السبت، 25 فبراير 2017

في وصف نفسي واغترابي

لم يبق عنديَّ ما يبتزه الألمُ
حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ
وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُم 
في أن تضُمهم أوطانهم حلمُ

الأربعاء، 22 فبراير 2017

حكومات عربية مثنى وثلاث ورباع

               
 جمال حسين مسلم                                                                                        

لم يتصور أي متتبعٍ للمشهدِ العربي السياسي الحديث أنْ تصل َ الأمور في أرجاء الوطن العربي إلى ما وصلت إليه اليوم ,فقد عاش هذا الوطن بجانحية من المشرق إلى المغرب تحت وصاية رجلين لا ثالث لهما ,أولهما عسكري قاد انقلاب دموي فاحتل البلاد من شماله إلى جنوبه وحول الدولة إلى سجن مركزي كبير وأخذ يخطط لأولاده من بعده لاكمال مشروع القائد الضرورة وحيد عصره وفريد زمانه , من مثل صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وعمر البشير وزين العابدين وإلخ...ورجل ثان تملك الشعوب والناس باسم ولي الأمر وأصبح بمشيئة الاستعمار الفرنسي والبريطاني ملكًا على رقاب الناس ,يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف تحت مباركة دينية عالية التقدير والجناب..ولمدة تزيد عل نصف قرن من الزمن عاش المواطن العربي  { دايخا } بزمانه وخبزته ومستقبله ,فالذي عاش تحت  أنظمة الجمهورية العربية  ,فقد عاش حياة معسكرة وقمعا أمنيا كبيرا وتمّ مصادرة حرية الرأي وتفويه الاكمام وما كان عليه إلا الهتاف للقائد الفذ ! وإلا أصبح من أعداء الثورة والحزب وقد ارتبط بأجندات خارجية وما تبقى له إلا حياة في دهاليز مديريات الأمن العامة والمخابرات...ومن عاش تحت الوصاية الملكية العربية ,فقد عاش تحت أجدنات رجال الدين الذين أوصوا بطاعة ولي الأمر وإنْ كان فاسقَا, يبذرُ الأموال في شوارع نيونورك أو باريس أو لندن ..ومن قال بغير ذلك فشرع الله في مخالفة ولي الأمر معروف والسّياف على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأمر حماية للشرع والدين والملك..ومع ذلك سار فقراء الناس ومن هم على باب الله طوال تلك السنين يتجنبون الصّدام مع الحاكم المستبد الموحد للأرض والسّالب للعرض..وما أنْ هجم الربيع العربي الدموي على أجنحة الوطن العربي وقلبَه , حتى تبينت كثير من الصور المشؤومة من التي انتجت في غرف مخيفة ومظلمة...فقد اشرقت علينا خارطة جديدة للوطن العربي الأم ,وذهبت الوحدة العربية وأحلامها أدراج الرياح وصرنا في عصر الدول والمماليك ,وتبلورت الحدود الجديدة في صدور الناس قبل الاطلس الجغرافي ونحن أمام أمرٍ واقع جديد, نُفِذَ بأياد عربية  ,صرفت نصف خزائنها لارضاء السيد الاكبر في البيت الابيض وتنفيذ مايحلم به ,فصرنا في حكومات عربية ..مثنى..وثلاث..ورباع.. كما هو في  واقع حكومتي فلسطين ,حيث غزة والضفة الغربية والعراق  حيث المركز وكردستان  و السودان جنوبا وشمالا..وليبيا والله أعلم بعدد الحكومات التي تديرها واليمن مقسمة بوضوح وسوريا مقبلة على التقسيم الكردي والتركي والبعثي والداعشي ولاشك في ذلك ..فكأننا نردد قول الشاعر العربي ..دعوت على عمرو فمات فسرني ...وعاشرت أقواما بكيت على عمرو..لسنا نادمين على رحيل الطغاة ولكننا نرى بوضوح ان الجميع سيشرب من الكأس نفسه ومن يتصور غير ذلك فهو غشيم ولا ينظر أبعد من كوعه..حكومات عربية مثنى وثلاث ورباع اغتصبها رجل واحد ولا يهمنا ان يعدل او لا يعدل فقد نهبت اراضينا من قبل دول الاقليم المحيطة بنا سرا وعلانية وتحققت الغاية السامية في تأمين حدود الكيان الغاصب بنسبة خيالية ؛ حكومات مقسمة بضعفها وركاكتها ,خططت لشعوبها أن تهاجر عبر طرق الموت إلى دول الضياع والمنفى..ونحن بين نادم على ما مضى وبين ناهب لما أتى ,نعيش واقع التقسيم الجديد ونتمنى على الله أن لانتشرذم أكثر من ذلك ...    

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن