الاثنين، 12 ديسمبر 2016

د. عمر البرزنجي {{ العراق الافضل ديمقراطيا من دول الجوار جميعا وعلى المثقف العراقي أنْ يتحرك ويبادر أوّلا }}

  
 في حوار هاديء وبناء مع السيد وكيل وزير خارجية العراق الدكتور عمر البرزنجي ,تناولنا بعض ملامح المشهد العراقي الحديث ومايدور في الشارع العراقي..                        
كتب :- جمال حسين مسلم                                                                               
                                                                  
  سؤال :- لماذا تحولت التجربة الديمقراطية في العراق إلى مشهد مرعب ؟                                             
 الجواب :-أهلا وسهلا..حقيقة نحن نعلم ان العراق مر بفترة زمنية عصيبة جدا والانسان اذا اقتضى الامر ان يجبر على الدين بالربا ,فقد يخرج من الدين ولكن يقع في الربا وهي مصيبة اكبر من المصيبة السابقة؛ لانه في حالة ضرورية للعلاج والعلاج يسحبه إلى مخاطر أخرى, العراق في  زمن النظام السابق كان عبارة عن سجن كبير جدا لكل العراقيين  ,المشكلة الكبيرة بعد انتهاء النظام مباشرة الارهاب دخل العراق في البداية مجموعة كبيرة من الارهابيين وارتكبت المجازر في العراق باسم القاعدة والعراق اصيب باستنزاف كبير بسببها  وهذا العدد الكبير من الارهابيين الذين يفجرون انفسهم في الناس  ,وهؤلاء استغلوا هذا  الظرف وكان معهم بعض الاموال ,فوقعنا بمشكلة جديدة وكانما اجرينا عملية جراحية لرفع ورم خبيث ولكن في قاعة ملوثة ؛لذلك دخل الارهاب على الخط مباشرة وأيضا يجب ان نعترف قد نكون غير مهيأئين بصورة كاملة لان نستلم الوضع الجديد فالعراق ليس بلدا صغيرا ..العراق في جذور التاريخ والعراق بلد فيه مكونات كثيرة , يجب ان يتولى الامر اناس يكون بمقدورهم التعامل مع كامل هذا الطيف دون تمييز ولاتكون هناك طائفية او فئوية في اي شيءوانما وطنية كاملة  وكذلك عامل الفقر الذي يؤدي إلى مهالك كبيرة جدا فالقاعدة انتهت وحل محلها داعش والذين هم اسوأ من القاعدة واحتلوا مدنا واشتروا الذمم وحدث ماحدث بالنتيجة النهائية حلت بنا كوارث ونحن الان نحاول بما نستطيع ان نعالج وبما اننا امام انتصارت كبيرة مهيبة فانا اقول يجب ان يكون تفكيرنا تفكير ايجابي وتفكير مناسب مع الجديد وهذا يجعلنا متفائلين اذا انتصرنا على هذا الارهاب انا اتصور عندنا فرصة لكي نبني بلدنا بناءا سليما صحيحا ولكننا نحتاج الى وقت اردنا ام ابينا
سؤال:-كيف ترى مستقبل التجربة الديمقراطية في العراق   ؟                                                             
الديمقراطية ليست  سلعة تضعها في جيبك وتتحول إلى ديمقراطي ,الديمقراطية بحاجة إلى تهيأة و إلى صناعة راي عام والى تهياة نفسية ,الانسان بمجرد أنْ يقول انا ديمقراطي لايتحول إلى يدمقراطي فالديمقراطية ممارسة اذا الانسان لايستطيع ان يتحمل الاخر فلايدعي انه ديمقراطي والموضوع جديد علينا من 2003 والى الآن فترة قصيرة وبظرف مثل ظرف العراق ولكن في النتيجة النهائية العراق افضل من كل دول المنطقة في الديمقراطية ويجب ان ننظر إلى هذه الزاوية نظرة عادلة ؛ لان العراق هو ذلك البلد الذي برلمانه متكون من العربي والكردي والتركماني والاشوري والمسلم والمسيحي والصابئي والازيدي والسني والشيعي والاسلامي والعلماني وكلهم يتحدثون بحريتهم والحكومات المتعاقبة احتوت كل هذه الفئات المشتركة ؛ فلذلك يجب ان لاننسى الجانب المشرق ولكن لابأس ان ننتقد الجانب السلبي والانتقاد يجب ان يكون نقدا بناءا, ولكن نحتاج الى  مزيد من الوقت وعندي أمل بأننا ننتظر مستقبلا ديمقراطيا رائعا وسيأتي اليوم الذي تلعب فيه المؤسسات الرقابية دورها الحقيقي في محاربة الفساد والفاسدين ,ولاننسى ان هناك محاكمة ربانية و هذه الامور ليست متروكة هكذا ولكن  نحن بحاجة إلى اناس مؤهلين ونزيهين حتى يعملوا لاجل انقاذ البلد  من اي مفسد حقيقي
سؤال :- الارهاب ضرب بعمق مكونات الشعب العراقي وسالت دماء كثيرة وكاد ان يضرب وحدة الشعب العراقي بعض الناس ترى  في تجربة يوغسلافيا السابقة , قد تكون مشابهة لتجربة العراق الآن  ؟؟             
جواب:- الارهاب اذا كان فرق فأيضا وحد الناس , مثل خطر الفيضان يجعل الناس يفكرون بطريقة معا حتى  ينقذوا انفسهم , والعراقيون الان تفكيرهم جدا مقارب لبعضه ترى ان كل الصنوف المسلحة العراقية  متفقة على محاربة الارهاب هذا يعتبر توحيد توفيقي يعني موفقين من الله سبحانه وتعالى بان يوحد جهودهم ضد الارهاب ,هذا الموضوع الذي نتحدث عنه خياراته كثيرة ليس خيار او اثنين يعني ممكن احد لايقبل اي تقسيم في العراق واخرون يريدون انفصال في العراق ولكن هناك حلول وسط  مثل مسألة الفدرالية  , فبدلا من التعامل مع قطعة واحدة بحجمها الكبير نتعامل مع قطعة واحدة مقطعة غلى مقطعات بمركز واحد وانا لااقصد شيئا ولا احدد المسار ولكن اضرب مثالا فقط فمن الممكن ايجاد حلول اخرى من قبل المخلصين ثم الشعب العراقي كشعب هو من يقرر لان هذه الامور تكون باستفتاءات وليست بطريقة ارتجالية لا بطلب من حزب ولا من جماعة ولا من احد , الا اذا كان الشعب متفق على المصير, فدائما الشعب بيده السلطة العليا ,الشعب من يقرر في النتيجة النهائية.                    
سؤال:-المحاصصة ومالها وما عليها في العراق مابعد 2003م ..؟؟                                                    
جواب :- المحاصصة ايجابية وسلبية في نفس الوقت لانستطيع القول إنها ايجابية كليا ,فهي ايجابية من مجموعة اتجاهات و وسلبية من اخرى فيجب ان لاتكون المحاصصة هكذا مطلقة وانما يجب ان تكون مقيدة ومقننة والمحاصصة لاتكون على حساب النوعية ,ويجب ان يكون الممثل ممثلا لكل العراقيين  دون استثناء , أما المحاصصة التي تعمل لمكون واحد فهي تقطيع للعراق وهي خطيرة جدا لاننا سنصل بها إلى فوضى عارمة وكبيرة ويفترض ان تكون السيرة الذاتية مقدمة على المحاصصة وهذا موجود احيانا وغير موجود احيانا وانا لاانكر ان في هذه الفترة وبسبب الارهاب وبعض الاشياء ؛ صرنا ننشغل عن المهم بالاهم ؛ فعليه الشيء الطبيعي والصحيح ان لاتكون المحاصصة سببا بان ناتي بالضعيف و بغير المقتدر..                                                           
سؤال:-داعش هي المشهد الاول في الاعلام العربي والعراقي .. وان شاء الله سننتصر على داعش في الارض فكيف نتخلص من داعش في الصدور والعقول ؟                                                                 
جواب:- داعش محير ,احيانا مصائب قوم عند قوم فوائد , هناك من يخطط للاتفاق مع اسوا الناس لانه ضدك لانه يجد فرصة ان يدخل على الخط لانه ضدك من دون ان يفكر بان هذه النار سوف تحرقة ايضا ...اقل ما اقول في ذلك داعش وطبيعة داعش فضلا عن ضررهم بالشعوب فطبيعة عمل السياسات التي لايهمها الوسائل وانما الغايات والهدف عندهم هو المهم فقد يستفيدوا من داعش وامثال داعش ورعاة داعش هم الذين يفكرون بتفكير سياسي خبيث جدا ويتم استعمالهم باقبح طريقة من قبل من كانت عنده مصلحة فالغاية عنده تبرر الوسيلة ... انا اشاركك بان داعش ليست فقط داعش التي على الارض وداعش العسكري وانما داعش الفكري هو الذي اوجد داعش العسكري فقبل ان يكون داعش عسكريا ومجرما وقاتلا ففكره الداعشي يدفعه فانت تقضي على الجانب العسكري ولكن الجانب الاخر من مهام جهات عديدة جدا اولها علماء الدين والدعاة , يجب ان يدعوا ويصلحوا الصورة للناس وكذلك المؤسسات الاخرى الاجتماعية والثقافية وايضا يجب ان تكون عندنا حلول من قبيل محاربة البطالة ؛لان وجود اعدادا كبيرة من الشباب عاطلين عن العمل قد يؤدي بهم الى مهالك كبيرة والفهم الخاطيء للدين اكبر معمل لانتاج الدواعش وانا اشبه الدين بالدواء فالدواء نحن بحاجة اليه عندما نمرض فهو الطريق الصحيح ,وحين نسيء استخدام العلاج.. حينها يتحول الدواء الى داء فالاسلام يستعمل استعمالا سلبيا , فبدلا من ان يتحول الى دواء ومعالجة لقضايا العلاقة بين الانسان وبين الله وتنظيم الحياة بين الناس وحياتهم الاجتماعية السليمة  , بدلا من هذا سوف نصل الى  دين جريمة ودين القتل ودين الذبح ؛ لان الآيات القرانية بحاجة الى فهم عميق جدا ؛ لكي لاينزلق الانسان الى الجريمة ؛بسبب فهمهم لقرآن ترى في القضية الواحدة هناك ايات عديدة واحاديث عديدة وليست آية واحدة ؛ لذلك يجب ان تجمع كل هذه الايات ...وهذه من مهام العلماء والدعاة ,ويخرجوا فيما بعد بالحل الوسط منها ومن جهة اخرى فالاسلام فيه ادبيات الحرب والسلم فلماذا التاكيد فقط على ادوات الحرب في الوقت الذي فيه  السلم افضل والقران الكريم يقول الصلح خير... فما معنى هذا الاصرار على الحرب ضد السلم عبر الارهاب , وعليه بجب اعادة فهم الاسلام بطريقة عقلانية وعدم ترك الشباب يفهموا الاسلام بهذه الطريقة دون اي تنظيم سليم في طريقة الفهم اوسنصل إلى هذا الفهم المتطرف وهذا الفهم المتعدد يؤدي بنا الى المهالك ...اذن محارية داعش الفكري يجب ان يكون في الفكر والتربية
سؤال :-  في زمنين ما قبل 2003م وما بعد هذا التاريخ...انتقل المثقف العراقي من الاضطهاد إلى الانزواء جانبا لاسباب عديدة..فهل بادرت الدول الآن لبناء جسور  معهم للمشاركة في بناء العراق ؟                              
جواب :-   جزء من الموضوع متعلق بالمثقف نفسه ؛ فعليه ان يبادر ولا يغيب أويُغيب ايضا ومن مهمة البرلمان   مد يد التواصل مع مثقفي العراق من خلال التشريع والقوانين..المثقف با مكانه التاثير على الوضع والشارع  ويجب ان يتحرك وعليه ان لانتظر من يقول له تفضل فشأن المثقف العراقي كبي روعددهم ليس بالقليل..ولا احد يقول لك انا انزاح وانت تتفضل ولكن على المثقف ان يثبت وجوده وعليه ان يبادر لكسب الرأي العام مم خلال التواصل الاجتماعي والاعلام أيضا , فهم صمام الامان للبلد وكلامهم لايرد من الشعب , اذا توحدوا حقيقة مع الناس وحركتهم يجب ان تكون اقوى..وعليه ان لاينزوي بحجة لامكان ,ويستغل تواجد منظمات المجتمع المدني..وعلى العموم الجميع يسير ضمن توجهاته الفكرية,فلا أحد يقف ضد أعلام التوجه الديني مثلا ولكن بأمكان المثقف أن يأتي بمثل هذه الافكار ولاسيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي..وفي زحمة السير يجب أنْ لايستسلم المثقف العراقي لغيره ويتبرع بماكنه مهما يكلف الامر..فحقيقة الامر الدور الرئيسي يرجع للمثقف نفسه لا لغيره..
                                                     
                       

   

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن