الثلاثاء، 10 يناير 2017

فوق خط الفقر ..تحت خط الفقر...والله كريم

جمال حسين مسلم 

موجة عارمة من الغضب الجماهيري تجتاح الرأي العام في العراق هذه الأيام لسببين مهمين ,أولهما تمثل بموجة التفجيرات الدامية التي تجتاح شوارع ومدن العاصمة العراقية ولاسيما بعد التصريحات النارية والفنتازية التي اطلقها مسؤولون في داخلية الحكومة العراقية قبل أسبوعين من الآن بمناسبة رفع عدد من السيطرات الامنية من شوارع بغداد.. وما أن انشغل الشارع العراقي بموجة التفجيرات هذه حتى طفت على السطح مشكلة أخرى أشد فتكًا من الاولى تمثلت بمسرحية مضحكة وهزيلة وبائسة ..كتبتها وأخرجتها وزارة التخطيط العراقية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية , بمباركة مجلس الوزراء العراقي وصمت البرلمان العراقي ,هذا الصمت الذي يثير الشك والحيرة في النفوس...المسرحية اسمها تحت وفوق مستوى خط الفقر...قياسات لمستوى ارتفاع وانخفاض مستوى خط الفقر في العراق ,العراق الذي يزخر بالثروات الطبيعية من شماله إلى جنوبه , يزخر أيضاً بالسراق واللصوص و{ اللهيبية } من شماله إلى جنوبه... عشرات الالاف من المواطنين من أصحاب الاحتياجات الخاصة { المعوقين } ومن الارامل والمطلقات والفقراء يعتاشون على راتب الرعاية الاجتماعية , وهو راتب مخجل لايستطيع أن يوفر ابسط مقومات العيش الكريم ومع ذلك رضيت الناس به وتقبلت الامر ؛ مادام فلان وعلان من قادة هذا المجتمع الجديد راضين بهذا الوضع  ,فما علينا الا السمع والطاعة...خرجت علينا الوزارتان بتحديد مفهوم مستوى خط الفقر من خلال  مستند يحمل بعض المؤشرات التي تفيد وتعيد تقييم هذا المواطن أو ذاك ,من حيث عيشه تحت أو فوق خط الفقر...وأهم فقرات هذا المستند الرسمي ,ما يشير لامتلاك هذا المواطن  لجهاز كهربائي واحد كأن يكون ثلاجة أو تلفزيون أو مكنسة كهربائية وما إلى ذلك..حينها وجب حذف المساعدات عنه ؛لانه فوق مستوى خط الفقر..ولايهم أن يسكن أو يعيش في خيمة أو حواسم أو بالايجار... ولايهم من ينفق عليه أو ماهو وضعه الصحي أو الاجتماعي...مهزلة كبرى تضاف إلى مهازل الدولة الحكيمة الحديثة ..الحكومة التي ترعى الفساد والفاسدين والسراق والمافيات ..الحكومة التي تصمت عن مرتبات الرئاسات الثلاثة  أوالبرلمان و الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء ومنهم بدرجة مدير , وتغض الطرف عن صرفيات الحمايات الشخصية ونفقات الخارجية العراقية.... هذه الحكومة الرشيدة تكتشف اليوم  ان المواطن المعوق إنْ امتلك تلفاز فهو فوق مستوى خط الفقر..وعليه ان يستغني عن مرتبة التافه اصلا لصالح حمايات المنطقة الخضراء..أي عدو جاهل هذا الذي نعيش في كنفه... وأي مواطن هذا الذي يداس عليه بهذه الطريقة الوحشية وهو يتوسل ويقبل الايدي ويذرف الدموع أمام الكاميرات والفضائيات في سبيل فتات العيش وفي سبيل حفنة من النقود , آهٍ لو علم هذه المواطن بأن كل مرتباتهم المقطوعة لا تكفي لسفرة مسؤول عراقي واحد إلى الخارج ؛لا لشيء إلا انه كان مناضلا على أبواب الرعاية الاجتماعية الاوربية والامريكية..سؤالنا إلى أين ذهبت الاستقطاعات من رواتب الموظفين والمستمرة لحد الآن لدعم رواتب الرعاية الاجتماعية,أوهل توقفت ايفاداتكم السياحية مثلا..مواطن فوق مستوى خط الفقر بقرار من المنطقة الخضراء الملوثة..العراق إلى أين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن