقة بمصر العربية  ؛ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية الخطيرة جدا في ليبيا وما أثر ذلك على الوضع الداخلي في مصر ؛ حيث تعد ليبيا من أخطر الأماكن في العالم , التي تعشش فيها العصابات الأرهابية , وتسرح وتمرح دون رقيب ودون ردة فعل واضحة من المجتمع الدولي والعربي  في الوقت نفسه ,و موضوعة الإهمال هذا محير للعقول وفيه شكوك كثيرة ومآربٌ خطيرة , وجمهورية مصر تدرك هذه المخاطر القادمة من المعسكر الآمن لتلك العصابات في ليبيا , بنفس الإدراك لمكامن الخطر القادم من  جبال وصحراء سيناء , وجمهورية مصر هي العمود الفقري لأمة العرب وقلب الوطن العربي بجناحيه الشرقي والغربي ,فإنْ قامت قام العرب وإنْ نامت نام العرب ,مصر بشعبها وتاريخها ونيلها وسهلها وجبالها وبحرها ,لا بمن يسوسها فقط...                                                                                         
كانت  القيادة السياسية في مصر قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ بتارخ 13-15/اذار/ 2015م , تعاني كثيرا من أزمات مختلفة , منها اقتصادي ومنها أمني بشقيه الخارجي والداخلي ..وكانت سيناء في شمال مصر وموضوع الحدود الليبية الشغل الشاغل لمصر العربية شعبا وقيادة , وكلا الجبهتين مفتوح الحدود الجغرافية يصعب جدا حصر تحرك المجموعات المسلحة فيها دون جهد استخباري منسق مع دول الجوار وبعيد عدة محاولات مسلحة استشهد فيها كثير من الجيش المصري والشرطة المحلية ؛ جاءت محاولة مصر في مجلس الأمن ؛ لاستصدار قرار حول مجزرة الاقباط في ليبيا  , واتهام مصر قطر وتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي المصري والليبي ,ومخاطرة الوضع الليبي فتصدت لها ماتسمى ب {قطر }, فأدانت الخارجية المصرية هذا التصرف  ولكنها واجهت ردا عنيفا من دول مجلس التعاون الخليجي ,الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لشعب مصر وحكومتها والتي تحارب الأرهاب على ارضها  ؛ لكي لايعبر الحدود بإتجاه دول الخليج ,فهي الخط الأول الذي يجب انْ يكون معززا مكرما , قابل المصريون هذا الرد باستقبال حافل وكبير للقيصر فلاديمير بوتين وكانت مصر تبعث برسائل متنوعة إلى دول الخليج عن قدرتها الحقيقة في التعامل مع الأحداث وما إلى ذلك من اشارات تدل على أهمية ومكانة مصر العربية......                                                        .
ولكن الذي صدم المجتمع المصري عموما والمثقف المصري خصوصا ..المشهد ما قبل الأخير من مسلسل المساعدات الاقتصادية الخليجية لمصر وخاصة في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ؛حيث كانت النتائج المبهرة غير مريحة لكثير من متتبعي الشأن العربي المصري ,وفعلا تحققت شكوك الناس حين اضاعت مصر طريق البوصلة ومشت في طريق عاصفة الحزم والتي لاناقة لها فيها ولاجمل ... فلم تشكل  جماعة أنصار الله اليمينة مع جيش علي عبد الله صالح في يوم من الأيام خطرا على مصر العربية ؛ولا على بابا المندب , المحروس أصلا بكل أساطيل العالم !!! بقدر ماتشكل ليبيا ومن ورائها السودان ومن خلفهما الدعم القطري والتركي اللامحمدود على مصر العربية أكبر تحد وتهديد في العصر الحالي لسلامة الاراضي المصرية وامنها القومي .                                                         
مصر العربية اعيدي حساباتك وانتبهي للخطر القادم من الحدود الليبيه وانتبهي لسيل الطائرات المدنية القادمة من الخرطوم إلى طرابلس الغرب وسيل الزوارق القادمة من تركيا إلى حدود ليبيا البحرية ,أفضل من الالتفاف حول عاصفة الحزم , والتي نجهل أهدافها حتى اللحظة ...فالسعودية العربية ومن تحالف معها كان على علم مسبق , ومنذ شهور طويلة بانفلات الوضع في اليمن العربي ولم يتدخلوا ولم يصدروا بيانا واحدا في هذا المجال ,وتدخلا بكل قوة في سوريا العربية واصبحت بفضلهم  الذئاب تحيط بأسوار دمشق الحبيبة الغالية علينا جميعا ,ومن يثق بتحالفات  دول الخليج كمن يثق ببيت العنكبوت, فهو واهم للغاية فدول الخليج العربية تكيد لبعضها منذ سابق العصر والزمان ,وما الساحة الآن إلا مجموعة  من الأوراق المختومة بدولارات هؤلاء العربان من أهل قرن الشيطان...                                                                                             
مصر اعيدي اتجاه البوصلة قبل فوات الآوان , اعيدي بوصلة العلاقات  باتجاه الجزائر العربية حكومة وشعبا ,واعيدي بوصلة العلاقات باتجاه سوريا العربية حكومة وشعبا  

الجمعة، 3 أبريل 2015

نيران شقيقة


يصعب وصف ما حدث لنا نحن اليمنيين من جرّاء عاصفة النيران الشقيقة أو استرجاع اللحظات الأولى للعدوان "الأخوي" الذي وصل إلى أكثر من مكان في هذا البلد الذي سموه بالسعيد مع أنه لم يعرف السعادة يوماً واحداً، ليس لموقعه الجغرافي وأطلاله على بحار ثلاثة: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي، فحسب وإنما للخلافات التي لم تتوقف بين أبنائه على من تكون له السيطرة منهم وقيادة دفة الحكم في البلاد، حدث هذا قديماً ويحدث الآن وكأن الحكم هو كل شيء في حياة الشعوب ولا هدف لأبنائها سوى الاقتتال طمعاً في الاستئثار به والإمساك بمقاليده، وهي في أحايين كثيرة مقاليد الفقر والمعضلات التي تنشأ عن التنافس والتطلع إلى السلطة خارج الضوابط القانونية والأخلاقية، وبعيداً عن الشعب واختياراته والاحتكام إليه والوصول إلى الحكم عن طريق الانتخابات، فلا مكان في القرن الواحد والعشرين للغلبة، سواء كانت غلبة القبيلة أو الطائفة أو الحزب أو غلبة تابعة من الداخل ومحروسة من الخارج.
وما حدث في مساء الخميس 26 مارس 2015م من هجوم جوي مباغت على العاصمة صنعاء وبعض المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد لا يمكن تفسيرة أو تصوره إلاّ على أنه "بروفة" أو مناورة عربية إسلامية لمباغتة العدو الصهيوني وشل حركته العدوانية وكسر غطرسته الشنيعة التي يمارسها على الداخل الفلسطيني وعلى الخارج العربي. وأن عاصفة حازمة جازمة يقوم بها العرب وأشقاؤهم من الأقطار العربية على نمط ما حدث لهذا القطر الشقيق وهو ما ينتظره العالم من العرب والمسلمين الذين يتلقون الصفعات المتوالية من الكيان الصهيوني ويفاجئهم صباح مساء يفعله ويمارسه من تحديات دون أن يفعلوا في مواجهته شيئاً يُذكر. والنيران الشقيقة يمكن لها أن تغيّر اسمها وتتم بنجاح كبير في أرض فلسطين المحتلة وتشكل مجداً بطولياً تاريخياً عربياً للدول التي قامت بالتدريب في الأجواء اليمنية، علماً بأن مساحة الأجواء في فلسطين أقل فضلاً عن خلوها من سلاسل الجبال الشاهقة التي زرعها الله في اليمن حتى تكاد تكون بعدد السكان.
لقد حدث ما حدث يا أشقاءنا، ولم تقصِّر نيرانكم الشقيقة في تدمير بعض المنشآت والمنازل الشعبية وفي إحراق إجساد بعض المواطنين البسطاء، ولكنها لن تحرق الصلة التاريخية التي تربط بين بلدنا وبلدانكم ، بين مواطنينا ومواطنيكم، ولن تحرق التاريخ الذي يجمعنا منذ آلاف السنين، كما لن يسيء إلى الوشائج الأخوية التي سوف تزداد قوة ورسوخاً، فالعلاقة الثابتة والصامدة هي تلك التي تقوم بين الشعوب لا بين الحكام والقادة الذين هم عرضة للتغيير والتبديل. ويصح القول في هذا السياق أن هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها أشقاؤنا مثل هذا الموقف الظالم، فقد سبقت لهم معنا مواقف كثيرة مماثلة، واشتوت بلادنا لقترة طويلة بنيرانهم الشقيقة الكثيفة. ولكن النسيان أو التأسي سجية يمانية أصيلة، وإن كانت هذه السجية لا تطبّق –يا للأسف- إلاّ مع الخارج، أما الداخل فإن الأضغان لا تُنسى ولا تُتناسى.
خوفي الحقيقي لم يعد على من تبقى من جيلنا ولا على الجيل التالي لجيلنا وإنما على الأجيال الجديدة هذه التي عشنا نحلم بأنها ستجني ثمار ما قدمته الأجيال التي سبقتنا من تضحيات وما بذلته من جهود وتحملته من عناء في سبيل تصحيح الفهم المغلوط عند عامة الناس عن الحرية و"الدستور" خوفي أن تعيد الأجيال القادمة الأخطاء نفسها التي اقترفها من سبقوهم ويسيرون على الطريق المزروع بالخلافات ، وقد يرى بعض القراء أن هذه الإشارة خارجة عن السياق ومقحمة على موضوع النيران الشقيقة. بينما هي في قلب الموضوع فقد ذهبت بنا المصالح المؤقتة والصراعات الثانوية التافهة إلى حد تجاهل أقرب المحطات من تاريخنا الحديث، ووضعنا في دوائر ضيقة من محبة "الأنا" وعبادة الذات إلى أن تراكمت الأخطاء وفقدنا بوصلة الاعتدال والتسامح فكان لابد أن يحدث ما حدث.

صدق رسول الله


الأربعاء، 1 أبريل 2015

"العربية" فضحتنا.. ماذا لو قامت اليمن بضربنا؟؟


جمال بيان *

جمال بيان*
فضحتونا في الإعلام الفرنسي لا بارك الله فيكم. فضيحة نشر صور مزورة من قبل قناة العربية تتفاعل في أوروبا.
**
قبل غارات بلادنا علی اليمن لم نسمع عن مقتل طفل واحد. وهذه اليونيسيف تشهد بأن قتل الأطفال بدأ منذ اسبوع.
**
صار لنا اسبوع نضرب اليمن بلا جرم وإلی الآن لم تضربنا. السؤال لبني البشر فقط: لو قررت اليمن ضربنا، هل راح نسميها معتدية أم مدافعة عن نفسها؟!
**
سجلوها. صوروا هذه التغريدة والموعد غدا. غدا سوف ينسحب عدد كبير من الأمراء من سوق الأسهم خوفا من انهيار وشيك. راقبوا رقم عروض البيع غدا.
**
نقول نريد إنقاذ الشعب اليمني. هل لدينا خطة ﻹيواء نازحين يمنيين داخل السعودية ؟!! أم سنتركهم ومصيرهم تحت نيران طائراتنا الباسلة ؟!!
**
الزهايمر الأحمق دمر مرافق الدولة اليمنية ولم يضرب حوثي واحد. فالحوثي ليس جيش نظامي حتی تضربه بطائرة. فالقصف فخ أمريكي كما أسلفت منذ أيام.
**
أخبرني الآن مصدر في الدفاع بأن بنك الأهداف المقدم من أمريكا قد انتهی ظهر اليوم. ماذا سنفعل بعد انتهاء بنك الأهداف الأمريكي؟!!!!
**
بن نايف رفض مبادرة من شركة "سعودي أوجيه" ﻹنشاء بورتبولات في الطائف ﻹيواء النازحين الحاليين والنازحين المتوقعين لاحقا.
**
أخشی علی بيوت جازان من النهب من قبل ضعاف النفوس. فالكثير من البيوت مهجورة بسبب النزوح. ولا وجود لدوريات الشرطة داخل الأحياء السكنية.
**
بحثت عن نص شرعي في القرآن والسنة يجيز قتل شعب بناء علی هوی ملك أو أمير فلم أجد. لا أدري متی صار الضوء الأخضر الأمريكي شريعة نعمل بها.
**
الكاش القطري الدسم يغير الآراء والمواقف 180 درجة. النفيسي قبل الكاش كان يستعمل عقله ويدعو للصداقة مع إيران.
**
لو طلب مواطن وظيفة عادية لاشترطوا عليه شهادة جامعية وخبرات ...الخ. بينما أخطر وأهم وظيفة وهي "الحكم" يتولاها صبية أميون بلا شهادات!!!
**
لم يقل الرسول "الحكمة يمانية" مازحاً (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى). فعدم ردهم على غاراتنا حتى الآن أحدث ثقوباً خطيرة في قواتنا المسلحة.
**
مهما كانت نتائج الحرب فهي فضيحة وعار لبلادنا . ﻷنها حرب غير عادلة . 10 دول مقابل دولة واحدة!!!!
**
المراهق بن سلمان علی طاولة واحدة مع الأمريكان أعداء المسلمين لضرب شعب عربي مسلم لم يعتدي علينا. هل ترضی أيها الحر؟!
**
أقترح علی جميع أهل الأرض إخراج مظاهرات ‫#‏عاصفة_التضامن المليونية مع اليمن . فما يحصل هو إيادة جماعية لشعب مظلوم من قبل أصدقاء أمريكا.
**
عام 2009م وجهنا ضربة إلی صعدة . ومنينا بخسائر بشرية فادحة في صفوف قواتنا . حتی أن الحوثي دخل 170 كيلو داخل المملكة . ماذا سيحصل اليوم ؟!!!
**
إذا لم يتمكن سكان الجنوب من الفرار اصبحو رهائن. فنحن أمام خيارين صعبين. إما أن نسكت علی احتلال الجنوب. أو نقصف ونبيد الالاف من شعبنا.
**
عند ضرب جسور المرتفعات . فالميدان لصالح اليمن . ﻷنه لا جيش بري كفو لدينا. ولا مجال لفرار آلاف الناس من المنطقة اذا قطعت الطرقات.
**
عاااجل المخابرات الأمريكية أبلغت البزر بن سلمان بأن عليه وضع خطة فورية وعاجلة. الحوثي سيضرب الجسور في مرتفعات الجنوب ما يعرقل النقل البري.

* تغريدات على تويتر
* جمال بيان - أحد المقربين من أسرة الأمير طلال بن عبدالعزيز

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن