الأحد، 21 أغسطس 2016

لا دولة علي ولا دولة فاطمة عليهما السلام


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبيل أيام مقطع من فديو (يوتيوب ) للشيخ المحترم الشاهرودي ,في معرض حديثه عن الصفات الايجابية لشخص رادود حسيني معين...وهو حديث قديم أعيد تداوله بقوة وكثافة  هذه الايام......( ولا اعرف السبب ) وظاهرة الرادود انتشرت مثل النار في الهشيم في العراق مابعد 2003م ؛ ولعديد الاسباب المتعارف والمتفق عليها... والشيخ الشاهرودي اثناء حديثه ذهب إلى ماهو أبعد وأخطر من ذلك الهدف ؛ حين نبه الحضور إلى  انهم يعيشون الآن في عصر ذهبي عصر الخير ..وهو عصر دولة علي ابن ابي طالب عيله السلام وعصر فاطمة الزهراء عليها السلام كما قال بالنص الواضح, فكل العراق يستطيع أن يبكي على الحسين عليه السلام ,وكل العراق يستطيع ان يقيم مجالس العزاء ويستذكر مصبية الحسين الشهيد عليه السلام , واذا لم تقم هذه المجالس ( على حد قوله ) فالحسين عليه السلام يزعل ويحزن...؟؟     خطورة هذا الطرح متأتية من عدة جوانب ,في مقدمتها استخفاف القائمين على المؤسسة الدينية في العراق بعقول الناس وقدراتهم الثقافية والفكرية  ..وهذا موضوع له اسبابه الحقيقية ,حيث تتمتع منصات الخطباء بحصانة دينية ولايجوز لأي فرد في المجتمع مقاطعتها او مشاكستها أو مخالفتها ؛حيث اضفت على نفسها طابع القدسية وادخلت الناس في اشكالية الوكالة الربانية في بيان الحلال من الحرام وعاقبتهما....أما نحن في العراق فعلى بعد مسافة كونية ضوئية بين دولتنا ودولة علي ابن ابي طالب عليه السلام ,فدولة علي عليه السلام لاتوصف في سطر ولا في مجلد ولا في موسوعة ,اما دولتنا ما بعد 2003م وقبله ايضا... فتوصف بأقبح الالفاظ المستخدمة في القاموس (عربي –عربي ) فهي دولة فساد ونهب وسلب ..ودولة فقراء ومساكين ومهجرين ونازحين ومفقودين باعمال قتل على الهوية ,ومشردين في خيم داخل وطنهم وحديث طويل عريض عن البنى التحتية المتهالكة وحديث  حزين عن ايتام وارامل ومرضى وسكان صفيح متجاوزين على املاك الدولة..وسياسيو الصدفة يصولون ويجولون دون رادع اخلاقي..والدواعش  نهبوا ثلث العراق في يومين ولولا سطرين من السيد الجليل المحترم لكنا في خبر كان...اما الحسين عليه السلام وهو في جنات صدق عند مليك مقتدر ,لايزعل ولا يحزن...عفوا ... بل يزعل ويحزن حين يرى مواكب الناس تهدر إليه كالأمواج في البحر ولكن الناس تظلم بعضها بعضا ..ويزعل حين يرى الناس تلطم الخدود وتاخذ الرشاوي ولا تؤدي وظائفها وتسكت عن مغتصبيها..ويحزن حين يرى كل من هب ودب يستغفل الناس باسم الحسين عليه السلام..ويموت كمدا وهما حين يرى دولة غنية مثل العراق تعيش ماتعيش والشيخ يصف الوضع بوجود بعض النواقص فقط..ويحزن حين يُطلب من الفقراء بعض الصبر والحكومة واذرعها ومعارفها يحتفلون في اسطنبول وبيروت وقبرص والقاهرة.. أما حماية المواكب الحسينية فهي من اختصاص وواجب الدولة وليست بمنية على المواطن .فالبرازيل تحمي دورة الالعاب الاولمبية 2016م ,وذاك ضمن واجبها كدولة ....وأخيرا فلسنا دولة علي ولا فاطمة عليهما السلام..نحن دولة محاصصة طائفية مقيتة ودولة سرقات  وأموال مهدورة وحقوق مسلوبة ودولة عشائر مسلحة..نحن لانرقى أن نكون مثل أي دولة أخرى حتى وان كانت جزر القمر... وإنْ كنت تبحث عن دولة علي ابن ابي طالب ,فستجدها في رائحة تعرق المقاتلين على أبواب العراق وفي الثغور وعند المعلمين الشرفاء والمخلصين لوجه الله والعمائم الملازمة للساتر الترابي في اشد المعارك ,وتجدها عند الفقراء الذين يكرمون زوار الحسين عليه السلام ,وفي قلب الشباب الحالم بيوم عمّالة في المسطر ؛يعيش به يومه فقط..وتجدها عند كل مخلص في نيته لبناء العراق وخدمة شعب العراق..وهذا مما لاتجده في المنطقة الخضراء أو السوداء...                            

هناك تعليق واحد:

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن